كل شيء بدأ ذات شتاء. كان عمر رينيه 40 سنة، وعمر سيلين 13 سنة. كانت معشوقة العائلة بصوتها وعزفها المميز على البيانو. مكانها المفضل للغناء المطبخ، وهي تمد يدها إلى فمها، ويدها في شكل مايك، بينما الأب أديمار ديون، مراقب اللحوم، يساعدها بالأكورديون. وأمها تيريزا تعزف على الكمنجة لحناً ناعماً. بقية إخوتها 13، كل واحد منهم له علاقة بالموسيقى على طريقته. كانت سيلين هي مفضلة والدها، تغني في البار الذي اشتراه le Vieux Baril إذ يستطيع الزبائن أن يطلبوا أي أغنية، فهي تحفظ كل شيء.
كان رينيه ذو الأصول السورية، غاضباً من تجربة فاشلة كمنتج. فقد راهن على جينات ورين، لكنها تخلت عنه وارتبطت بغيره. ووجد نفسه منهكاً مادياً. يصله شريط يتردد في فتحه ولكن سرعان ما يقرر فتحه وسماعه. اندهش من صفاء صوت سيلين. قرر إثر ذلك، المقامرة بكل ما يملك، إما الانتصار على الأقدار الصعبة، وإما الخسارة المدوية. عندما التقى بها وسمعها، أدرك أنها ستكون الاستثناء العالمي في وقت قريب. بعد سبعة أشهر من العمل الجاد معها، أخرج لها أول ألبوم بعنوان La Voix du Bon Dieu. وطلب من أهلها أن يمنحوه خمس سنوات، وسيجعل منها نجمة عالمية. لكن عليها أن تتعلم الإنجليزية أولاً إن هي أرادت أن تذهب بعيداً.
ظلا يعملان بلا توقف تحدوهما الرغبة الكبيرة في النجاح. أصبحا لا يفترقان. رهن رينيه بيته وغامر معها. أصبحت تقوم بسهرات في الأماكن العامة والمولات الكبيرة. فأنشأا معاً شركة إنتاج مستقلة، للتمكن من التعاقد مع كبريات الشركات العالمية. وظل يكرر أن سيلين ديون ستكون أفضل مغنية في العالم. جاءت الدعوة للغناء في أولمبيا. بسرعة أصبحت سيلين ديون سيدة الشاشات الفرنسية والسويسرية، والبلجيكية. وأصبحت تقارن بباربارا سترايسند وإيديث بياف. وكان فوزها في اليوروفيزيون، البرنامج المشاهد من 600 مليون شخص، هو بداية انطلاقتها الفعلية. منذ تلك اللحظة كانت تجربة الحب بينهما قد نضجت ولكنه رفض الإعلان عنها إلا بعد أن أن يتمّ كل شيء.
أقنع سيلين المتحمسة، بضرورة التريث. واحتفظت بسر علاقتهما خمس سنوات قبل أن يعلنا عنها، ويصبحا موضوع الصحافة، لكن العلاقة كانت قد ترسخت بزواج وبرغبة كبيرة في الإنجاب. منحها رينيه أنجليل ثلاثة أبناء قبل وفاته بسرطان مدمر. لتبدأ سيلين حياة أخرى.