استطاعت الفنانة أميرة سمير أن تصنع لنفسها اسماً مهماً بين ممثلي الدراما في الأردن، ولم يكن الأمر وليد الصدفة، فمن الإعلام وتقديم البرامج انتقلت أميرة إلى التمثيل، في مشوار مليء بالعمل والاجتهاد.

• بعد انتهاء عرض مسلسل «فتنة» ما تقييمك للعمل ورضاك عنه؟
قدّم المسلسل ملحمة درامية بثوب بدوي مزخرف بتفاصيل الأصالة والقيم العربية، تتخللها قصص ومواقف مشوقة ذات مغزى، للمنتج المخرج إياد الخزوز مع الفنان ياسر فهمي، وتمحورت حول فكرة انتصار الخير والحب المفضلة لدى الجمهور، فكانت الأصداء رائعة، نسيت معها أنا وزملائي كل الجهد والوقت وعناء التصوير.

مسؤولية التفكير
• ماذا يمثل لك التكريم الذي تم منحه لمسلسل «فتنة» من جانب «أبو ظبي للإعلام»؟
أشكرهم على تكريمهم للأعمال المميزة التي أنتجتها الشركة. و«أبوظبي للإعلام» قدمت للدراما العربية أهم الأعمال التي أثّرت في المشاهد العربي على مدار عقود، وتركت بصمة مميزة ومختلفة عبر أجيال متعددة، والتكريم فن وثقافة لا يدرك أهميته إلا الكبار، وبالنسبة إليَّ أعطاني هذا التكريم حافزاً، ووضعني أمام مسؤولية التفكير في كل خطوة قادمة حتى أختار الأفضل، وأكون فخورة وراضية أمام نفسي والمشاهدين.

تراجع الدراما الأردنية
• ماذا عن تجربتك الفنية في مصر؟
مصر لا تزال تقدّم لي فرصة تطوير قدراتي في التمثيل والأداء، عن طريق ورشات التمثيل والتعرّف إلى الفنانين الكبار للاستفادة من خبراتهم، فالطموح يحتاج إلى التعلّم الدائم الذي يجعل الاختيارات مدروسة ومناسبة، مما يعني الاحتراف الحقيقي.

• كيف تعقبين على رأي المنتج والمخرج إياد الخزوز حول تراجع الدراما الأردنية في رمضان 2019؟
أحترم رأيه، فهو أكثر من يمتلك الرؤية والخبرة في مجال الدراما، وبالتالي ملاحظة مدى تقدمها من عدمه. لكن من وجهة نظري، لا يمكن إنكار عراقة الدراما الأردنية التي قدّمت للمشاهد العربي أعمالاً لا تزال في ذاكرة أجيال بأكملها، لكنها باعتقادي ومنذ سنوات طويلة هي على نفس المستوى، وتتراوح الأعمال المقدمة بين مسلسل واحد وثلاثة أعمال سنوياً، تظهر فيها طاقات شبابية لديها القدرة على الإبداع والاحتراف، لكنها تحتاج إلى فرص أكثر.

• ما المطلوب من وجهة نظرك للنهوض بالدراما الأردنية؟
من الضروري أن يكون هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص، لتبني إنتاج نصوص وسيناريوهات تحاكي واقع المواطن الأردني بكل شفافية وواقعية، فالانتشار يبدأ من التطرق للقضايا المحلية وطرح حلول لها. فنحن لدينا الكثير من الكتاب والمخرجين والممثلين والمصورين المحترفين على مستوى العالم، وهذه الطاقات تحتاج إلى أرض خصبة ودعم مادّي، حتى تقدّم ما لديها وبالتالي تنتعش صناعة الدراما الأردنية.

المعركة الوحيدة
• يتجسد الحب في الأدوار البدوية التي تقدمينها مقترناً بالفروسية والشهامة، فهل يوجد مثل هذا الحب على أرض الواقع؟ وتحديداً على مستوى حياتك الشخصية؟
مما لا شك فيه أن التراث البدوي غني بالقصص التي تخلّد الحب والعطاء والشهامة والقوة والوفاء، وتؤكد أن الانتصار دائماً للحق، والحب موجود أيضاً خارج المسلسلات، فالحياة مليئة بالمحبة وما علينا إلا أن نفتح قلوبنا. أما على الصعيد الشخصي، فنعم أحببت وما زلت أعيش هذا الحب كما المسلسلات البدوية، وأراهن دوماً أنه المعركة الوحيدة التي تستحق أن نخوضها ونحن غير نادمين.

* ما الدور الذي تتمنين تقديمه؟
دور «كليوباترا» الملكة الموهوبة التي تحدثت بعدة لغات وقادت الجيوش في سن صغيرة، وتعلمت في منارة العلم في عصرها الإسكندرية، وعملت على استرداد أمجاد أسرتها الحاكمة، وتمكنت من بسط الاستقرار والسلام في البلاد، ومكافحة الفساد أثناء فترة حكمها، كما شُهد لها بفتح مخازن الحبوب لشعبها أثناء فترة المجاعات ورفع الضرائب عنهم، فكانت مصر حينها دولة مزدهرة تحت حكم ملكة لم يرَ الشعب في جنسها عيباً.