يرفض ثلاثة أرباع المرضى أن تجرى لهم بعض فحوصات التشخيص، أو إجراءات الرعاية الصحية بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي بالكامل، من دون تدخّل طبيب أو اختصاصي صحة، بحسب ما أظهرت دراسة حديثة.
ويخشى المرضى الذين يبدون تحفظات في هذا الصدد أن تكون استنتاجات الآلات أقلّ دقّة من تلك التي يتوصّل إليها البشر، وأن تتعرّض بياناتهم الرقمية الصحية للقرصنة.
وردّاً عل سؤال عن استعدادهم لتقبّل أربع أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي أو رفضها، قال 35% من المشمولين بالدراسة إنهم يرفضون واحدة منها على الأقل، و41% إنهم لن يعتمدوا أيّا منها "إذا لم يكن استعمالها مراقباً من قبل أشخاص".
والأدوات المقترحة على المشاركين في الدراسة هي تشخيص الإصابة بسرطان الجلد من خلال تحليل تصويري وأجهزة استشعار موصولة تتيح رصد تفاقم الأمراض المزمنة في الوقت الفعلي، فضلاً عن قميص موصول للتحكّم بعمليات التدليك العلاجي، وروبوت دردشة يساعد المرضى على تحديد نسبة خطورة مشاكلهم الصحية، بحسب ما أفاد القيمون على هذه الدراسة وهم اختصاصيو وبائيات من جامعة باري ديكارت ومستشفى أوتيل ديو في باريس.
وشملت أبحاثهم حوالى 1200 مريضاً من أرجاء فرنسا كافة، يعانون أمراضاً مزمنة مختلفة، مثل السكري واضطرابات في الغدة الدرقية وأمراض قلبية واكتئاب.
ولم يعتبر سوى نصف المرضى تقريباً (47%) أن الذكاء الاصطناعي والإكسسوارات الموصولة "تشكل فرصة كبيرة للتقدّم في مجال الصحة".
وتظهر هذه الدراسة "ضرورة تعميق فهمنا لحاجات المرضى بغية استخدام التكنولوجيا على أفضل وجه، من دون وضع العلاقات البشرية على المحكّ وزيادة الأعباء والتدخّل في حياة المرضى"، بحسب خلاصات الباحثين.