على مدار عقود كان النجم أحمد السقا في أعماله الفنية هو الإرهابي، والبلطجي، وضابط الشرطة، وتاجر السلاح والمخدرات، وصاحب النفوذ والجاه، و«البريمو»، حتى تغيّر اسمه وأصبح عيسى الغانم في مسلسله الرمضاني الأخير «ولد الغلابة».

* تغيرات كبيرة شهدها جمهورك هذا العام في مسلسل «ولد الغلابة»، بعد أن اعتاد على تقديمك للأكشن، فما السر وراء هذه النقلة النوعية؟
فكرة التغيير والتجديد وحدها هي ما ساعدتني على اختيار الدور الذي عرضه علي المؤلف أيمن سلامة، والتي رأيتها وجبة فنية متكاملة لم أستطع مقاومتها دون الغوص فيها، فشخصية عيسي الغانم لم أقدمها من قبل في تاريخ أعمالي الفنية، فهو مدرس بسيط متقن ومحب لعمله، لديه العديد من القيم والمبادئ التي يحتفظ بها رغم صعوبة ظروفه المادية والاجتماعية، الأمر الذي دفعني للتعمق والتدقيق فيها حتى أقدمها بالشكل اللائق، وهذا كان التحدي الأهم بالنسبة إليَّ.

* هل تعتقد أن جمهورك قد سئم من تقديمك لأدوار الأكشن؟
مطلقاً، لم يخطر في بالي أن الجمهور قد ملّ؛ لأنني لم أقدم شخصية مثل أخرى قط، فجميع أعمالي تحمل ثيمات مختلفة عن ما سبقها مما يجعل هناك تنوعاً فيها، ولكن شخصية الرجل المغلوب على أمره، والمحافظ على قيمه ومبادئه، تلك هي الثيمة التي لم أقدمها من قبل، ولو أن جمهوري قد سئم مني، لما قبل وجودي مطلقاً، ولكن هذا لم يحدث.

فروق بين الشخصيتين
* تخوفات عديدة كانت تلاحق «ولد الغلابة» عندما علم الجمهور بتقديمك شخصية صعيدي مجدداً بعد تقديمك لها في جزأي فيلم «الجزيرة»، فكيف واجهت ذلك؟
كنت مرعوباً بشكل كبير على الرغم من يقيني بأن هناك العديد من الفروقات والاختلافات الجذرية بين الشخصيتين، في طريقة الأداء والتعبيرات والشخصية بأكلمها، فـ«منصور الحفني» في فيلم «الجزيرة» رجل فاسد يتاجر بالأسلحة والمخدرات، وليس لديه أي مبادئ، عين من أعيان الصعيد، لديه العديد من الحاشية والخدم. أما «عيسى الغانم» فهو شخصية بسيطة، مغلوب على أمره، متمسك بعاداته وتقاليده، فعلى الرغم من احتياجه الشديد للمال كي يستطيع الإنفاق على عائلته يعتذر عن إعطاء الدروس الخصوصية، ويشرح الدروس بكل ضمير داخل المدرسة، وغيرها من المتغيرات والاختلافات، وهو ما جعل هناك فروقاً كبيرة بين الشخصيتين رغم كونهما من الصعايدة، ومن ضمن الاختلافات أيضاً أنني تدربت لمدة شهرين على يد مصحح اللغة الصعيدية عبد النبي الهواري، لكي يصبح العمل متكاملاً دون أي أخطاء، ولا أنكر أن خبرتي في جزأي فيلم «الجزيرة» أفادتني كثيراً، إلا أن التدريب على تلك اللهجة الخاصة ببلد عيسى ومستواه التعليمي والاجتماعي كانت مهمة جداً.

* هل اتجهت لتجسد دراما الصعيد لأنها الأكثر نجاحاً؟
لم يكن هذا في ذهني عندما وافقت على العمل، ولكن لعشقي للحالة الموجودة والحبكة الدرامية. صحيح أن الدراما الصعيدية من أنجح الأعمال الفنية، ولكنها دائماً ما تقدم بشكل غليظ كونها تتحدث عن الثأر والميراث وغيرهما من المواقف المحتدة، بينما في «ولد الغلابة» حرصنا على تقديم الحبكة الدرامية بشكل مختلف، فقدمناها بخط إنساني بحت، وهو ما لم تتناوله الأعمال الدرامية السابقة.

واسطة المخرج
* يقال إن المخرج محمد سامي لعب دور الواسطة وفرض زوجته الفنانة مي عمر لتجسيد دور البطولة أمامك، ما تعليقك؟
بل أنا من رشح مي عمر للبطولة النسائية أمامي لمناسبتها للدور، وهو ما برهنت عليه أثناء تصوير المسلسل. وما لا يعلمه الكثيرون أنني كنت دائماً أحتد في الحديث مع المخرج محمد سامي لقسوته على مي عمر أثناء التصوير.

* وما حقيقة الأخبار المتداولة حول تدخلك الدائم في تغيير السيناريو وهو ما أزعج المؤلف؟
هذا الأمر عارٍ تماماً من الصحة؛ لأن المؤلف قدّم سيناريو محترفاً لا يستطيع أن يعدل عليه أحد، وأي تعديلات تكون إضافة إلى السيناريو الأصلي، ويجب أن تتم الموافقة عليها.

المفاجأة الأبرز
* ما ردة فعلك على المفاجأة الأبرز أثناء ظهور صورة والدك في المسلسل؟
شعوري وقتها كان مختلطاً خاصة أنني لم أكن أعلم بالصورة، حيث إنه أثناء دخولي للمرة الأولى موقع تصوير المشهد، تفاجأت بالصورة التي وضعها مهندس الديكور محمد أمين والمخرج محمد سامي، وكان ذلك المشهد ليلياً، فعندما نظرت إليها شعرت بإحساس لا يوصف وسألتهم عن السبب، فأجابوا بأنه أقل تقدير لشخصية صلاح السقا، ولا أعلم كيف تمكنت من الوقوف أمام الصورة وتوجيه تلك الرسالة لها التي كانت حقيقية ونابعة من داخلي.

*هل تهتم بفكرة المنافسة؟
المنافسة لا تعنيني، فأنا لا أركز في عمل غيري ومكتفٍ بأن أعمل وأجتهد، وما أسعدني أن تقييمات النقاد في ختام رمضان جاءت في صالحي وصالح «ولد الغلابة».

* أخيراً، ماذا تُحضّر لجمهورك؟
أحضّر فيلماً جديداً بعنوان «ترانيم إبليس» سأبدأ قريباً تصويره مع المخرج أحمد نادر جلال، ومرشح معي للبطولة: منى زكي ومصطفى شعبان وخالد النبوي ومحمد دياب وآخرون.

قلادة ذهبية
حول الجدل الذي أثاره ظهور الفنان تامر حسني في مسلسل «ولد الغلابة» «ضيف شرف»، يقول السقا: «هذا المشهد يعد من أهم المشاهد التي صورناها في المسلسل، والتي كانت تحتاج إلى وجه حنون وصوت دافئ يدخل القلوب سريعاً لتحفر في وجدانه ذلك الحوار الهام، ولم نجد أنسب من الفنان تامر حسني لتجسيد الدور، إضافة إلى أن تامر صديق مقرب إليّ وإلى المخرج محمد سامي ونحن نعلم جيداً مفاتيحه وإمكانياته، وهو تعاون معنا بشكل كبير. وبالمناسبة فكرة «ضيف شرف» في أوروبا وأميركا بمثابة حصول الفنان على قلادة ذهبية».