هناك حاجة ملحّة لدى جميع البشر للتحسين المستمر، يولدها الضغط الذي يحدثه عدم الشعور بالرضا، والانزعاج المؤقت والتوتر، هذا النوع من الألم يجب أن يكون في حياتك، ويتحول إلى أفعال إيجابية.

يعرف هذا النوع من الضغط بـ«الضغط الحسن» وهو ضغط يدفعك إلى الأمام لكي تعززي نوعية حياتك، فكري  في الأمر واستخدميه لكي يعطيك طاقة للعمل على تغيير حياتك إلى الأفضل.
هناك فرق بين أن تكوني معرضة للضغط، وبين أن تكوني مسيطرة على هذا الضغط، استخدمي الضغط الحسن دافعاً يسير بك نحو ما ترغبين في تحقيقه، فذلك سيولد تحولاً هائلاً داخلك، إنك بتعلمك استخدام الضغط لمصلحتك سيصبح صديقك، وليس عدوك، سيكون أداة في يدك تساعدك، ولكن بالذكاء. والسؤال هنا.. كيف يمكن تحويل الضغط إلى قوة دافعة لتحقيق الأهداف؟

الاستعانة بالآخرين
إحدى أسهل الطرق التي يمكنك بواسطتها استخدام الضغط كحليف لك، هي الاستعانة بالآخرين ممن تحترمينهم، حيث بإعلانك أمامهم أنك ستفعلين كذا وكذا (ذكر أهدافك) فإنك ستجدين صعوبة كبيرة في الزوغان عن طريقك، حين ينتابك الشعور بالإحباط أو الصعوبات التي ستقابلك، إذ إنك حين تشعرين بالتعب أو عدم اليقين أو تشعرين بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح، فإن ذكرياتك عن إعلانك العام عن أهدافك يدفعك إلى الاستمرار مهما كانت الصعوبات أمامك، أو قد يدعمك أحد أصدقائك ويهبّ لمساعدتك ويمد لك يد العون، لتصعدي إلى مستويات أعلى، وقد تجدين في ذلك أداة مفيدة تساعدك على الاستمرار في الطريق حتى وإن اعترضتك الحواجز والمطبات.

تحديد الأهداف
إخفاقك في تحقيق أهدافك، ربما يعني تحقيق أهداف أخرى أكثر أهمية لك. فكثير من الناس يتابعون حياتهم، وهم يؤجلون الاستمتاع بالسعادة والفرح، فبالنسبة إليهم تحديد الأهداف يعني أنهم يوماً ما وبعد أن يحققوا أهدافهم، سيكون لديهم الوقت ليستمتعوا بالحياة، لكن الواقع هو أنهم إذا قرروا أن يكونوا سعداء الآن فإنهم سيحققون مزيداً من الأهداف أوتوماتيكياً، فعلى الرغم من أن تحديد الأهداف والتركيز عليها يحقق لك كثيراً منها، غير أنه عليك أن تجتهدي باستمرار لكي تعيشي كل يوم بيومه في حالة من المرح والسعادة، ولا تؤجلي ذلك أبداً.

قصة تروى
الممثل الأميركي الراحل مايكل لاندن، وهو من أعظم الممثلين الذين جمعوا حب الناس لهم، كان سبب نجاحه أنه يمثل الكثير من المثل والقيم الإنسانية، مثل قيمة الترابط العائلي، التصرف المناسب وقت الأزمات، احترام الذات، الإصرار والتحدي والمواجهة، إلى جانب إحساس عميق بالحنو والحب. يتحدث هذا الممثل عن طفولته التي كانت مزرية فقد عاش في بؤس عاطفي وجسدي، حيث كان أبواه في حالة مستمرة من الصراع، وحاولت والدته الانتحار مرات عدة، وكانت تلاحقه وتضربه أمام زملائه.
في أحد الأيام طلب معلم الرياضة من طلاب صفه (وكان مايكل بينهم) رمي رمح قديم صدئ، وأمسك مايكل بالرمح بنفس إحساس الخوف وعدم الثقة، ولكن معجزة حدثت واستطاع أن يدفع الرمح بعيداً عن منطقة الرمي بـ30 قدماً أكثر من المسافة التي حققها زملاؤه، في تلك اللحظة أدرك مايكل أن لديه مستقبلاً آخر، بعدها بدأ يمارس ألعاباً رياضية لبناء عضلاته، واستطاع أن يسجل أرقاماً قياسية على مستوى مدرسته، وبذلك حصل على منحة دراسية في جامعة كاليفورنيا، وكما قال: «تحول ذلك الفأر إلى أسد».
لم تنته قصة مايكل هنا، لكن كان للقدر شأن آخر معه، حيث رأه وكيل للبحث عن المواهب في هوليوود، وطلب منه أن يخضع لاختبار لدور في مسلسل تلفزيوني، كان أول مسلسل بالألوان يتم إنتاجه. بعدها لم ينظر مايكل إلى الوراء أبداً، وبدأ مشواره كممثل ثم مخرج ثم منتج. لذا فإن إخفاقه في تحقيق حلمه قد منحه مستقبلاً أجمل.