بين المسرح والتلفزيون والسينما، تدور وتُحلِّق الفنانة الكويتية هنادي الكندري، لتضع رحيق موهبتها هنا وهناك. وهنادي فتاة طموحها ووهجها ساطعان، وقدرتها على التلّون والتشكل تجعل المنتجين في حالة لهاث للتوقيع معها كنجمة في أعمالهم.

• كنت مؤخراً في ثلاثة أعمال رمضانية، فهل كان هذا ضدك أم في صالحك كممثلة؟
بعيداً عن هذا المبدأ، رغبت هذا العام في منافسة نفسي، وتساءلت: في حال نزلت إلى ساحة المنافسة الدرامية الرمضانية، هل أستطيع تحدي نفسي أم لا؟ وأردت من الناس أن تخلع عن فكرها مقولة (مش باقي إلا أن نفتح المغسلة لينزل الفنان الفلاني)، بل أردتهم أن يقولوا (هنادي أبدعت في ثلاثة أعمال)، واستطعت تحقيق ذلك من خلال مشهد واحد في مسلسل «وما أدراك ما أمي» أثار زوبعة على الـ«سوشيال ميديا».

عملي المفضل
• كأنك تقولين إن «وما أدراك ما أمي» هو العمل المفضل بالنسبة إليك؟
بالضبط، هو العمل رقم واحد بالنسبة إليَّ، وأعزو الأمر إلى المخرج حسين الحليبي الذي أدار الكاميرا وقالي لي «قدِّمي ما لديك» ولا أنسى جملته لي عندما قال: «في داخلك كمية طاقة لا أريد توقيفها، أخرجي كل ما لديك، وطالما تتحركين داخل إطار الكاراكتر فلن أقول ستوب» وهذا ما حدث بالفعل.

• هل ترين أنه من الجيد أن يستمد الفنان ثقته من مخرج العمل؟
نعم؛ فهناك من المخرجين من يقيد إحساسك في حين أنه مطلوب منه أن يعطيك القوة ليأخذ منك الإحساس المتدفق.

• قدمت دوراً مختلفاً في «أمنيات بعيدة»، حدثينا عن ذلك؟
أصداء العمل ظهرت في الحلقات الأخيرة، فطوال الحلقات الأُوَل كنت أبحث و«أدوِّر»، فشخصيتي «ضحى» كانت بمثابة المحقق داخل البيت، لأنها نفسياً لم تكن مستقرة، ودائمة البحث عن ما يُؤرِّقها، لكن عندما تكتشف أنها ليست ابنة «لطيفة» ولا «شريفة» تكون الكارثة.

عراقيل معينة
• يرى البعض أن اسمك كان أكبر من الدور الذي قدمته في «حدود الشر»؟
الدور لم يكن كما قُدِّم، كان مختلفاً تماماً على الورق، لكننا واجهنا عراقيل معينة، ما اضطر القديرة حياة الفهد إلى إنجاز العمل كما ظهر، لكنه ظهر أيضاً بصورة جميلة، وأقول «أنا مع الكيف وليس الكم»، ويكفيني وقوفي أمام حياة في عمل تراثي تاريخي أقدمه للمرة الأولى، ليوضع في سيرتي الذاتية، لكن كدور وحجم أوافقكم الرأي، لكنه عمل من ضمن ثلاثة أعمال أخرجت من خلالها طاقتي الفنية.

• رغم هذا الوجود الثري لم نرَك ضمن المكرَّمين في أي من مهرجانات هذا العام، لماذا؟
بل تم تكريمي في «مهرجان المميزون» و«نجوم الفن والإعلام»، لكنني تخلّفت عن الحضور بسبب انشغالي ببروفات المسرح.

• هل ترين أنك قد وصلت إلى كم خبرات يؤهلك للبطولة المطلقة؟
للأمانة هذا الأمر ليس ببعيد عني على الإطلاق، فهناك عمل حمل اسم «التاسع من فبراير» من بطولتي، برفقة الفنان إبراهيم الحربي، من خلال قصة البنت ووالدها المصاب بـ«ألزهايمر».

الـ«سوشيال ميديا»
• أصبحت أكثر هدوءاً في التعامل مع الـ«سوشيال ميديا».. ما السبب؟
كبرت؛ فالعمر يتحكم بتصرفاتك، حتى أولادك عندما يكبرون يفرضون عليك التصرف بطريقة أكثر حكمة، لأنك تريد أن تصبح قدوة لهم.

• وكيف تتعاملين مع التعليقات المسيئة على مواقع التواصل؟
تجاوزت هذه المرحلة، ولو دخلت إلى حساباتي المختلفة ستجد متابعين أيضاً يتّسمون بالنضج والهدوء، قد تجد تعليقاً أو اثنين على الأكثر يحملان جرأة في التعبير.

• حدثينا عن الدويتو الناجح بينك وبين الفنان حسين المهدي في «وما أدراك ما أمي»؟
يجمعني بالمهدي التفاهم، وقبل تقديم أي مشهد بيننا كنا نتبادل الآراء ونقرؤه أكثر من مرة، وبالتالي جاءت ردة فعلنا في أغلب المشاهد متناغمة ومقبولة.

صديقة لأغلب الفنانات
• أنت محبوبة من أغلب الفنانات.. ما السر؟
في الآونة الأخيرة أصبحت صديقة لأغلب الفنانات، بينما وأنا صغيرة كنت أستحي ودائماً أجلس في ركن وحدي أو مع زوجي، لكن حالياً أتكلم وأحكي وأقيم العلاقات، ففي مرحلة الأمومة تختلف الشخصية وتتبدل التصرفات، فأصبحت علاقتي بالفنانات كعلاقتي بأهلي. فالفنانات: إلهام الفضالة، فاطمي الصفي، هيا الشعيبي، هبة الدري، شيماء علي، كلهن أصبحن أقرب صديقاتي عكس الماضي لم أكن أملك صداقات.

• عملت مع الكبار أمثال حياة الفهد وهدى حسين، فكيف وجدت التعامل معهما؟
حياة الفهد بمثابة أمي، وهدى حسين أختي الكبيرة.

• لماذا لم يجمعك عمل مع سعاد عبد الله؟
لا أملك الإجابة حول هذا الأمر، وأتمنى من الكُتاب أن ينتبهوا له.

• أخيراً، أين أنت من السينما؟
في القريب جداً، في الصيف الحالي لدي عمل سينمائي، يجمعني بالفنانين ماجد المصري وميس كمر وبهاء سلطان، ويحمل لمحات كوميدية.

مفاجأة الزوج وتقييم «كلبش 3»
عن وجود محمد الحداد زوج الفنانة هنادي الكندري إلى جانبها في معظم مسرحياتها، وهل يأتي هذا بترشيح منها أم بالصدفة؟ تقول: «الأمر متروك لزوجي والمنتج، وأنا لا أتدخل في هذا الأمر، ودائماً اجتماعات العمل الخاصة بزوجي بعيدة عن اجتماعاتي تماماً، وفي أحيان كثيرة أتفاجأ من المنتج أو المخرج بأنه سيشاركني العمل». وعن تجربة زوجها هذا العام في المسلسل المصري «كلبش 3» مع الفنان أمير كرارة، تقول: «كنت سعيدة بردود فعل الجمهور حول الشخصية التي قدمها محمد، فقد اكتسب شعبية كبيرة بين المصريين هنا في الكويت، لدرجة أنه عند دخوله أي وزارة يسارعون بجملة (لا تحاتي) التي اشتهر بها في المسلسل».

أنا وآلاء الهندي والأطفال
قدمت هنادي الكندري في العيد مسرحية الأطفال «جود نايت»، وعن التجربة تقول: «لا أستطيع وصفها بالتجربة الجديدة، فهي (ستايل) تعّود عليه جمهوري، حيث (الحدوتة) المصاحبة للاستعراض والأغاني. وهنا أحب أن أشيد بصوت المطربة الجميلة آلاء الهندي، التي صار وجودي مرتبطاً بها، حتى إن المنتج عندما يتفق معي على التفاصيل ونأتي إلى الأغنيات يرشح آلاء بشكل تلقائي».