تعتبر حنان الزيودي، أول إماراتية تشارك برفقة زميلتها فهيمة الفقي في تشكيل نواة أول منتخب للنساء في تاريخ اتحاد الإمارات للملاكمة، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى دول الخليج، لتمنح حنان فرصة جديدة لتكملة مسيرتها الرياضية التي بدأت في عمر سبع سنوات مع رياضة كرة السلة، لتنتقل بعد عدة سنوات إلى عالم ألعاب القوى التي حققت خلالها عدة ميداليات محلية وخليجية وعربية، لتتابع خطواتها الناجحة مع رياضية الكيك بوكسينج، قبل أن يتم اختيارها لتمثيل الدولة في بطولة آسيا للرجال والنساء التي أقيمت في بانكوك مؤخراً.

• ما سر التحول إلى ممارسة رياضة الملاكمة؟
لم أجد الاهتمام الكافي بمستقبلي الرياضي وتنمية مهاراتي في رياضة رمي الرمح، الأمر الذي سبب لي أزمة نفسية حادة أدت إلى زيادة وزني من 69 كيلوجراماً إلى 105، في صدمة دفعتني للبحث عن طريق آخر للعودة إلى لياقتي البدنية، وبالفعل بحثت عن مدربة خاصة وخلال 700 يوم من التدريبات واتباع نظام غذائي صارم، تمكنت من إنقاص وزني إلى 68 كيلوجراماً، وبعدها قررت ممارسة رياضة الملاكمة لدعم قوة عضلاتي، حيث انبهرت بنتائجها المذهلة في وقت قصير، وبعد عدة أشهر تلقيت طلباً من اتحاد المواي تاي والكيك بوكسينج برغبته في مشاركتي في بطولة الإمارات للكيك بوكسينج.

• وكيف استعددت للمشاركة في بطولة الكيك بوكسينج؟
بدأت التدرب بشكل مكثف يومياً على فترتين، حيث إنها تختلف كثيراً عن رياضة الملاكمة إلى أن جاء موعد البطولة، وخضت المنافسات التي قدمت خلالها أداء قوياً وحصلت على الميدالية البرونزية، على الرغم من أنني تعرضت لإصابة لما تتضمنه هذه اللعبة من حركات فيها قدر كبير من الخطورة، وبعد ذلك عدت مرة أخرى للتدرب على الملاكمة.

أول استحقاق
• ماذا عن مشاركتك في بطولة آسيا كأول استحقاق تاريخي لك؟
بعد كل هذا المشوار المليء بالتجارب والخبرات في العديد من الرياضات، تلقيت اتصالاً من اتحاد الإمارات للملاكمة، حدثني خلاله المسؤول بالاتحاد عن بطولة آسيا ورغبته في مشاركتي ضمن منتخب الإمارات، وعلى الفور دخلت مع زميلتي فهيمة الفقي في معسكر بأبوظبي دام أسبوعين قبل السفر ومعسكر آخر مغلق في أوزبكستان، التي تشتهر بتاريخها الطويل مع اللعبة، ومن ثم سافرنا إلى تايلاند حيث تقام البطولة.

• كيف كان أداؤك خلال المنافسات في البطولة الآسيوية؟
لا شك أن الشعور بالخوف كان يتملكني، نظراً لقلة خبرتي ومهاراتي في اللعبة، مقارنة بخبرات باقي المشاركات وتاريخهن الطويل، ومع ذلك حاولت إخفاء مشاعري وخضت أول منافسة أمام بطلة آسيا وتمكنت من تسجيل أول لكمة بكل قوة وثبات، إلى أن تلقيت لكمة صاروخية بوجهي أدت إلى نزيف فوري، ولكنها انتزعت الخوف الذي كان بداخلي وبدأت اللعب بـ«قلب ميت» وعلى الرغم من الخسارة إلا أنني أشعر بنشوة الفوز بعدما قدمت أداء جيداً حصلت بموجبه على إشادة الحضور.

ردود الفعل
• ماذا عن ردود الفعل بعد عودتك من البطولة الآسيوية؟
تلقيت العديد من الرسائل من فتيات وشباب الإمارات، عبروا لي خلالها عن سعادتهم بدخول الجنس الناعم عالم الملاكمة، كما حاولوا الاستفسار عن اللعبة وأماكن التدريب ومدى خطورتها، وأود أن أقول هنا إن رياضة الملاكمة على عكس ما تظهر عليه للجمهور، فهي تعد من أقل الرياضات خطورة والدليل على ذلك أنها في المرتبة الـ27 من تصنيف الرياضات الخطرة، مقارنة برياضة كرة القدم التي تصنف في المرتبة السابعة في الخطورة.

• ما أحلامك المستقبلية؟
أسعى حالياً بعد عودتي من بطولة آسيا للتدرب بقوة لتمثيل الدولة في أولمبياد طوكيو، كما أتمنى أن أشارك في بطولة آسيا أكثر من مرة حتى أحقق ميدالية باسم دولتي الغالية.