توفي المخرج الإيطالي فرانكو زيفيريلي، الذي ترك بصمته المميزة على السينما الإيطالية والعالمية بأفلام مثل "روميو وجولييت"، و"ذي تيمينغ أوف ذي شرو" عن عمر ناهز 96 عاماً بعد صراع طويل مع مرض تفاقم في الأشهر الأخيرة.

ويعدّ المخرج الإيطالي من كبار أتباع أسلوب السينما الجمالية المستوحى من أبرز أعمال الأدب الإنكليزي وقصص الأوبرا الشهيرة.

خاض زيفيريلي مجالات الإخراج والإنتاج وتأليف السيناريوهات، وفي رصيده حوالى عشرين فيلماً طويلاً، من أشهرها "روميو وجولييت" (1968) المقتبس من المسرحية الشهيرة لوليام شكسبير الذي استوحى منه أيضاً "هاملت" (1992) من بطولة ميل غيبسون وغلين كلوز.  

كما تولّى أيضاً إخراج أكثر من ثلاثين مسرحية وعرض أوبرا حتّى العام 2012.

الإيطالي الوحيد الحائز على لقب "سير"

منحته ملكة إنكلترا لقب "سير" الشرفي تقديراً لنقله المتقن لأعمال شكسبير إلى الشاشة، وهو الإيطالي الوحيد الحائز هذا اللقب. وقد رشّح مرتين للفوز بأوسكار، مرة أولى في فئة الإخراج عن "روميو وجولييت" ومرة ثانية في فئة الديكور عن "لا ترافياتا”.

عرض في عُمان قيد الإعداد

كان المخرج الراحل، يستعدّ في السادسة والتسعين من العمر لتحضير عرض جديد من أوبرا "ريغوليتو" كان من المفترض أن تنطلق في السابع عشر من سبتمبر 2020 من دار الأوبرا السلطانية مسقط.

تعلقه بمسقط رأسه فلورنسا

كان زيفيريلي شديد التعلّق بمسقط رأسه فلورنسا وهو أخرج في العام 1966 فيلماً وثائقياً عن المدينة يحمل اسم "من أجل فلورنسا" استعاد فيها ببالغ التأثر الفيضانات الشديدة التي اجتاحت المدينة في العام عينه وألحقت أضراراً بالكثير من كنوزها الفنية. 

وسمح هذا الفيلم الذي أعار الممثل ريتشارد بورتن صوته لإنجازه بحشد 20 مليون دولار لأعمال الترميم والإعمار. واتخّذ زيفيريلي أيضاً في وسط فلورنسا مقرّاً للمؤسسة التي أنشأها لجعل أعماله متاحة على أوسع نطاق ممكن.

ففي هذه العمارة المشيّدة بالأسلوب الباروكي والممتدة على 4 آلاف متر مربع التي قدّمتها له البلدية بمناسبة بلوغه الثانية والتسعين، وضع السينمائي الكبير مجموعاته التي لا تحصى، من نسخ تمهيدية ورسوم أولية للديكورات الفخمة التي اختارها لعروضه الأوبرالية، إلى جانب ملصقات لحوالى عشرين فيلماً صوّره خلال مسيرته.
وأودع في مكتبة خاصة أكثر من 10 آلاف مصنّف حول الفنّ والتاريخ والأدب والمسرح.

وتولى زيفيريلي منصب عضو مجلس الشيوخ الإيطالي في الفترة من (1994–2001)، وعرف بأرائه السياسية المحافظة.