من يتابع حسابات المشاهير عبر الـ«سوشيال ميديا»، لا بد أن تلفته تعليقات المتابعين لها، وخاصة من المعلنين والمروجين، الذين يتجاهلون تماماً الغرض الأساسي الذي قامت عليه فكرة منصات التواصل الاجتماعي، الهادفة إلى إعلان أصحاب الحسابات عن نشاطاتهم، ومشاركة لحظاتهم مع أصدقائهم والمعجبين بهم، ولا يتورعون عن الترويج لأعمالهم الخاصة تحت «البوستات» التي يكتبها المشاهير والفنانون.

نقص الثقافة
عن هذه التعليقات الإعلانية يصف الإعلامي الإماراتي منذر المزكي أن ما يقوم به أصحابها «عبارة عن شوائب تعكر صفو الاستمتاع في السوشيال ميديا»، مؤكداً أن هناك من أخبره عن تعرضه لعملية نصب من تعليق يعود لأحد المنشورات، وأنه استجاب للإعلان لأنه كان منشوراً على حساب شخص معروف. ويقول المزكي إن ما يزعج حقاً، هو التزايد الملحوظ لهذا النوع من التعليقات، وهذا يعود لنقص الثقافة لدى هؤلاء.

صعوبة الملاحقة
لمى العالم، امرأة سورية أسست قبل ثلاث سنوات صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، واستطاعت أن تجذب لها حوالي 140 ألف شخص، تنشر عبرها أسلوب حياتها وتروج أيضاً لمنتجات تتعلق بالأزياء والسياحة ومنتجات أخرى تهتم بالأم والطفل. تقول لمى إنها تتعرض للتعليقات الإعلانية على منشوراتها، ولكنها لا تبالي لها ولا تحذفها، لأن من وجهة نظرها من الصعب ملاحقة كل تعليق من هذا النوع، إلا إذا كان يحمل طابعاً غير أخلاقي، وتبرر ذلك بأنها تجد هذا النوع من التعليقات بكثرة على حسابات المشاهير، ومن جهة أخرى فهي تدرك جيداً أن أي تعليق حتى وإن كان لا يمت للمنشور بصلة، يعمل على انتشار ما شاركت به بشكل أكبر وبالتالي، تزيد من فرصة شهرة حسابها وانتشاره.

تعليقات مسيئة
مدرب التواصل الاجتماعي معتصم الأحمد يقول إن التعليقات التي تحمل طابعاً إعلانياً تتجاهل المنشور الأساسي الذي شارك به أحد المؤثرين، والذي قد يحمل طابعاً إنسانياً، كأن يكون محتوى المنشور مثيراً للعواطف والمشاعر، كتقديم تعزية لأحد ما، أو دعم حملة للمصابين بمرض ما، لذا فهذه التعليقات بحسب تعبيره مسيئة وقبل كل شيء غير مقبوله من الناحية الأخلاقية.
يضيف الأحمد: «التعليقات الإعلانية تضر بالتفاعل الإيجابي على حسابات المشاهير، لأن عدداً لا يستهان به سينجذب ويقرأ التعليقات، وبالتالي فإن زيادة التعليقات الإعلانية، تقلل الرغبة عند المتابع للتفاعل مع المنشور الذي قد ينجذب إليه ولكنه لا يفضل التعليق، بسبب كثرة الإعلانات الواردة أسفله».

تضارب الأفكار
اختصاصي التسويق الإلكتروني أحمد رفعت يرى أن هذه النوعية من التعليقات تعمل على تضارب الأفكار عند قراءة آراء الناس لمحتوى نشره صاحب الحساب على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن أي تفاعل على المنشور يعمل على زيادة انتشار المحتوى المطروح من قبل المؤثر، مضيفاً: «على المدى البعيد إذا أراد صاحب الحساب التعاقد مع جهات للترويج عن شيء ما، ولتحقيق كسب مادي من خلال حسابه، فإن المعلن الذي يرى كثرة هذه التعليقات الإعلانية أسفل منشوراته، قد يتراجع عن إتمام عملية التعاقد، إذا اكتشف أن التفاعل ليست له علاقة بالمحتوى الذي ينشره، وأن الناس يستغلونه فقط لشهرته وليس للتفاعل معه بشكل حقيقي».

زيادة انتشار
يؤكد مدرب التواصل الاجتماعي معتصم الأحمد أن السبب الذي قد لا يدفع صاحب الحساب إلى حذف التعليق الدعائي أنه يزيد من انتشار حسابه، موضحاً: «بناء على التقنية المتبعة لغالبية مواقع التواصل الاجتماعي، فإن زيادة التفاعل والتعليقات على منشور ما تزيد بشكل طردي مع ذيوعه وانتشاره، وبالتالي فهي فرصة أكبر لشهرة أصحاب هذه الحسابات».