• مَن مِنّا لا يمرَض؟ ومن منا لا تتغير خططه فيبدّل قرارته ويُهندس أفكاره؟ وهكذا هو الفنان أيضاً، وهذا ما يختصر حكاية ثلاثة نجوم خليجيين مطربين، أفخر بصداقتهم ونجاحاتهم وأنهم في المقدمة.. كانوا ولا يزالون وسيستمرون، هم: عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وماجد المهندس، الذين كلّما غابوا لفترة جراء ظروفهم الحياتية أو قناعاتهم حالهم حال البشر، اجتهدت العقول وغرّدت الـ«سوشيال ميديا»، فأُطلقت الأقاويل في حقهم، وتحولت «الحبّة» إلى «قبّة»، وانتفخ بالون الشائعة فملأ الأجواء ضجيجاً وتلوّثاً. والحكاية باختصار أن غياب هذا الثلاثي مؤخراً عن حفلات «العيد في السعودية» التي نظمتها «روتانا»، منح المتقوّلين والمغرّدين فرصة إطلاق العِنَان لخيالهم في حق الوضع الصحي للثلاثة، مُتناسين أنهم بشر حتى وإن كانوا نجوماً، لهم أهل وأقارب يتأثرون ويُصابون بذعر عندما يتم تضخيم «الخبريات» في حق ذويهم، فالشائعة رصاصة إن لم تُصب.. هي «تدوش» تماماً كالدوشة الحاصلة حالياً حول خطورة الوضع الصحي للثلاثة، الأمر الذي قد يُبعدهم عن الغناء، وكأن في فكر مَن أطلق الشائعة مصلحة لخدمة فنانين آخرين، كي يكونوا البديل الموهّل لعبد المجيد والماجد والمهندس في سوق الحفلات والأغاني، وهو الأمر المستحيل والمهمة الصعبة مع الجمهور الوفيّ والمحب والمخلص لفن الثلاثي الذين في نظري والكثيرين، هم رحلة نجاح ومشوار من الحب والتقدير والاحترام، صعبٌ أن تتكرر في زماننا الغنائي الراهن.
• القصة باختصار أنه انتشرت مؤخراً شائعة عن عبد المجيد عبد الله، مفادها أنه ممنوع من الغناء بسبب حالته الصحية. ولأني صديق لعبد المجيد، وأعلم أنه كان في رحلة علاجية عادية في أميركا مؤخراً، احترمت خصوصية الخبر.. فكل منا يمرض ويسافر ليتعالج، لكن أن يصل الأمر عند البعض إلى تهويل الحالة الصحية لـ«أبو عبد الله».. فهذا قاسٍ ومُجحف وقد يؤثر في نفسية المعنيّ بالشائعة، لذا كان من واجب الأصدقاء الحقيقيين المقرّبين من عبد المجيد، الرد نيابة عنه وتوضيح أن لديه التهاباً عادياً في أذنه الوسطى قد يصيب الكثير من الناس، وهذا ما كشفه الملحن والموزع الموسيقي ممدوح سيف، الصديق الصدوق لعبد المجيد، مُضيفاً أن «أبو عبد الله» كان موجوداً مؤخراً في الاستوديو وسجل أغنية جديدة من ألحان نواف عبد الله». أيضاً، غياب ماجد المهندس في الفترة الأخيرة ترك علامات استفهام، وقد نُقل إليّ أنه أجرى عملية جراحية، فاتصلت به واطمأننت عليه، ولا داعي للقلق والكلام الفاضي المثار في حقه وحق عبد المجيد. أمّا الحالة الصحية للبطل راشد الماجد فهي «بُمب»، وإذا كان قد أعلن عن حفل له في الرياض أيام «عيد الفطر» ثم تم الإلغاء، فذلك لا يعني أبداً أن راشد مريض، لكن قد تكون لديه أسبابه، هذا عدا أنه يُجهّز حالياً للمشاركة في حفلات «موسم جدة» قريباً، وقد بدا بالدليل القاطع أنه بصحة جيدة، وذلك عندما ظهر مؤخراً في عزاء صديقه الراحل الشاعر بدر المليحي.
• باختصار، ومع «استراحة المحارب» التي يعيشها حالياً الثلاثي عبد المجيد وراشد وماجد، أجزم بأن النجومية أحياناً مُرهقة، والأضواء قد تُزعج أعين صاحبها وتكلفه الكثير من صمته وأعصابه، لكني على قناعة بأنه متى قرر الثلاثة العودة، سيجدون القمة في انتظارهم، وخيوط اللعبة بين أيديهم، ذلك لأنهم حفروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الأغنية السعودية والخليجية، فأصبحوا «الرقم الصعب».. الذي لا يمكن نسيانه أو الاستهانة به، والدليل أنهم بعد كل غياب وعودة، تلمَع أعيننا ونحن في طريقنا لحفلاتهم، عبارة «التذاكر Sold Out».. أدام الله عليهم صحاتهم ونجومياتهم.