• يودّعنا رمضان، ويُسدل الستار على الدراما الرمضانية التي عُرضت في الشهر الفضيل، والحُكم والتقييم عليها بيد الجمهور.. فهل كنتم راضين عمّا شاهدتموه فيها؟ لكن قبل الإجابة، رصد التقرير الرسمي للجنة الدراما في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، ما يُناهز 1000 مُخالفة في 18 مسلسلاً، أغلبها تَبادُل الألفاظ السوقية والإيحاءات غير اللائقة بين أبطال المسلسلات، ومشاهد العنف وإهانة المرأة والطفل والترويج للتدخين، وتَصدّر مسلسل «هوجان»، من بطولة محمد عادل إمام وكريم محمود عبد العزيز أكثر الأعمال مُخالفات، منها 114 لفظاً سوقياً، و16 مشهداً عبارة عن عُنف وإيحاءات غير لائقة، و18 مشهداً عن التدخين، ومشهد شُرب مخدرات، ومخالفة لعدم احترام القانون، وثلاثة لمخالفة «كود» الطفل، وسبعة لعدم احترام اللغة العربية. أما مسلسل «مملكة الغجر»، بطولة فيفي عبده وحورية فرغلي، فتضمّن 88 لفظاً سوقياً ومُبتذلاً، وخمس مخالفات تشويه لصورة المرأة وأهلها، وحصد مسلسل «حدّوتة مُرّة» لغادة عبد الرازق 35 مخالفة ألفاظ سوقية ومتدنّية، و7 لشُرب الخمر، و13 تدخين ومخالفة مخدرات، وتضمّن مسلسل «زي الشمس» لدينا الشربيني 26 مخالفة سوقية، وأربعة إيحاءات ومثلها للتدخين، و... مختصر الكلام، أين الرقابة الذاتية على صنّاع ونجوم هذه الأعمال، وفي ظل غيابها بحثاً عن الشهرة والنجومية والمال لم يُفسد أصحابها صيامهم فقط، بل أيضاً أفسدوا صيام المشاهدين، وفعلاً «ويلٌ لرجُل سبق عقله زمانه»، وهي الجملة المشهورة لـ«سقراط»، التي قيل إنه نطق بها قبل تناوله السُّم بعد محاكمته بإفساد عقول الشباب، وهو ما فعله ويفعله الكثيرون من أهل الفن اليوم.
• اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية. وبناءً عليه أتعجب ما الذي أصاب الزميل الإعلامي علي العلياني في برنامجه «مجموعة إنسان»، حتى ظهر البرنامج مُهَلهَلاً.. إعدادٌ ضعيفٌ ومستوى باهت وبارد، فالفنانون، وكما سمعت من الكثيرين منهم، لم يشاركوا في البرنامج لأهميّته بل لمَا فيه من «سبّوبة مالية» ومزيد من الأضواء، بل إن حوارات بعض الفنانين كما حلقات قصي خولي وغادة عبد الرازق ونوال الزغبي وآخرين، صوبت سهام النقد في اتجاه القناة والبرنامج ومُقدّمه، فغرّدت الناقدة ليلى أحمد تقول: «هل يُعقل أن محطة مثل «إم.بي.سي»، تقبَل بهذا السَّلْق في الإعداد والتقديم؟ أسئلتهم كلها من المعلومات التي تُنشر عن الفنان في السوشيال ميديا». عموماً، عتبي هنا ليس على العلياني وحده، بل على الفنانين أنفسهم الذين ارتضوا لأنفسهم أن تُعرّيهم البرامج الحوارية في رمضان، فأُهينوا مرّات، وبدوا تافهين مرات عدة، مُتناسين أن السمكة التي تُبقي فمها مغلقاً لن يصيدها أحد، فأغلق فمك عزيزي الفنان، لأن الكثيرين يتمنّون أن يتصيّدوا أخطاءك وما أكثرها!