لاح الهلال بالعيد مبشراً، تباركت الأيام، تزينت الليالي، أثمرت غراس الأمنيات، وعمّ السعد وأقمر. أشرق صباح العيد بالفرح الملون، وبياسمين تفوح رائحته في الأماكن والشوارع. لامس الحبور القلوب، قبل أن تنير الوجوه بالبسمات.
العيد معنى رفيع أكثر من كونه فستاناً جديداً، عقداً ثميناً، أو أياماً في الروزنامة، أكبر من عيدية الصغار، من ترتيبات واستعدادات كثيرة جددت البيت، صار بعدها ينبض بالحيوية والجدة. هذه هي تفاصيل العيد ومظاهره الجميلة، إن غاب شيء منها، لم يغب الكثير عنا. في العيد معنى الوصل والسلام، والفرح. سُمّي العيد عيداً؛ لأنه يعود دوماً إلينا وعداً متجدداً، بالسعد واللهو البريء وطيب العيش، بأيام سقيت بماء الحياة الدافق، تحفز الروح على العمل والعطاء.
العيد معنى للوصل بين الأقارب والأحباب، فيه يلتقون، يتحسسون أخبار بعضهم بعضاً، وما كتبته الأيام في صفحات حيواتهم، ما حققوه من إنجازات وما يرنون إليه في المستقبل. هو السلام الذي تطير حمائمه بالخير والسكينة، تطوف الدنيا مذكرة بالحب والتسامح، تحلق مع ضحكات الأطفال، ترفرف بين الجموع المتحركة في نشاط، تصافح بعضهم بعضاً، تنتقل من بيت إلى بيت للسلام، أو من خلال رسائل هاتفية أو في وسائل الإعلام الاجتماعي، التي صارت جسوراً للقاء بالأحبّة البعيدين.
العيد فراشات ملونة، مضمخة بعبير الورد، نثار حبات المسك، رائحة العود فيه تجول في المكان، مختلطة برائحة القهوة، التي تتناقل فناجينها بين الأيدي. يبتهج الكبار بلقاء بعضهم بعضاً، وسط ضحكات الصغار، وتنافسهم على إحصاء ما جمعوا من عيدية. العيد قصيدة شعر تباهت كوردة في ضفيرة الصبية، كقلادة على صدر الأم، رددتها بشغف كأنها صاحبة القصيدة، فأكملها الحاضرون.
العيد أيام حبلى بالفرح والمرح، بتمام شهر رمضان، بصيام أيامه وقيام لياليه، بإقبال أيام أخرى، فيها من الخير الكثير. أرفع أجمل التهاني والتبريكات للقيادة الحكيمة، ولأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، فهي الداعم الدائم للمرأة والأسرة الإماراتية، ولشعب الإمارات بمناسبة عيد الفطر السعيد. هو العيد نشيد لا ينتهي في حب الوطن.