ورقة ذات أطراف مخرمة، مصمغة، منقوش عليها رسم أو صورة أو زخارف رمزية، ورقم يوضح ثمنها، يبلل وجهها الصمغي، وتلصق على المراسلات البريدية، وتعد من أهم ملحقات البريد منذ إصدارها حتى يومنا هذا، تسمى (الطابع البريدي)، والذي لم يعد فقط ورقة صغيرة تلصق على ظهر مظروف الرسائل، ولكنه أصبح وسيلة تعريفية لبلد إصداره، ونافذة مصغرة لتاريخه ونتاجه الفكري والمعرفي، وحاضره وإنجازاته ومناسباته المختلفة.

تاريخ الطوابع
عام 1837 كانت إدارات البريد في بريطانيا تعاني صعوبة تحصيل الأجور، وكان السير (رونالد هيل)، يجد ثقلاً في دفع أجرة الخطاب في كل مرة يود فيها إرسال واحد، لذلك أتى بفكرة تعفيه من هذا الأمر، وتسهل عمل الإدارات، وهي فكرة أوراق مدموغة تلصق على الغلاف، تسمى «الطابع»، برسوم تعادل أجرة البريد، من أجل توحيد أجرة الرسائل بغض النظر عن المسافة، واعتماداً على وزنها فقط. تم وضع أول طابع للتداول عام 1840، يحمل صورة لرأس الملكة فكتوريا، على خلفية سوداء، وكانت قيمته بنساً واحداً، وقد أطلق عليه لقب «البنس الأسود» لهذين السببين. كانت الطوابع في بدايتها متنوعة بين المربع والمستطيل والدائري، ومستقيمة الحواف، غير مخرمة، وتفصل عن قاعدتها بمقص، حتى عام 1847، حيت اقترح ثقب محيطها ليسهل فصلها، فأخذت شكلها المعروف حالياً.
بعد بريطانيا، والتي كانت الدولة الوحيدة التي لا تكتب اسمها على طوابعها، أصدرت أميركا طابعاً بريدياً عام 1842، عليه صورة الرئيس الأميركي جورج واشنطن، ثم البرازيل وسويسرا عام 1843، أما فرنسا فقد تأخرت في إصدار طابعها البريدي الأول حتى عام 1849، حيث أصدرت طابعاً يرمز للحرية، عُرف بالطابع المسنن.

في البلاد العربية
قبل الحرب العالمية الأولى، كانت معظم الدول العربية تطبق أنظمة الدولة العثمانية، التي وضعت عام 1863 أول طابع بريدي للتداول في جميع مكاتب البريد. كما كانت إلى جانب مكاتب البريد العثمانية، مكاتب أجنبية أقامتها الدول الأوروبية صاحبة الامتياز في عدد من المدن الساحلية والأقطار العربية، تستعمل طوابع يصدرها المكتب نفسه، أو بريد الدولة التي ينتمي إليها، وبقيت بعض هذه المكاتب عاملة إلى ما بعد 1914. بعد انتهاء الحرب العالمية وانسحاب الجيوش العثمانية من العالم العربي، حلت محل طوابعها طوابع تناسب الأحوال التي سادت كل بلد منها.

على سبيل المثال، في لبنان أصدرت مصلحة البريد أول مجموعة طوابع موشحة بعبارة (Republique Libanaise) عام 1925، وأضيفت إليها بالعربية عبارة «الجمهورية اللبنانية» عام 1928. وفي السودان، صدرت عام 1960 طوابع تحمل اسم «السودان» ثم «جمهورية السودان» ثم «جمهورية السودان الديمقراطية». وأول مجموعة طوابع خاصة بالبحرين صدرت عام 1961، والكويت مطلع عام 1959، أما إدارة البريد العراقية، فقد بدأت بإصدار مجموعات طوابع خاصة بها منذ عام 1923.

 


هواة الطوابع
برزت هواية جمع الطوابع مع صدور أول طابع بريدي عام 1840، وأول هاوٍ للطوابع هو الدكتور جون إدوارد جري، الذي كان يعمل موظفاً في المتحف البريطاني، وأصدر أول كاتالوج للطوابع عام 1962.
أما في الإمارات، فقد تأسست جمعية الإمارات لهواة الطوابع عام 1996، والتي من مهامها تشجيع أصحاب هذه الهواية وتنميتها لديهم، ونشرها بالطرق المختلفة، وتوثيق روابط التعاون والتعارف بينهم في جميع الدول العربية، وإجراء الأبحاث والفعاليات الخاصة بهذه الهواية. وقد وصل عدد المسجلين في الجمعية إلى ما يقارب 380 شخصاً.

أنواع الطوابع
للطوابع نوعان، طوابع عادية وطوابع تذكارية. العادية هي المخصصة للاستعمال اليومي، وتباع في مكاتب البريد لمدة غير محدودة، وتطبع منها كميات كبيرة تناسب احتياجات البيع، وتصاميمها لا تتغير إلا بعد فترة طويلة. أما التذكارية، والتي صدر أول طابع منها عام 1870 لإحياء الذكرى الـ20 لإنشاء السكك الحديدية في البيرو، فهي تصدر لمدة محددة، ولتكريم أو إحياء ذكرى معينة أو حدث أو مناسبة أو شخص، وتراعى فيها النواحي الجمالية، لتناسب أذواق هواة جمع الطوابع، وتبرز الموضوع الذي أصدرت من أجله، كما أنها تحمل هدفاً دعائياً.

أغلى طابع بريدي
(وحيد الأصفر) كما أطلق عليه، هو أغلى طابع بريدي على مستوى العالم، تم إصداره عام 1856، كان صغيراً وبلون أصفر، ولقّب باللقب السابق، لأن الطوابع في تلك الفترة كانت باللون الأخضر، وقد جاء هو بخطأ جعله أثمن الطوابع البريدية في العالم، وقد بيع في مزاد بـ20 مليون جنيه.

الطوابع في الإمارات
يعود تاريخ الطوابع في الإمارات إلى افتتاح أول بريد في دبي، بعد مراسلات عدة مع الهند لافتتاحه عام 1909، ولم تكن الطوابع خاصة بالإمارات حتى عام 1971، حيث أصدرت الهيئة العامة للبريد مجموعتها الأولى لدولة الإمارات، تجسد مواضيع مختلفة عن الاتحاد بين إمارات الدولة، وتتكون من 12 طابعاً، منها ما حمل صورة العلم، وآخر خارطة الدولة، وغيرهما حمل الشعار الوطني للبلاد، وبرج الساعة في دبي، وقلعة البثنة في الفجيرة، وجسر المقطع، ومتحف عجمان، وصورة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.