يمكن للحب النموذجي والمثالي أن يبنى على الجريمة؟ ليس هذا الكلام أسطورة ولكنه حقيقة تثبتها الحياة يومياً. المجرم يحب أيضاً، على العكس من المسبقات التي تخترق أذهاننا. لنا في قصة بوني باركر وكليد بارّو Bonnie Parker et Clyde Barrow خير مثال على ذلك. فقد حركت قصتهما الغريبة الولايات المتحدة بقوة في الثلاثينات. عشيقان مجرمان؟ لدرجة أننا نتساءل كيف يمكن للقاتل ورئيس عصابة أشرار وبلطجي أن يحب، ويقتل بدم بارد في الوقت نفسه؟ لقد كتبت الجرائد عنهما وعن ممارساتهما العنيفة الكثير، ونشرت أشكال الاعتداءات والبلطجة المسلحة على الناس الأبرياء، مما زرع الرعب في المجتمع الأميركي الذي أصبح لا حديث له إلا عنهما.
من هما؟ بوني باركر هي جارسون مقهى كانت تعمل في ماركوس كوفي في دالاس. لا شيء كان يوحي بمنتهى تجربتها. لطيفة وبشوشة ومحبة للناس. تجتهد للعيش المحترم من عملها الصعب لكن المجزي. كانت تعرف جيداً أنه لا مخرج لها من أزمتها المادية إلا بالعمل، أو السقوط في تبعية المخدرات التي لا يمكن الفكاك منها. في العشرينات تلتقي لأول مرة كليد بارّو، شاباً بملامح جميلة، سجن بسبب السرقة ونهب ممتلكات الناس. كان شريكاً مع أخيه بوك Buck الذي كان سارقاً بدوره. كان حبهما عنيفاً لا مكان فيه للعقل وهو ما قوى أسطورتهما اجتماعياً لدرجة أن ارتبك المجتمع الأميركي بعد نهايتهما، هل عليه حبهما كعاشقين، أو كرههما كمجرمين؟ بعد تعرض كليد للعديد من التوقيفات من طرف الشرطة، فكر في توسيع شراكته الإجرامية مع حبيبته في سنة 1932. كانت بوني تساعده في الاعتداءات والسرقات والبلطجة، قبل أن ينتقلا إلى جريمة القتل بسبب فعل غير محسوب جعل بعدها من جريمة القتل شيئاً عادياً. كانا وراء 12 جريمة قتل في تكساس والمناطق المجاورة. التحق بهما أخوه بوك وزوجته والمجرم المحترف جونس، ليكونوا عصابة أشرار منظمة، ويتقاسموا الأموال التي كانوا يجنونها من عمليات الاعتداءات والسطو والقتل. أشعل الزوجان الإعلام الأميركي ونشطت حركة الشرطة وراءهما حتى تم تطويقهما. لكن بوني وكليد فضلا الانتحار متعانقين بدل تسليم نفسيهما للشرطة في 23 مايو سنة 1934.