حصلت حمدة علي الدوبي على بكالوريوس في التمريض من «كلية فاطمة للعلوم الصحية»، وتمارس المهنة بدبي في مستشفى الكويت التابعة لوزارة الصحة، أحبت مهنة التمريض وتناضل في سبيلها؛ لأنها وجدت فيها من صفاتها الشخصية المحبة للخدمة والمساعدة والتخفيف من آلام الآخرين.

• لماذا اخترت مهنة التمريض؟
تعبّر مهنة التمريض عني تماماً لذا اخترتها، فأنا في العادة حين أخدم الآخرين وأخفف من وجعهم، أشعر بأنني في قمة سعادتي ويتملكني شعور بالاكتفاء الذاتي لا يترجم بكلمات.

• كيف وجدت مهنة التمريض بعد مزاولتها؟
لا أخفي أنني سعيدة ومرتاحة في هذا المجال، وتبدو المهنة إلى اليوم مثلما حلمت بها، أيام الدراسة وبنفس الصورة التي رسمتها في ذهني. لقد دخلت هذا المجال بشغف وحماس شعرت بهما وأنا طالبة وما زالا على حالهما، إذا لم أقل تضاعف وكبر الشعور بهما. وأشعر اليوم بالفخر والأجر وفهمت لماذا تلقب الممرضات بملائكة الرحمة.

لا حدود
• هل تنوين متابعة دراستك والحصول على درجة الدكتوراه في التمريض؟
بالتأكيد، لأنني إذا لم أطور نفسي لن أتغير إلى الأفضل، ولن أحسِّن مجالي ومكانتي. طموحي كبير في هذا المجال وآمالي أكبر في تحقيق إنجازاتي الخاصة في ميدان مهنة التمريض.

• هذا الحماس للتمريض هل هو شخصي محض، أم هناك إضافة إليه تأتيك من شخص ملهم يمارس ربما المهنة ذاتها؟
حماس شخصي أضيف إليه الصورة المشرقة، التي أراها في قائدة التمريض الدكتورة سمية البلوشي الحاصلة على دكتوراه في علوم التمريض، والتي أتعلم منها الكثير وتلهمني على صعيد المهنة وتعزز إيماني بأن التمريض لا حدود له، وبأننا نحن الممرضين نحمل رايته ونستفيد ونفيد وطننا الغالي، ونجعل مجتمعنا صحياً ينعم بالرفاهية.

الممرضة جندي
• استخدمت منصة في مواقع التواصل الاجتماعي لتطلي على الناس وتشبهي عمل الممرضة بعمل الجندي حامي الوطن، فما الرسالة التي أردت إيصالها؟
حصل ذلك عندما سُئلت عن أهمية التمريض، فأجبت بأن الممرضة، عليها أن تكون على أهبة الاستعداد دائماً، تحمي المجتمع في مجالها من الأمراض وتسهر على راحة المرضى، مثلما يحمي الجندي بلاده ويسهر على أمن المواطنين. أضيف إلى ذلك الأهداف الإنمائية واعتماد التمريض على الصحة والرفاهية كجزء لا يتجزأ من تنمية المجتمع وخدمة الوطن.

• قلّة هن المواطنات الإماراتيات الممرضات، فما السبب برأيك؟
تجب الإشارة أولاً إلى أن التمريض هو مهنة مبنية على علم وفن ومهارة لا وظيفة، ولا يمكن إجبار أحد عليها. أما ندرة الممرضات الإماراتيات فتعود بحسب اعتقادي، إلى مفهوم خاطئ عن هذه المهنة، مثل أن الممرضة تعمل في المستشفى وحسب، بينما هي في الحقيقة، قادرة بشهاداتها ومهارتها أن تصل إلى المجلس الوطني أو أي منصب إداري تريد. نرى في دول كثيرة أنهم يعينون ممرضة مديرة لمستشفى، لا بل جعلوا لها موقعاً على طاولة القرار الصحي وأعطوها دورها بالكامل، وهو ما نطمح إليه في دولتنا التي لا تقصر قيادتها الرشيدة في أي مجال.

• هل لديك طموح على صعيد المهنة؟
أطمح إلى أن يكون التمريض أحد الخيارات الأولى للطلاب المقبلين على الدراسات العليا. وأتمنى أن يكون في كل بيت ممرض أو ممرضة، يهتم بأهله ومجتمعه أو على الأقل بالمحيط المتواجد فيه، ذلك أن وجود ممرض في البيت يعمم الثقافة الصحية ويحدّ من انتشار الأمراض.

يد حانية
تقول الممرضة حمدة الدوبي بفخر واعتزاز بمهنتها: «قرأت عبارة عن الممرضين تقول: دمتم يداً حانية وقلباً أبيض، وضميراً حياً وروحاً إنسانية في رحلة علاج المرضى. وأعجبتني هذه العبارة جداً؛ لأنها تبث الأمل في النفس، وتلامس الممرض في الصميم، وتحثه على تأدية رسالته الإنسانية بفرح».