في رصيد الفنان اللبناني نقولا الأسطا أكثر من 150 أغنية، وفي أخلاقياته كثير من القيم، وفي صوته صلابة وجمال وعنفوان، وفي كلامه عناد، وفي طباعه مواجهة وثبات وهجوم لا لين ومهادنة.

• احتفلت العام الماضي بـ«يوبيلك الفضي» في عالم الفن والغناء.. هل تذكر كيف بدأت؟
انطلقت قبل ربع قرن عبر استوديو الفن 1988، لكنني بدأت فعلياً بعد الانتهاء من دراستي الجامعية اختصاص علوم موسيقية عام 1992. كنت أنوي إصدار ألبوم بهذه المناسبة لكنه تأخر بسبب ظروف لبنان، وسيصدر قريباً ويتضمن نحو 18 أغنية لي، بينها سبع جديدة.

• هل أنت راضٍ عن ما أنجزته؟ وهل خرجت بتجربة أو خلاصة؟
تأكدت من أن الحياة قصيرة وحياة الفرد فيها تمرّ كلمح البصر، وأن أهم ما يمكن أن نقوم به فنياً هو الصبر والثبات، وهذا ما فعلته. الثبات ضروري من أجل بناء هوية وخصوصية. وأنا صبرت كثيراً في سبيل المحافظة على السلوك الحسن والنوعية التي بدأت فيها، بكل تواضع، وبكثير من التهذيب. انتهجت الطريق الصعب لكني ربحت فني ونفسي وجمهوري. وأصبحت اليوم في منتصف العمر. صحيح أنني خسرت حفنة من الدولارات لأنني لم أتنازل، لكن يكفيني أن يقال حين يسمعون اسمي (هيدا زلمي آدمي).

ندم
• ألم تندم ولو لحظات على ثباتك في عالم يصل فيه أسرع من يتنازلون؟
لا أبداً، ولا في أي لحظة، وأهل بيتي يلومونني على ذلك مرددين لي: لماذا تُمسك السلّم بالعرض؟ فأجيبهم: (أنا هيك).

• هل أنت عنيد؟
أنا «نمرود» ولست عنيداً فقط، لأنني أصرّ وأثبت وأهجم.

• نسمع في الكواليس من يُردد أنك لست عنيداً فقط بل عصبياً أيضاً؟
لست عصبياً بقدر ما أنا عنفواني، وأملك عزة نفس عالية، لكني لا أفقد السيطرة على أعصابي أبداً. أملك نبضاً ولست مزاجياً وأعرف ما أريد.

150 أغنية
• كم عدد الأغاني في رصيدك؟
أملك ما لا يقل عن 150 أغنية وأكثر من 35 ترنيمة. وأولى أغنياتي: «بلادي أعيدي النظر» و«أريج الزهر».

• تنتج لنفسك على الرغم من بعض الهمس في مراحل عدة عن إمكانية تعاونك مع شركات إنتاج بينها «روتانا»؟
تعاونت في بداياتي مع شركات إنتاج لبنانية، لكنها أقفلت تباعاً بعدما سيطرت «روتانا» على هذا المجال. صحيح أنني التقيت بروتانا لكنني لم أتفق معها، لأنني شعرت بأن فيها من يتعاطى معي بكبرياء وتعالٍ وهذا ما لا أقبل به. من يملك موهبة يملك عزة نفس وأنا «عزة نفسي» قبل كل شيء. ومشكلتي أنني أنظر دائماً إلى الأمام وهناك من يعتبرني أحب المشاكل لكنني أرى أبعد من اللحظة.

جرأة
• ألا يتطلب القرار قبل أوانه بعض الجرأة؟
يتطلب الجرأة والمعرفة والنظرة والقدرة على السيطرة على النفس. وبكل احترام، أقول إنني لا أشبه سواي.

• لا تُشبه سواك بدليل أنك أبكيت بعض أفراد لجنة الحكم يوم تقدمت إلى استوديو الفن؟
صحيح، وأذكر أن أهلي قالوا لي يوم شاركت، إذا كنت غير متأكد من أنك ستنجح وتحل أولاً لا تشارك. شاركت وحصلت على المرتبة الأولى بامتياز. حجمي كان صغيراً لكن صوتي الجبلي فاجأ الجميع. عشقت الفن وتيقنت لاحقاً أن فيه مطبات هائلة، وكثيراً من النميمة والحسد والأنانية. وكل واحد فيه مستعد لتحطيم الآخر كي يصل.

• ما جديدك؟
سأطرح قريباً أغنية من ألبوم اليوبيل من كلماتي وألحاني، ستكون مفاجأة للكثيرين. وهناك أغنيتان جديدتان هما «بكفي» و«يا ريتني» هما من كلمات الشاعر نعمان الترس. وارتبطت بحفلات في لبنان وفي الخارج. وعدت للتو من حفلة رائعة أقيمت في أبوظبي، نظمها نادي قُدامى الجامعة الأميركية في بيروت - فرع أبو ظبي.