الخبر السعيد دائماً هو أي تقدم علمي يساعد على تحسين نوعية حياتنا. وأن تبدأ جامعة «بريستول» البريطانية تدريس السعادة لطلابها، وترى أن ذلك قد يكون حلاً لمشكلات الشباب المعاصرة، مثل الإدمان، والاكتئاب والانتحار، فهذه خطوة جديدة يخطوها العلم نحو حلول لمشكلات الإنسان.
أستاذ السعادة في الجامعة، سيكون البروفيسور بروس هود، وهو عالم نفس معروف بأبحاثه عن «كيفية عمل الدماغ، وطريقة تفكير البشر» ويعتبر أن «السعادة علم»، وكلامه يضاف إلى نظريات أخرى، تقر بأثر المشاعر الإيجابية، والتطوع، والرياضة، وغير ذلك في تحقيق نوع من الرضا عن الذات، والاستقرار النفسي.
هذه هي البداية فقط. سيجرب الإنسان العلوم الإنسانية، وينجح في جعلها مفيدة لحياته، مثلما سخّر العلوم الطبيعية في خدمته، فاخترع القطار والطائرة والهاتف والإنترنت، وسيكون علم السعادة، بعد أعوام، حلاً لكثير من الاضطرابات المعاصرة في حياة البشر، وهذا ما دفع الجامعة البريطانية العريقة إلى إضافة درجات مادة السعادة إلى مجموع المواد النهائية للطلبة.
دول عربية تتجه حالياً نحو تحقيق مؤشرات السعادة الدولية، وفي مقدمتها الإمارات. على اعتبار أن التشريعات والتدابير والعمل المؤسسي الذي يحقق أعلى درجات الرضا، أمور تنعكس إيجاباً في اتجاهين: على متلقي الخدمة الحكومية الذي لم يشعر بضغوطات أو إجراءات معقدة واستنزاف وقته الشخصي، وعلى مقدم الخدمة نفسه، الذي يحس بقيمة ما يفعله، بدقة ومهنية وتهذيب.
العائلة، والمستوى المعيشي، والعمل، والصحة الجسدية، والطاقة الإيجابية، كلها عوامل أساسية للشعور بالسلام والأمل، وكلها يعترف بها العلم طرقاً للسعادة، ويرى أن امتنان الإنسان بما يملك، وإدراكه أن الهموم والمتاعب اليومية جزء من طبيعة الحياة، ومؤقتة، ويمكن التغلب عليها بالثقة والإرادة، ولا تكون حائلاً دون السعادة.

ضوء

يقول الفيلسوف الألماني غوته: إن «وضوح الغاية عند الإنسان يسبب له الاطمئنان ويؤدي إلى السعادة». ولذلك علينا أن نذهب إلى أكثر الطرق وضوحاً، لنصل إلى الراحة والسكينة، وليس أفضل من طريق العلم، عبر دمج علم السعادة بمناهجنا الدراسية.