• كثيرون سمعوا مسمَّى «قانون ساكسونيا» يتردد في الأفلام والروايات، لعل واحداً منها فيلم «الغول»، بطولة عادل إمام، نيللي وفريد شوقي، وفيه يتساءل كاتب العمل وحيد حامد: هل نحن ما زلنا تحت رحمة هذا القانون؟ لكن الملاحظ أن أغلب الناس لم يقرؤوا معنى المصطلح أو لم يعرفوا محتواه الأصلي. فـ«قانون ساكسونيا» باختصار، هو قانون ظالم كان يُطبّق في القرن الـ15 في ولاية ساكسونيا الألمانية، وينص على أنه: «إذا ارتكب أحد من عامة الشعب جريمة تُقطَع رقبته فوراً. أما إذا ارتكبها أحد النبلاء فتُقطع رقبة ظلّه». أي أن المواطن من عامة الشعب يحاكم بقطع رقبته، بينما النبلاء من (الحكام، المسؤولين، الأغنياء والكهنة) يحاكمون بقطع رقبة ظلّهم فقط. وأصبح هذا القانون مَثلاً للعدالة الزائفة الوهمية، وأيضاً مضرب مثل للفجوة الكبيرة بين الطبقات التي تفلت بجرائمها، والفقيرة تدفع ثمناً باهظاً لفقرها. ولأنه كما في السياسة كذلك في الفن، بات مثل هذا القانون حاضراً مجازاً في الساحة الفنية، إذ الكارثة أن عامة الشعب من الجمهور و«الفانز» (الكادحين والفقراء والمهووسين بالفنانين)، يرون أن «قانون ساكسونيا» يحقق العدل، لأنهم ببساطة «مُغيَّبون عقلياً».. فهم يرفعون من قدر الفنانين الذين يحبونهم، ويخوضون المعارك عبر وسائل «التواصل الاجتماعي»، انتصاراً مثلاً لنجماتهم (إليسا، نجوى كرم، أصالة، أحلام، نوال، شيرين، أنغام، نوال الزغبي، هيفاء وهبي، بلقيس وغيرهن)، مُتناسين أنهم ليسوا سوى «كبش الفدا» الذي تتخلص منه الفنانة متى أرادت أو شعرت بأن دوره انتهى. فكم من «فانز» فنانة استماتوا في محاربة فنانة أخرى بإيعاز من نجمتهم، ثم بعد أن تصالحت الفنانتان وضعتا الحق على «الفانز»، فبرّأتا نفسيهما ودفع الجمهور الثمن. فإلى متى سيظل «الفانز»، لأجل نجومهم، قابعين تحت رحمة هذا القانون؟

• كثيراً ما حذرت من خطورة الفكر الذي قدمته البرامج الحوارية الفنية في رمضان 2019، مثل «شيخ الحارة» و«مع عايشة» وغيرهما، فقد فضحت على لسان نجومها الضيوف خفايا طلاق سمية الخشاب وأحمد سعد، وعدد زيجات غادة عبد الرازق ودينا وآخرين، وزادت من فجوة الخلاف بين أصالة وأنغام حتى خسرتا بعضيهما، وأشعلت النيران بين الكثير من الفنانين، إلى أن كانت النهاية في وفاة محمد نجم، الذي اتهمت أرملته حبيبة ونجله شريف، الفنان أحمد آدم وبرنامج «شيخ الحارة» بالتسبب في موته، بعد أن وصف آدم في البرنامج خلال حواره الساخن، محمد نجم بأنه ليس فناناً وأنه عمل معه لمجرد إغاظة وإثارة غيرة الفنان محمد صبحي، مضيفاً: أعرف أسراراً كثيرة عن محمد نجم لكني لن أبوح بها حتى لا أدمر حياته، وأثناء تهجمه على نجم، كان الأخير يشاهد الحلقة فأصيب بجلطة دماغية توفي على إثرها. وفعلاً الكلام كالدواء، قليله نافع وكثيره قاتل.. وهكذا قتل كلام آدم «نجم».. فهل يعتبر أهل الفن؟