كان شعور آية أحمد الدائم، بحجم معاناة «الصم والبكم» من «أصحاب الهمم» يجعلها تسرح بخيالها بحثاً عن «مشروع مبتكر» يدمجهم ويحفزهم على التفاعل. وكونها معايشة عن قرب لهذه المعاناة من خلال والديها اللذين يتحدثان لغة الإشارة، كان الأمر حافزاً قوياً لها وكلمة السر في نجاحها، وتحول مسارها من العمل بشهادة بكالوريوس التجارة، التي حصلت عليها قبل ثلاث سنوات، إلى أول شيف في مصر يعلم «الصم والبكم» فنون الطبخ بلغة الإشارة.

• لماذا اخترت الصم والبكم بالتحديد لتعلميهم فنون الطهو؟
مع انتشار برامج الطبخ، لم أجد من يهتم أو يفكر في أصحاب الهمم وخاصة الصم والبكم، فهم غير قادرين على استيعاب ما تقوله هذه البرامج، فقررت أن أحترف فنون الطهو مستخدمة مهاراتي في الحديث بلغة الإشارة التي اكتسبتها من والدي المتوفى ومن والدتي، لتقديم برامج للطهو.

معلمي الأول
• كيف احترفت الطهو؟ وأي مطبخ تفضلين؟
معلمتاي الأوليان هما والدتي وجدتي، كما أنني مشاهدة جيدة لبرامج الشيف منى عامر، وأحاول تقليدها في طريقتها. ومن أجل احتراف المهنة، التحقت بأكاديمية خاصة للطبخ لمدة سنة، وحصلت على شهادة معتمدة من city & guilds، كما تلقيت تدريبات في العديد من المطاعم والفنادق.

• ما مدى تأثير الـ«سوشيال ميديا» في انتشار فكرتك؟
كان لها دور كبير، فأنا بدأت تصوير فيديوهات لي وأنا أطهو الطعام بهاتفي، وعرضت الفكرة لاحقاً على المخرج عمرو حلمي، الذي تحمس لها وساعدني على تصوير فيديوهات أكثر احترافية، كما أتاح لي أن أعرضها على (جروب نادي الذواقة)، ومن هنا كانت البداية.

• هل ترين أن فكرة برنامج يخاطب فئة محددة ستحقق نجاحاً في وسائل الإعلام الحديثة؟
برنامجي يخاطب كل فئات المجتمع، وليس فئة خاصة فقط.

لا للإحباط
• هل سيتوقف حلمك عند هذا الحد؟
بالطبع لا، سأواصل تسجيل مزيد من الحلقات، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من جمهور الصم والبكم الذين يتطلعون لاحتراف مهنة الطبخ، لذا أنصح أي شاب لديه حلم أن يتمسك به وألا يستسلم لأي إحباطات حتى تحقيق حلمه.

• ما الطموحات التي تسعين إلى تحقيقها؟
أن أعلّم كل هواة الطبخ من ضعاف السمع والكلام ما تعلمته، لينجحوا في الحصول على فرصة عمل في المطاعم والفنادق، وأن يتقدموا لمسابقات طهو عالمية، حتى يستطيعوا التواصل والاختلاط مع كل فئات المجتمع، كما أحلم بوجود أكاديمية تعلم الطبخ بلغة الإشارة، وهي في المخطط، وأنا واثقة في أنني سأصل إلى طموحاتي.

توازن
تقول الشيف آية أحمد: «من أهم الأشياء التي تجعلك تبدعين في الطبخ ولا تشعرين بتعب، وجود لوح التقطيع والسكاكين وملاعق التقليب بجوارك وقريبة منك دائماً؛ لأنك تستخدمينها بشكل دائم، وفي المأكولات لا بد أن يكون هناك توازن بين النشويات والبروتينات والسلطات الخفيفة».