من المهم أن يصبح لدى طفلك مهارة الاستمتاع بالعيد، وصناعة ذكريات جميلة يرويها حين يكبر، ويشبع بعض الرغبات لديه وهو صغير، فلا ينشأ وهو يشعر بأنه حُرم من شيء هو من حقه.

أكثر الأشخاص فرحاً وسعادة بالعيد هم الأطفال، وفي العيد يقدم الأعمام والأخوال والجيران العيدية للطفل على شكل حلوى أو هدية أو نقود، ومهما كانت العيدية فهي تترسخ في عقل طفلك على شكل ذكريات يصعب محوها مهما مرت السنوات. قد لا يفهم طفلك الصغير القيمة الحقيقة للنقود، ولكنه قادر على فهم أنها وسيلة لشراء ما يريد، سواء أكان ألعاباً أو حلوى أو كتاباً.
ولعلك ترتكبين خطأً فادحاً من حيث لا تعلمين حين تستولين على عيديته بحجة أنها ستفسده، أو أنه صغير وسوف يصرفها في ما لا ينفعه، أو أن تعيدي استخدامها وإعطاءها لأطفال العائلة أو الجيران لرد المجاملة، ولكن مهما كانت أسبابك توقفي حالاً عن أخذ عيدية طفلك أياً كانت قيمتها، وأياً كان نوعها، فبقاء العيدية في يد أو جيب طفلك هي سعادة لن ينساها طوال عمره، عليك تركه يفعل بعيديته ما يشاء، فلن يفسده قليل من المال في فترة الأعياد، لكنك لو أخذتها سيبقى متأثراً باستيلائك عليها حين يكبر، وهناك دراسة أجريت على مجموعة من طلاب الجامعة للإجابة عن سؤال: هل كنت تشعر بالضيق عندما كان أحد والديك يأخذ العيدية منك وأنت صغير؟ أجاب 80% منهم بـ«نعم»، بل يتذكرون مواقف مرت بهم بشأن العيدية بكل تفاصيلها.
كيف يمكنك توجيه طفلك للاستفادة من عيديته؟

1 - إن كان لديه رغبة قديمة في الحصول على لعبة معينة، أو ملابس بعينها، أو الذهاب في رحلة مع أصدقائه، فيمكنك إخباره بأنه يستطيع فعل ما يرغب من خلال ادخار عيديته لتحقيق هدفه.
2 - يمكنك أن تصطحبيه لشراء حصالة للعيد، وكتابة اسمه عليها مثل (عيدية أحمد)، شجعيه على وضع العيدية في الحصالة حتى ينتهي العيد، ويكتشف كم ادخر من مال ثم يصرفه بطريقته وفي ما يريده، ولكن إذا لم يرغب في ذلك فلا ترغميه، وجددي اقتراحك كل عام فأسلوب التكرار ينفع مع الأطفال في مرحلة التأسيس.
3 - إذا أراد طفلك أن يذهب مع أصدقائه إلى مطعم في العيد دعيه يدفع حسابه من عيديته، وإذا أراد أن يقدم لأحد أصدقائه هدية أو نقوداً في العيد فلا بأس أن تكون من عيديته أيضاً.