بعد أن برعت الفنانة داليا مصطفى في تقديم دور «جيرمين» بمسلسل «الكبريت الأحمر» بجزأيه، كان الرهان عليها كبيراً في رمضان مع الفنان هاني سلامة الذي شاركته بطولة مسلسل «قمر هادي» إذ قدّمت فيه دورين لشخصيتين مختلفتين الأمر الذي فاجأ المشاهدين.

• من اختارك للدور؟ وما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل «قمر هادي»؟
المخرج ومدير تصوير العمل رؤوف عبد العزيز هو من رشحني للمشاركة في بطولة «قمر هادي»، إضافة إلى أن شخصيتَي «سلمى» زوجة هادي أو هاني سلامة، و«مريم» صديقة زوجته المقربة، تمثلان دوراً مركباً وصعباً جداً، وتطلب ذلك مني مجهوداً لتحضيره، وأعتبره نقلة نوعية للشخصيات التي جسدتها في مشواري الفني، لما فيهما من انفعالات وردود أفعال مغايرة في مشهد واحد.

• وكيف وجدت العمل لأول مرة مع هاني سلامة؟
هاني محب لكل من حوله وهادئ داخل موقع التصوير ومميز، محترم وخلوق، ويحرص على أن يكون الممثل الذي أمامه على أعلى مستوى، وبصراحة تعلمت منه الكثير.

• بعد وداعنا رمضان، كيف تنظرين إلى السباق الرمضاني هذا العام؟
ماراثون رمضان هذا العام كان صعباً جداً؛ لأن عدد المسلسلات أقل من كل عام مضى، وكلي أمل أن يكون القادم أفضل خاصة مع حدوث حالة الانفتاح وخلق مواسم عرض مختلفة على مدار الموسم، وأنا لا يشغلني العرض في رمضان أو غيره، وكم من أعمال شاركت في بطولتها خارج رمضان وحققت نجاحات أكبر. وقد تابعت في رمضان مسلسلات «زلزال» لمحمد رمضان، و«كلبش 3» لأمير كرارة، و«لمس أكتاف» لياسر جلال، و«السهام المارقة» بطولة زوجي شريف سلامة الذي أعيد عرضه في رمضان.

تهديد للدراما المصرية
•ما رأيك بقلة الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام؟
قلة الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها لرمضان، معناه أن الدراما في خطر، والسؤال الآن، هل قلة الأعمال الدرامية التي عرضت ولم يتجاوز عددها الـ15 مسلسلاً مصرياً خرجت بشكل جيد أم لا؟ وأتمنى ألا يتم تخفيض عدد المسلسلات أكثر من ذلك العام المقبل؛ لأن هذا يعني تهديداً للدراما المصرية ومكانتها.

• لكن هناك من يقول إن قلة الأعمال الدرامية صب في مصلحة المشاهد؟
ربما حدث ذلك من جانب عدم التشتيت والتركيز على الأعمال المعروضة واختيار الأفضل منها، لكن حديثي هنا أقصد به أن قلة الأعمال أثّر ليس فقط في الفنانين بل في مئات العاملين في الدراما، ولا بد من دراسة لتقليص عدد المسلسلات، ولكن للأسف أرى أن التقليل لم يكن مدروساً.

العائلة والأبناء
• هل يزعجك تأخر خطواتك الفنية مقارنة بأبناء جيلك؟
أنا راضية تماماً عن هذه المرحلة الفنية؛ لأنه لا يستطيع أي شخص أن يحصل على كل الأشياء في وقت واحد، وأنا تزوجت في عز نجوميتي، وقررت أن أكوِّن عائلة، والآن عدت من جديد بعد الاطمئنان على أولادي ووضعهم على الطريق الصحيح.

• دورك سابقاً في مسلسل «الكبريت الأحمر» تميز بالجرأة، هل كان هذا مقصوداً؟
دور «جيرمين» كان تحدياً كبيراً بالنسبة إليَّ، لأني أحب هذه النوعية من الأعمال، شخصيتها لا تشبهني وفيها تغيرات كثيرة وتخرج طاقات تمثيلية مختلفة وتعتمد في بعض الأحيان على تعبيرات الوجه، وفي الوقت نفسه لديها جرأة عادية وليست مستفزة للمشاهد، ولا تؤذي عينيه. ولكن توقيت عرض العمل ظلمه ظلماً فادحاً، ولو تم عرضه في شهر رمضان حسبما كان مقرراً له لحقق نجاحاً فاق كل التوقعات.

أين السينما؟

*ما سبب ابتعادك عن السينما؟
بل أين هي السينما الآن، عدد الأفلام قليل جداً مقارنة بالسنوات الماضية، وأنا لم تُعرض عليّ المشاركة في أي أعمال سينمائية خلال هذه الفترة.

*هل اعتذارك عن الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين» سبّب لك أزمة مع مجموعة قنوات «mbc»؟
بالفعل، خسرت العمل مع «mbc»، بسبب أنه عُرض عليّ تقديم دور وصيفة في الجزء الأول، وكان مفترض أن يتم تغيير الدور ومساحته في الجزء الثاني وهذا لم يحدث فاعتذرت، ولكن هذا لا يشغلني؛ لأنني فنانة والفنان موجود ومطلوب من قبل القنوات والمنتجين، ومجموعة «mbc» ستظل موجودة مع تغيير الأشخاص.

* أخيراً، هل توقعك صراحتك في مشاكل؟
هذا صحيح، فصراحتي تسبب لي المشاكل، خاصة في هذا الزمن المليء بالنفاق والكذب، لكني أتعامل بطبيعتي ولا أخشى أحداً.

تحديد أجور الفنانين
تبدي الفنانة داليا مصطفى رأيها في مسألة تحديد أجور الفنانين في الأعمال الدرامية، وتقول: «بالتأكيد أنا مع تحديد الأجور، لأن هناك أجوراً مبالغاً فيها وتحدثت بالفعل مع الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، حول ذلك قبل إصداره هذا القرار، وطلبت منه أن يتم تحديد أجر معين للفنان، سواء نجوم صف أول أو ثانٍ أو ثالث، لكن أن يحدد الفنان أجره بنفسه فهذا شيء سيئ».
وتستذكر داليا بدايتها الفنية مع موضوع الأجور قائلة: «منذ سنوات كنت أقدم أكثر من عمل فني منها مسلسل «العصيان» بأجزائه، إلى جانب مشاركتي في أعمال أخرى، وفي ذلك الوقت ارتفع أجري إلى 30 ألف جنيه، وكان بالنسبة إليّ مبلغاً كبيراً جداً، أما الآن فهناك نجوم محددون يحصلون على أجر خيالي يصل إلى 40 مليون جنيه في عمل درامي واحد وهو مبلغ ضخم، وأنا ضد ما يحدث مهما كان حجم هذا النجم؛ لأنه في المقابل يتم تخفيض أجور باقي العاملين في المسلسل، وهذا ظلم».