الصيام من الشعائر الدينية المفروضة في معظم الديانات السماوية، ولكن بطرق وشروط مختلفة. جزء كبير من الصيام روحي ونفسي ووجداني، يجرد الإنسان من الأنانية والتفرد ويجعل منه شخصاً متسامحاً ومتزناً ومعطاء.

التزام أخلاقي
يؤدي الصيام إلى الصفاء الذهني، حيث القدرة على ضبط النفس والامتناع عن الطعام والشراب، وليس المقصود هنا التجويع بل القدرة على الالتزام الأخلاقي من خلال كبح الرغبات، كما يطهّر الصيام الذات من المشاعر والأفكار الشريرة التي تنفر بين الأشخاص. ويوفر الطاقة الإيجابية لأن معظم الأشخاص متسامون ومترفعون عن المشاعر المرتبطة بالملذات والانفعالات والعواطف، بل قادرون على ضبط النفس والهدوء والسكينة التي تؤدي إلى التصالح مع الذات ومع الآخر. ولا شك في أن الصيام يجعلنا أفضل اجتماعياً حيث التفكير بالآخر، ويخلق فرصاً للترابط كأسرة وعائلة ومجتمع دون التفريق بين المسلم وغيره.

منهج الصيام
كما أن الصيام يجدد خلايا الدماغ ويجدد الخلايا العصبية، وذلك يؤثر في الشخص ليكون أكثر قدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات، كما يتمتع بمهارة الإبداع. كما يؤدي ذلك إلى العيش بهدوء وسلام وبعيداً عن الألم. فإن أردنا أن نقتنع بالقدرة على التصافي مع الذات، علينا اتباع منهج الصيام كما كتب لنا.

صحة نفسية
في أوروبا الشرقية والولايات المتحدة، يذهب الكثير من الأشخاص الذين لديهم القدرة المادية إلى مراكز صحية متخصصة، بهدف الخضوع إلى برامج وتدريبات وجلسات للوصول إلى الصحة الجسدية والنفسية والتوازن بينهما، حتى يعيش الفرد بسعادة متصالحاً مع نفسه. والكثير من هذه المصحات تستخدم «الصيام»، وقد يطبق جدول الصوم لمدة أسبوع والنتيجة تصفية الذهن والغوص في أعماق الذات للتصالح مع النفس والوصول إلى الإيجابية، ومن الناحية الجسدية يصل الفرد إلى نتيجة مهمة وهي تنظف الجسم من السموم.

استشارة

* رزقت بطفل ذكر بعد ثلاث إناث، في عمر السنتين بدأ يتكلم بكلمات بسيطة مثل «دادا» وبعض الأحرف غير المتناسقة، لكنه كان يلعب مع أخواته ويتجاوب معهن، تحدثت مع طبيبته فقالت قد يكون مصاباً بالتوحد، ولكني لم أقتنع، لأن ما أعرفه عن المرض، مختلف عن ما أراه في طفلي. طفلي يبلغ الآن أربع سنوات وبدأ الدراسة في رياض الأطفال، ولكن الروضة ترفض أن يستمر؛ لأن لديه مشكلة في التعامل مع زملائه لأنه عنيف. كما أن المدرسات يشتكين بأنه متقوقع ولا يشارك، وكأنه لا يسمع، أرجو المساعدة؟
- تختلف أعراض التوحد من طفل لآخر وحسب المرحلة العمرية، وعادة يكونون شبه منعزلين عن المحيط الذي يعيشون فيه، وقد يتعلقون بأشياء محددة لا يستطيعون التخلي عنها، كما أنهم يكررون سلوكاً بدنياً بشكل نمطي ومتكرر. وأرجو أن تتأكدي من كل ذلك وأن تزوري أحد المتخصصين لتتدربي على كيفية التعامل معه وكيفية تدريبه وتعليمه.