• في رمضان، على الفنانين أن يعلموا أن الحياة أرزاق، والشهرة والنجومية أرزاق. فمنهم من جلس في بيته بعد أن خرج من السباق الدرامي للشهر الفضيل، ولسبب «وآخر تم إيقاف عمله، والأمثلة عديدة: عادل إمام، يسرا، نيللي كريم، زينة وغيرهم، ومنهم من كان سيُقدم عملاً واحداً ورُزق بأكثر من مسلسل أو نال إعجاباً يفوق ما كان ينتظره.. والأمثلة كذلك عديدة: عابد فهد، سلوم حداد، قصي خولي ونادين نجيم، تيم حسن وسيرين عبد النور، دنيا سمير غانم وغيرهم، فلا يزعل أو يحقد أو يغتاب فناناً آخر. وفي القصة التالية فائدة لأهل الفن وقرائنا الكرام.. فاتبعوني!
• تقول القصة إن مجنوناً حضر إلى مجلس إمام المسجد وكان عنده ضيوف، فأحضر الإمام تمراً وطلب من المجنون أن يُقسمه بين الحضور. فقال المجنون للإمام: هل أقسّمه كقسمة الناس أم كقسمة الله؟ فأجابه الإمام: قسّمه كقسمة الناس. هنا أخذ المجنون طبق التمر وأعطى كل واحد من الحضور ثلاث تمرات، ووضع بقيّة الطبق أمام الإمام. عندها قال له الإمام: قسّمه كقسمة الله! فجمع المجنون التمر، وأعطى الأول تمرة، والثاني حفنة، والثالث لا شيء، والرابع ملأ حجره. فضحك الحاضرون طويلاً!
• العبرة من القصة، أن المجنون أراد أن يقول لهم إن لله حكمة في كل شيء، وإن أجمل ما في الحياة التفاوت، فلو أُعطي الناس كلهم المال لم يعد له قيمة، ولو أعطوا كلهم الصحة ما كانت للصحة قيمة، ولو أعطوا كلهم العلم ما كان للعلم قيمة.. سرّ الحياة أن يُكمّل الناس بعضهم، وأنّ لله حكمة لا نُدركها بعقلنا القاصر، فحين يعطي الله المال أو غيره من جاه وشهرة و... لإنسان، له حكمة، وحين يمنع شيئاً عن إنسان له حكمة، وأنه ليس علينا أن نشتكي الله كما نشتكي موزّع التمر إذا حرمنا، لأن الله تعالى إذا أعطانا فقد أعطانا ما هو له، وإذا حرمنا فقد حرمنا مما ليس لنا أساساً. ولو نظرنا إلى الحياة لوجدناها غير متساوية، لهذا نعتقد أن فيها إجحافاً، ولكن هناك مبدأ أسمَى من المساواة.. ألا وهو العدل، والله عادل، لهذا وزّع بالعدل لا بالمساواة، لأن المساواة تحمل في طيّاتها إجحافاً أحياناً، ومن أعطي المال.. نحن لا نعرف ما الذي أخذ منه في المقابل. ثم إن المال لم يكن يوماً معياراً لحب الله للعبد، ولو كان المال دليلاً على محبة الله للناس لما ملك النمرود الأرض من مشارقها إلى مغاربها، ولما مضت الأشهر ولا يُوقَد في بيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نار الطعام!
ومختصر الكلام عزيزي الفنان والقارئ الإنسان، أن الأشياء التي لا تصل إليك وأنت تحتاج إليها بشدّة، هي أشياء قدّر الله عَزّ وجَلّ لها التأجيل، لتأتيك في وقتها المناسب.. فكن من الشاكرين الصابرين.