تتمتع الشيخة الدكتورة هند بنت عبد العزيز القاسمي بشخصية استثنائية، يتضح ذلك جلياً من خلال تعلقها الشديد بالأعمال التطوعية، التي تنال قسطاً كبيراً من اهتماماتها، فضلاً عن أنها نشأت في عائلة تقدس العلم وترى أنه مفتاح ارتقاء الأمم والسبب الأهم في تقدمها، وفي حديثها عن ذكريات طفولتها، أكدت أن «العيد في الماضي كان يتمتع بروح جميلة مبهجة، فقدناها اليوم بسبب التقدم التكنولوجي».

• ما ذكريات طفولتك في أيام العيد؟
كنا نحتفل بالعيد في الشارقة قديماً تحت شجرة الرولة، فهي من المعالم التاريخية التي مثّلت صورة جميلة في حياة الإمارة، فشجرة الرولة لا تزال تذكر على لسان كثير من الناس الذين شهد بعضهم وجودها، إذ تجاوز عمرها 150 عاماً منذ غُرست في النصف الأول من القرن الـ19. وكانت هذه الشجرة تمثل الكثير بالنسبة إلينا، وهي شجرة كبيرة جداً فروعها كثيرة وضخمة، وكانت تضمنا ونحن صغار في ظلها الوارف، وتحتل مكانة خاصة في قلوب الإماراتيين خاصة أهل الشارقة. فقد شهدت الكثير من مجالس التجار وعقد الصفقات التجارية، وكان العيد مناسبة مهمة لإدخال السرور والفرح على قلوب الجميع، حيث كنا جميعاً نحن والجيران وكل سكان الفريج (فريج الشيوخ) أسرة واحدة ولم تغلق أبواب الشيوخ يوماً في وجه أي ضيف من أي مكان في العالم، فالكرم والجود صفة يشتهر بها الإماراتيون، وكنا نلعب ونلهو تحت شجرة الرولة والبيوت مفتوحة ليل نهار تستقبل الجميع في أي وقت.

• ما أطباقك المفضلة في العيد؟
مثل كل الإماراتيين الثريد والهريس والخبيص والعرسية والبلاليط من الأكلات المفضلة للجميع في يوم العيد. 

طقوس
• ما طقوسك في العيد الآن؟
للأسف العيد الآن بالنسبة إليّ، ليس بنفس جمال العيد سابقاً، فقد كان العيد محاطاً بالذكريات الجميلة التي نفتقدها الآن، والتجمعات الجميلة مع العائلة والأهل والأصدقاء والجيران، أما الآن فقد تغير الوضع نتيجة الانفتاح التكنولوجي، الذي باعد بين الناس وجعل صلات الأرحام تقضى بالرسائل النصية، وحتى إذا التقى الناس تكون مدة الزيارة ساعة أو ساعتين، على عكس ما كان يحدث في الماضي حيث كان الاحتفال يمتد شهراً.
• هل تعدين الطعام بنفسك؟
لا أحب المطبخ أبداً ولم يكن من هواياتي يوماً ما، لكن أختي الأصغر مني هي من كانت تعشق المطبخ، تبدع لنا في أصناف الطعام، أما أنا فقد كنت أُفضّل استثمار أوقات فراغي في القراءة خاصة قصائد الشعر.

* من الشخصية التي ألهمتك وكان لها عظيم الأثر في تكوين شخصيتك؟
والدتي هي ملهمتي في الحياة وهي الشخصية التي دعمتني وشجعتني لأكمل دراستي الجامعية ثم الحصول على الدكتوراه، فقد كانت تكرر على مسامعنا أنا وإخوتي مراراً وتكراراً أن العلم نور، وأن التعليم سلاحنا في الحياة، فبالعلم تتقدم الأمم وترتقي لا سيما أن والدي توفي ونحن أطفال، وكانت والدتي تقوم بدورَي الأم والأب خلال مشوار تنشئتنا أنا وأخوتي.

•كيف تنظرين إلى الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية في السنوات الأخيرة؟
لا أحد يغفل الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، وهذا ليس تشريفاً لها لكنه تكليف، خاصة بعد الدعم اللامحدود الذي حصلت عليه من القيادة الرشيدة، وباتت المرأة الإماراتية وزيرة وسفيرة، مديرة لكبرى الشركات والمؤسسات، وانغمست في عالم المال والأعمال وأصبحت اليوم من كبرى رائدات الأعمال في العالم وليس في الإمارات فقط.

الكرم والجود
تقول الشيخة هند القاسمي، إنها تعلمت من والدها الراحل الشيخ عبد العزيز بن حميد القاسمي، الكثير من القيم والأخلاقيات والمبادئ التي ما زالت تترسخ في ذهنها، مضيفة: «على الرغم من صغر سني عندما توفي والدي، لكنني تعلمت منه الكرم والجود والحفاظ على الصلاة، خاصة أن والدتي سارت على نهجه بعد وفاته، وكفانا فخراً سيرة والدنا العطرة وهي أعظم إرث تركه لنا، فالجميع يتذكر مواقفه الخيرة وأخلاقه النبيلة حتى الآن».