تباينت إلى حد كبير آراء المشاهدين حول المستوى الفني للمسلسلات المصرية في الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام، وهي الآراء التي يمكن رصدها بسهولة من خلال العديد من الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال تعليقات الجمهور على «البوستات» التي يكتبها الفنانون حول مسلسلاتهم.

إثارة وتشويق
ترى الكاتبة والناقدة ماجدة خير الله أن مستوى مسلسلات رمضان هذا العام ليس أقل من السنوات السابقة، مضيفة: «أيضاً هي ليست سيئة كما يردد البعض، وفي المواسم السابقة كانت الأعمال أكثر ويتميز منها أربعة أو خمسة مسلسلات، وهذا ما برز هذا العام أيضاً رغم تراجع كم الإنتاج الدرامي».
وحول وجهة نظرها للأفضل درامياً هذا العام، تقول: «أفضل مسلسلات رمضان هي: (زي الشمس، قابيل، قمر هادي وهوجان)، فأي عمل جيد يبدأ من النص الجيد، وهذه المسلسلات الأربعة تميزت بذلك، واستطاعت أن تحقق نجاحاً جماهيرياً جيداً من بداية حلقاتها، فالمسلسلات تضمنت إثارة وتشويقاً من بدايتها واستطاعت أن تجعل المشاهد في ترقب دائم لأحداثها، وأعتبر مسلسل (هوجان) مفاجأة سارة، فهو المسلسل الكوميدي الوحيد الذي اعتمد على كوميديا المواقف وليس على الإفيهات، وأداء بطله محمد عادل إمام، كان مثيراً للإعجاب، ومعه كريم محمود عبد العزيز وأسماء أبو اليزيد والذين أعتبرهم أفضل نجوم مسلسلات هذا العام مع بطلة مسلسل (زي الشمس) دينا الشربيني». وحددت خير الله خمسة مسلسلات صنفتها من بين الأسوأ هذا العام، موضحة: «أسوأ مسلسلات هذا العام، هي: (فكرة بمليون جنيه لعلي ربيع، والبرنسيسة بيسة لمي عز الدين، والزوجة 18 لحسن الرداد، وسوبر ميرو لإيمي سمير غانم وبدل الحدوتة تلاتة لدنيا سمير غانم)، فهذه الأعمال كتابتها سيئة جداً وتعتمد على التهريج والإفيهات، والممثل ضمن هذه المواصفات لن يستطيع أن يقدم عملاً كوميدياً من دون نص جيد».

غياب المنافسة
يقول الناقد طارق الشناوي إن مسلسلات رمضان هذا العام شهدت تراجعاً، مفسراً: «الفن ينتعش ويتقدم بالتنافس، وعندما يقل التنافس ينعكس هذا على المستوي العام للفن بالسلب، وهذا العام قل التنافس بسبب تراجع عدد المسلسلات التي قدمت، لاختفاء العديد من المنتجين لأسباب قهرية». ويشير الشناوي إلى أن ابتعاد أغلب النجوم العرب عن الدراما المصرية، جاء بسبب تراجع عدد الأعمال المقدمة والرغبة في تقليل ميزانيات المسلسلات، مما ضيق دائرة الاختيار فأصبحت محدودة جداً. وحول رؤيته لأفضل أعمال هذا العام، يقول: «هناك مسلسلان فقط أعتبرهما الأكثر تميزاً من بداية عرضهما وهما: (زي الشمس وقابيل)، بينما تفتقد باقي المسلسلات الوهج الذي كانت تتميز به العديد من الأعمال». ويضيف الشناوي: «أما أسوأ الأعمال هذا العام، فهي كل مسلسلات الكوميديا بلا استثناء، فهي أعمال صادمة بسبب مستواها السيئ جداً، لاعتمادها بالكامل على التهريج، فأكبر عيب في توصيف الكوميديا، هو التعامل معها على أساس أنها تهريج».

علاقات مشبوهة
يرى الناقد رامي عبد الرازق أن هناك تراجعاً في المستوى العام للمسلسلات، موضحاً: «هذا كان واضحاً منذ الحلقات الأولى لأغلب المسلسلات، وخاصة على مستوى الكتابة والتمثيل، وأحبطني جداً أن أرى الكاتب عبد الرحيم كمال يقدم عملاً لا يليق باسمه وتاريخه وإمكانياته، وهذا ما رأيناه في مسلسل «زلزال» لمحمد رمضان». كما ينتقد عبد الرازق بعض الظواهر الدخيلة على المجتمع المصري، قائلاً: «كان واضحاً جداً في (زي الشمس) في موضوع ارتباط الشخصية التي جسدتها ريهام عبد الغفور بعلاقة مع خطيب شقيقتها دينا الشربيني وحملها منه، فهذا الأمر يبدو غريباً جداً علي مجتمعنا المحافظ». كما ينتقد عبد الرزاق أداء الفنان أحمد السقا في مسلسل «ولد الغلابة»، قائلاً: «عندي تحفظ شديد علي أداء السقا الغريب جداً، للشخصية التي يجسدها وخاصة في بداية الأحداث، فهناك مساحة رمادية في أدائه بين الجد والهزل، أي أداء لا نفهم منه إن كان (بيهزر ولا بيتكلم جد)، وما ردده الجمهور حول أن أداء السقا في هذا المسلسل يقترب من أداء هنيدي في شخصية رمضان مبروك أبو العلمين هو موضوع حقيقي». أما أفضل عمل كوميدي في رأي عبد الرازق فكان مسلسل «الواد سيد الشحات» لأحمد فهمي وهنا الزاهد ومحمد عبد الرحمن، مضيفاً: «العمل تضمن كوميديا تعتمد على المزج بين المحاكاة الساخرة من أشياء عدة مثل الهندي والفرعوني وكذلك كوميديا الموقف، وكان هناك تناغم شديد بين أبطاله الثلاثة».

غياب النجوم
يجيب الناقد طارق الشناوي عن سؤال حول من يربط تراجع مستوى الدراما الرمضانية المصرية هذا العام بغياب عدد من النجوم مثل عادل إمام ونيللي كريم ويسرا، قائلاً: «غياب أو حضور بعض الفنانين ليس سبباً في تراجع المستوى العام، فحضورهم وغيابهم ليس مشكلة أساسية في النص إنما في تسويق الأعمال، لكن المهم هو ماذا سيقدم الفنان عند حضوره على الشاشة؟ ولا أرى أن كل نجم يجب أن يقدم مسلسلاً كل رمضان، فالثبات ضد الإبداع».