جذب الفنانان الأردني منذر رياحنة والعراقية روان مهدي، اهتمام الجمهور وتعاطفه في ثنائيتهما التي يقدمانها ضمن أحداث مسلسل «ماذا لو»، والذي يعرض حصرياً على شبكة قنوات أبوظبي ضمن أبرز الأعمال التي تعرضها في الموسم الدرامي الرمضاني. ثنائية منذر وروان، تسير بخط تراجيدي رومانسي، طيلة العمل، الذي يحكي برؤية فلسفية خمس قصص مختلفة، يجد أبطالها أنفسهم أمام موقف يستلزم منهم الاختيار بين أمرين. وقد التقتهما «زهرة الخليج» والبداية مع منذر رياحنة الذي عرف بتنوع أدواره ومضامينها، وهو الأمر التي أوصله إلى جائزة «ايمي أوورد» عن مسلسل «الاجتياح» عام 2008، الأمر الذي جعل منه نجماً عربياً يحسب لحضوره ألف حساب.

• منذر.. يحقق مسلسل «ماذا لو» حضوراً بارزاً بين الجمهور، فهل أوصلت الرسالة التي أردتها من العمل؟
وسط كم الأعمال التي عرضت عليّ، اخترت مبكراً أن يكون ظهوري الرمضاني هذا العام من خلال «ماذا لو»، فهذا المسلسل أراهن أنه سيعيد الدراما لحقل الأعمال الإنسانية مجدداً، بعد أن افتقدتها طويلاً، ودوري في المسلسل بصدق، هو دور عمري بالفعل، وأكاد أكون قدمت نفسي على الشاشة.

• وهل كسبت الرهان؟
بكل صدق.. كسبت الرهان على «ماذا لو»، بدليل حجم التفاعل الذي يحققه المسلسل في الساحة الفنية وفي الإعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي، رغم عرض نصف حلقاته فقط.

فكرة فلسفية
• ما الذي يميز المسلسل حتى رأيته بهذه الطريقة؟
تميّز المسلسل بنصه الدرامي الثري بالمضامين الهادفة، وبالشخصيات والخطوط الدرامية والاحترافية الإخراجية التي تتقاطع جميعها معاً، لتشكّل قيماً فنية ومشهدية واجتماعية عالية المستوى. وقد استغرق إنجاز العمل عامين من التحضير. والمسلسل يُقدّم نصاً درامياً خارج الأطر النمطية، طارحاً فكرة فلسفية تراود الكثيرين، وتتمحور حول خيارات الإنسان عندما تضعه الحياة أمام موقف ذي اتجاهين يستلزم اختيار أحدهما، فيؤثر الاختيار في أحداث حياة الشخص القادمة ومستقبله، إلى أن يطرأ ذلك السؤال على عقل الإنسان. ماذا لو اخترت الاتجاه الثاني في تلك اللحظة؟ وأعلنها لأول مرة أنني من أطلقت اسم محمود على الشخصية التي أقدمها، فهي تحكي جزءاً كبيراً من حياة والدي محمود المتوفى عام 1987 بالحب والعواطف والتضحية والأحاسيس.

• كيف تعيد تقديم شخصية رجل السبعينات والثمانينات في عصر التكنولوجيا والـ«سوشيال ميديا»؟
الأحاسيس لا تتغير وكذلك الروح والمشاعر الصادقة، فمن يحب يتعامل بقلبه وروحه، مهما تغير عليه الزمن.

• بدت لافتة الثنائية التي تقدمها مع الفنانة روان مهدي، فبدوتما منسجمين فنياً في تعاونكما الدرامي الأول؟
روان ممثلة مجتهدة وفعلاً فاجأتني بطاقاتها التمثيلية الكبيرة وإجادتها دورها، وهي فنانة أكاديمية والكاميرا تحب وجهها.

• قلت إنك تقدم شخصية والدك الراحل في المسلسل، فهل اقتربت روان، بشخصية آلاء، من دور والدتك؟
من شاهد العمل لاحظ كم الانسجام بيننا، فهي كانت تؤدي الشخصية بحرفية وإتقان، في كل المراحل، فكنت أحسها والدتي أحياناً، كما شعرت بها كحبيبة وزوجة وابنه.

شائعات
• ظهورك مع روان في هيئة عروسين، هل سيفتح في رأيك باب الشائعات عليكما، خاصة أنها عزباء وأنت متزوج؟
أنا معتاد الشائعات، ولا ألقي لها بالاً. أمنيتي أن يترك الناس الشائعات، وأن ينشغلوا بالبحث عن الحب والاحترام والأخلاق، فنحن نحرص في معظم أعمالنا العربية على أجواء الاحترام والمحبة داخل العائلة، فأعمالنا بديل مهم للمسلسلات الأجنبية، التي أثرت سلبياً في نشأة هذا الجيل، لدرجة أن هذا التأثر جعل من خبر قتل ابن أمه لأسباب تافهه مألوفاً.

• فنياً.. نجاح ثنائيتك أنت وروان سيغري المنتجين لجمعكما معاً...
(مقاطعا): فعلاً هذا ما حدث، فنحن بدأنا التحضير مع الفريق نفسه العمل كاملاً، بالتحضير لتصوير مسلسل بعنوان (3X1)، وهذا المسلسل سيقدم قصة مختلفة كل 10 حلقات.

• هل تعتبر مسلسل «ماذا لو» بديلاً عن وجودك في الدراما المصرية في رمضان 2019؟
هو ليس بديلاً، أنا اعتذرت عن أعمال درامية وسينمائية عدة، منها الجزء الثاني من مسلسل «البيت الكبير» وفيلم «الممر»، كوني مقتنعاً بفكرة مسلسل «ماذا لو»، فالعمل استغرق عامين ما بين التحضير والتصوير، وحرصت على ألا أشتت ذهني حتى الانتهاء من تصويره.

ياسر المصري
• العام الماضي فقدت صديقك الفنان ياسر المصري، وكان ينظر إليه معك ومع الفنان إياد نصار، بأنكم الوجه المشرق للدراما الأردنية من الفنانين الشباب، فهل خسرت أم استفدت من رحيل ياسر؟
بالتأكيد خسرت، فوفاة ياسر أثرت فيّ بشكل كبير، فهو كان صديقي على الصعيد الشخصي، وهو إنسان شهم ونبيل قبل أن يكون فناناً، وتوقعت أنه سيكون أحد أبرز الممثلين العرب لو أتيحت له الفرصة بالانتشار أكثر.

• ومن يملأ الفراغ الذي تركه ياسر بجانبك أنت وإياد؟
في الفن لا يحل أحد مكان أحد. وياسر يصعب تعويضه، لكن هذا لا ينفي وجود شباب مبدعين يحتاجون إلى فرصة الظهور.

«مطول»؟.. ترند
صارت الجمل الحوارية التي ترد في مشاهد أبطال مسلسل «ماذا لو»، تتناقل بين الجمهور على منصة «تويتر»، ومن أشهرها كلمة «مطول» التي رددها الجمهور كـ«هاشتاغ»، فور أن نطقها منذر رياحنة، وهو يسأل طبيبه بألم: «مطول»؟ أي إن كان سيعيش كثيراً من عدمه، بعد إصابته بمرض السرطان. في إشارة منه إلى عدم رغبته في تعذيب زوجته في المسلسل روان المهدي.

سعاد عبد الله رشحتني لأكون معها روان: كنت أُماً وحبيبة وابنة لمنذر
على الرغم ومن أن الفنانة روان مهدي تعد من الوجوه الجديدة في الساحة الفنية، إلا أن حضورها الدرامي منذ أن أطلت في رمضان 2016 مع القديرة سعاد عبد الله في مسلسل «نوايا»، يأخذ منحى تصاعدياً، فلم تفلت الفرصة من يديها وتمسكت بموهبتها في أعمالها اللاحقة التي أثبتت فيها جدارتها كممثلة، وبأنها تسير وفق التأثير الفكري والإنساني لوالدها المخرج مهدي الصايغ.

• روان.. كيف تقيمين رد فعل الجمهور على ظهورك الأول على «شبكة قنوات أبوظبي» في مسلسل «ماذا لو»؟
في المسلسل قدمنا قصة إنسانية بكل ظروفها وصراعاتها، والعمل خلق حالة جميلة بين صناعه، وكمية الصدق في حكايته أوصلته إلى قلوب الناس الذين يتابعونه، وأنا سعيدة بردود فعل الجمهور الإيجابية، خاصة في ظهوري الأول على قناة «أبوظبي»، ونجاحي في «ماذا لو» على قناة متابعة سيساعدني بالتأكيد على الانتشار عربياً.

• تظهرين إلى جانب منذر رياحنة في الحوار، بصورة عريس وعروس، وكونك ما زلت تحت نصيبك، فبالتأكيد ستجلب الصور أخباراً وشائعات كثيرة حول ارتباطكما عاطفياً، خاصة بعد كم المشاهد الرومانسية التي ظهرتما به في المسلسل!
أنا إنسانه لا أتأثر بالقيل والقال الذي يدور على منصات التواصل الاجتماعي، وردي على ما يشاع، بأن كل ما يحدث على شاشة التلفزيون هو مصنوع للشاشة، ونحن نقدم جهد ووقت وتفكير، حتى نصل بالقصة التي نقدمها إلى الناس بصورة صادقة وحقيقية، والصور التي تتحدث عنها، هي جزء من قصة المسلسل، لذلك لا تعنيني الشائعات ومن يطلقها.

• لو تقدم لك رجل مثل منذر هل تقبلين به شريك لحياتك؟
لم أفكر بهذه الطريقة، يمكن نعم ويمكن لا. صحيح أن بيني وبين منذر تفاهم كبير وكيمياء فنية عالية، وأراه مرناً بالتعامل معي، لكني لم أفكر به من هذا الجانب.

• الانسجام بينك وبين زميلك منذر رياحنة في المسلسل بدا واضحاً؟
كان سهلاً بعد تصوير مشاهد أول يومين اكتشاف أننا نتشابه كثيراً في التفكير وطريقة التعاطي مع الأمور، فنشأت صداقة بيننا من دون أن نشعر، لذا وجد الجمهور أننا كشخصيتين نسير في اتجاه واحد متناغم.

• في «ماذا لو»، تشكلين أنت والفنان منذر رياحنة ثنائياً يسير بخطوط قصتهما وحدهما، وكأنكما في مسلسل داخل مسلسل؟
فعلاً حكايتي أنا ومنذر تسير في اتجاه خاص، لكن القصة كلها تدور في فلك بقية القصص التي يقدمها معنا خالد أمين وعلي الحسيني وأسيل عمران، وفكرة المسلسل تدور حول فكرة فلسفية تخص الاختيار في الحياة، وهي طريقة جديدة تعالج فيها الدراما مشاكل المجتمع.

قصص مختلفة
• يقدم العمل نماذج مختلفة لقصص أشخاص ضمن حكايات إنسانية متعددة، فما الرسالة التي يهدف المسلسل لإيصالها إلى الجمهور؟
رسالتي أنا ومنذر وطاقم العمل هي الحب، فبوجود الحب يهون كل شيء، حب العائلة والتضحية، نحن نقدم الحب بمعناه وعمقه الحقيقي.

• في حوارنا معه، كشف منذر أنه يقدم دور حياته وهو دور والده الراحل محمود، هل شعرت أمام منذر بأنك أمه أم حبيبته؟
كنت معه خليطاً من كل شيء أماً وحبيبه وابنته، وهذا هو المبدأ الأساسي في المسلسل، فالشخصية لديها صراع كبير بين الحياة والموت، بسبب المرض، وبهرني منذر في تقديمه الشخصية، فشعرت بأن الموضوع يمسه شخصياً.

• لأي درجة تشبهين شخصية آلاء التي تقدمينها في «ماذا لو»؟
أشبهها جداً في طريقة حبها وإنسانيتها وبراءتها. وفوق ذلك كله، وضعت في شخصية آلاء شيئاً مني، فآلاء شخصية بسيطة وعفوية تؤثر في النفوس.

الخطايا العشر
• تركت بصمة مهمة في مسلسل «الخطايا العشر» ولكن أثرت الجدل بدورك، لماذا لم يتقبل الناس شخصية الزوجة الخائنة؟
أنأ أؤمن بأن الفنان لا يملك حدوداً للإبداع، وأعتقد أن الموضوع كان بسبب عدم تقبل فكرة المرأة المتزوجة التي تخون زوجها مع ابن عمها، وهي قضية شائكة ونحن في مجتمع خليجي لدينا عاداتنا وتقاليدنا وأحترم وجهة نظر الناس، وأحترم من أين أتوا بهذا النقد، ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن ننكر أن هذه الأمور تحدث فعلاً، وأنا اجتهدت في تقديم الشخصية كما رأيتها.

• أخيراً.. ما سر دعم الفنانة سعاد عبد الله لك؟
مشاركتي مع «سندريلا الشاشة الخليجية» في مسلسل «نوايا»، كانت خطوة لافتة ومهمة في مشواري، فهي وكل الفنانات القديرات لهن الشكر الكبير لمنحنا فرصة الحضور في أعمال مهمة. هي رشحتني لأكون معها، بعد أن شاهدتني في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، ومن ذلك العمل انطلقت وتفتحت لي الأبواب