عمدت العلامات التجارية والشركات المتخصصة في مجال التجميل والمكياج إلى استخدام التكنولوجيا في تصنيع منتجاتها، وتسويقها.

ولكن مع انتشار الهواتف الذكية وتقنيات الواقع المعزز، ركزت هذه الشركات على إدخال هذه التقنيات في مجال صناعة الجمال، للمحافظة على عملائها في سوق تنافسي قوي، ما ساهم في زيادة قدرة المستخدم على تجربة المنتجات افتراضياً قبل شرائها، وحسّن من عملية شراء المستحضرات المناسبة.

وبدا هذا جليّاً عندما قالت "شركة "لوريال" العام الماضي، إنها لم تعد ترغب في أن تكون الشركة الأولى في مجال التجميل في العالم، بل تريد الوصول إلى "الشركة الأولى لتكنولوجيا الجمال".

وأوضح جيف بالوش، نائب الرئيس العالمي للتكنولوجيا في شركة "لوريال"، أن التكنولوجيا زادت من متطلبات المستخدم، إذ بات يريد منتجات أكثر تخصصاً ودقة، وعلينا أن نستيجب لذلك".

ونشر موقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) مقالة تناولت أبرز اتجاهات التكنولوجيا المستخدمة في صناعة الجمال.
التخصيص والذكاء الاصطناعي: وفقاً لبالوش فإن 50 في المئة من النساء يشتكين من عدم قدرتهن على العثور على ظلال للعيون أو كريمات الأساس المناسبة لبشرتهن".

وبدلاً من وضع آلاف منتجات الظلال في المتاجر، طورت شركة "لانكوم" التابعة لشركة "لوريال" آلة مصنعة خصيصاً لكريمات الأساس، تساعد في إيجاد "تطابق تام" للبشرة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.


ويقوم مستشارو "لانكوم" بالتعرّف على لون بشرة الوجه باستخدام مقياس ألوان محمول، وهو نوع من الماسحات الضوئية الرقمية.

ويتم تحليل النتائج من خلال جهاز كمبيوتر يستخدم خوارزمية خاصة للاختيار من بين 20 ألف لون مختلف، لترسل النتائج إلى جهاز يمزج كريمات الأساس خصيصاً للعميلة.

تطبيقات التجميل الافتراضي: مع انتشار تقنية الواقع المعزز والهواتف الذكية، لجأت الكثير من الشركات إلى إدخال هذه التقنية في عالم صناعة الجمال وأدوات التجميل.

وأصبح هناك الكثير من التطبيقات التي تُمكن المستخدم من تجربة أدوات التجميل عبر تقنية الواقع المعزز.
على سبيل المثال، تتيح تقنية "سيفورا فيرتشوال أرتيست"  للعملاء تجربة الآلاف من أحمر الشفاه وظلال العيون، من خلال هواتفهم الذكية أو في المتاجر.

ويعمل التطبيق من خلال مسح الوجه وتتبع نقاطه المميزة، ليتعرف إلى مكان وضع مستحضرات التجميل.
ويمكنه أيضاً توجيه المستخدم رقمياً من خلال البرامج التعليمية للمكياج، لاختيار ظلال مطابقة لألوان البشرة.

وتشير الشركة إلى أن أكثر من 200 مليون نوع من الظلال استخدم من خلال تطبيقها الذكي، منذ إطلاقه في 2016.

أدوات ذكية للعناية بالبشرة: تلتقط مرآة "هاي ميرور" الذكية من مجموعة "نيو كينبو" التايوانية، صورة الوجه عند تسجيل الدخول، بحثاً عن التجاعيد والبقع الحمراء والمسام والخطوط الدقيقة ومستويات السطوع.

ثم يُصنّف التطبيق هذه العوامل من "جيد" إلى "ضعيف"، ويرسل بعض النصائح والتوصيات بشأن المنتجات للمستخدم.

أما تطبيق "سكين أدفايزر" التابع لشركة "أولاي"، الرائدة في مجال العناية بالبشرة، فيتيح رؤية شكل البشرة والوجه في المستقبل، باستخدام الواقع المعزز.

طابعات المكياج: حملت السنة الجارية تطورات هائلة بالنسبة إلى عالم المكياج، إذ شهد معرض الإلكترونيات في لاس فيجاس، إطلاق طابعة مكياج تعمل على مسح الجلد ووضع كميات صغيرة جداً من المكياج بدقة، لإخفاء البقع العمرية، والعيوب الأخرى.

وتأخذ الكاميرا المدمجة الصغيرة 200 إطار في الثانية، في حين يقوم المعالج الدقيق بتحليل هذه البيانات للتمييز بين المناطق الفاتحة والمظلمة. ثم تقوم الطابعة الصغيرة بتطبيق الأساس على البشرة.

ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، إذ كشفت وكالة التصميم "سيمور بول" عن طابعة قيد التصميم، تسمح برؤية المكياج عبر الإنترنت لتنزيله وطباعته مباشرةً على الوجه.

المكياج الإلكتروني أو ثلاثي الأبعاد: لم يعد من الضروري استخدام مستحضرات تجميل حقيقية للدخول في أحدث صيحات تكنولوجيا صناعة الجمال.

فبعض التطبيقات مثل "انستغرام" و"سناب شات" باتت تستوحي بعض اللمسات الجمالية من خلال استخدام الواقع المعزز، ما يتيح لفناني "المكياج الإلكتروني" تنزيل إطارات المكياج العصرية لتعزيز شخصيتهم الرقمية.