نشرت مؤخراً خبراً أخذ مساحة كبيرة في إحدى وسائل الإعلام، يحمل عنوان أن إحدى الخبيرات صممت دورات للتأهيل النفسي للزوجات لتقبل الزوجة الثانية، وطرحت تساؤلاً على الموضوع ذاته.. لماذا لا يكون التأهيل للرجل ليوفي زوجته حقها بالرعاية قبل التفكير بزواج ثانٍ؟، وأنا هنا لا أتحدّث أبداً عن الموضوع من جانب شرعي أو ديني، ولكن كنت أتناول الموضوع من ناحية مجتمعية، والنظرة إلى المرأة على أنها هي التي تحتاج إلى تأهيل، وأردت في رمسة هذا الأسبوع أن أشارككم جانباً مما أفرزته تعليقات المتابعين رجالاً ونساء على الموضوع.
وبعيداً عن الخبر ذاته الذي اتضح لي بعد لحظات أنه غير صحيح أو دقيق، من حيث عنوانه وتفاصيله التي وضعتها الوسيلة الإعلامية، وتبيّن أنه ليس هناك برنامج من هذا النوع يهدف لنشر ثقافة الزوجة الثانية، وأن الصحافي أساء فهم موضوع الورشة كما نقل لي المتابعون. ولكن توصّلت عبر التعليقات والرسائل من المتابعين، إلى وجود خلل لدى كثيرين في فهم مؤسسة الزواج وفهم الرجل والمرأة لدوريهما في هذه العلاقة، وهو ما أدى برأيي إلى تفاقم الطلاق بين شريحة الشباب على وجه الخصوص.
كثير من الردود جاءت مستنكرة لاقتراحي وجود دورات لتأهيل الرجل لفهم الزواج، وبعض الردود كانت غاضبة أو متهكمة. لا أتحدّث أبداً عن الزواج الثاني بالضوابط الشرعية ومبرراته، ولكن لفت انتباهي عدد الردود والتعليقات التي تُحمّل الزوجة مسؤولية انهيار الزواج من جهة، وتلك لدى البعض التي جعلت من الزواج مبرراً لسلب المرأة شخصيتها وخياراتها في الحياة، وكأنها مقايضة بين أن تتزوّج الفتاة أو تعيش حياة متوازنة.
الردود والتقارير الإعلامية التي نقرؤها بين الحين والآخر عن ازدياد الطلاق، تتطلب من الجهات ذات العلاقة وقفة عاجلة في مسألة إعادة تعريف فهم المقبلين على الزواج لمؤسسة الزوجية، وفهم الرجل والمرأة لدوريهما والمتوقّع منهما. وفي الوقت ذاته أن تُعيد الأسر النظر في طريقة تربيتها للأبناء.
لا أنكر أن الحوار الذي لحق نشري لتقرير دورة تأهيل الزوجات كان مثيراً للاهتمام، ولكنّه كان مثيراً للحيرة والاستغراب، وجعلني أتوقّف طويلاً عند سؤالي الذي طرحته؟ هل نؤهّل الرجل أم المرأة أم كليهما؟ وأنقل السؤال إليكم وأسألكم: تأهيل من؟