في اللغة الإنجليزية، على حد علمي وأعتقد أنها في بقية اللغات، هناك ما يسمى المصطلح، وبالإنجليزية هناك قاموس أكسفورد للكلمات، وآخر بالحجم ذاته للمصطلحات، وما يعيق من يتعلم اللغة أن الشعب الإنجليزي يستخدم المصطلحات في أغلب حديثه، بينما في العربية نادراً، فالمصطلح غائب تقريباً، كل كلمة لها معناها.
بينما اللهجات العربية زاخرة بالمصطلحات، ولكيلا يغيب ما أعنيه عن القارئ، فإن بعض الأمثلة تفي بالغرض، فحين يقول أحدهم (خذ الباب معاك) فهو يعني أغلق الباب، بينما لو تمت ترجمتها لفهم المخاطب أن يخلع الباب ويحمله معه.
وباختلاف اللهجات تختلف المصطلحات العربية، (نورنا) تعني فارقنا، و(تو الناس) تقال للمتأخر، وغالباً ما تكون المصطلحات من باب السخرية، حيث تقلب الكلمة الإيجابية إلى المعنى السلبي وهو أمر خاص باللهجات. أما اللغة العربية الفصحى فهي دقيقة في المعنى، إن كان يأخذ منها الجزء بمعنى الكل، والجزء من معنى الكل، مثال كلمة (لا بأس) فالبأس هي الحرب والحرب بها الهم والحزن والخوف والأذى، ولكن يتم استخدامها لجزء مما تعنيه، فيقال للمريض (لا بأس عليك)، فلا يعني (لا حرب عليك)، ولكن يأخذ جزءاً مما تعنيه، وهو التعب.
ومصطلح (مع احترامي لك)، يقال في أمرين عادة، إما سخرية في الحوار من الآخر، فيقال حين ترفض فكرة من أحد، مع احترامي كل فكرتك فاشلة أو غلط، وتقال أحياناً لتبيان اختلاف في الرأي، مثال مع احترامي لك أنت لم تنتبه إلى كذا، على الرغم من أن نسق الكلام يشير إلى كلام إيجابي، حيث سبقته كلمة الاحترام للطرف الآخر.
لقد أصبحنا نتوقع القسوة بعد كلمة مع احترامي لك، فلا تقال من باب الاحترام للآخر، ولكنها أرضية تمهد للمعارضة لفكرة أو رأي أو قرار، حيث تقال أحياناً في موضع أقرب ما يكون إلى الشتيمة، كأن يقال (مع احترامي لك أنت غبي)، ولا أعرف أين موقع الاحترام هنا.
اللهجات العربية حية، ومع احترامي للغة العربية، فاللهجات حية وقادرة على أن تتوالد مع تزايد المخترعات، وقادرة على خلق مصطلحات جديدة كل سنة، ومن أكثر اللهجات الزاخرة بالمصطلحات، اللهجة المصرية، حيث إننا في كل سنة نسمع مصطلحاً جديداً، بعد أن يتم تكريسه في الشارع تأخذه الأفلام والمسلسلات، فيصبح شائعاً.

شـعر

عَلَّقتْ حرفي على فستانها

كلما حدقتُ فيها ضَحكتْ

وتعلقتُ مع الحرفِ أنا

وأثارت خافقاً منها دنا

أسألُ الحرفَ لمن تحمله

تمسحُ الحرفَ وعيناها على

أهو لي أم لسواي ارتهنا

متعبٍ منها، إليها قد رنا

أمْ تُرى تحملُ حرفاً لاسمها

وتساءلت عن الحرف وعن

شابهَ الحرف الذي كان لنا

صاحبِ الحرفِ فقالوا لي أنا