باسكال صقر، مغنية لبنانية، تمتاز أغانيها بأنها ذات تراث وطني، ولدت عام 1964، وهي من قرية (شويفات - حي العمروسية)، وشقيقة المغنية كارول صقر، صدح صوتها منذ ثمانينات القرن الماضي، بأغنيات وطنية غالباً ورومانسية رائعة مثل (وعد يا لبنان، يا سارق مكاتيبي، من قلب الدمار، واشتقنالك يا بيروت). تبناها الرحابنة وصُنفت منذ أطلت بالفنانة الراقية.

• أنت مبتعدة عن الفن، فهل من السهل الحفاظ على الوجود فنياً؟
الفن كان في السابق محترماً أكثر، وكان الناس يقدّرون الفن وأهله أكثر، أيام السيدة فيروز والرحابنة، كان زمناً رائعاً، وساعدني ظهوري في زمن فني نظيف على الاستمرارية. كان الفن في زماني أهم من أي مهنة أخرى، هو وجه البلد الحضاري. الفن بالنسبة إليّ عامل تثقيفي، أما اليوم فقد خفتت وظيفة الفن الغنائي خصوصاً مع اشتداد العصبية، وانتشار التكنولوجيا والأزمات، وأصبحت هذه الوظيفة مجرد تسلية للناس لا أكثر ولا أقل.

• هل ما تقولينه استجابة لما يريده الجمهور؟
أعتقد أنه استجابة للثورة التكنولوجية، فمنذ ولد الهاتف الذي يأخذنا إلى كل مكان ويلحقنا إلى أي مكان، لم يعد الناس قادرين على الإصغاء إلى طرب «أم كلثوم»، بل يريدون ما يجعلهم يتراقصون. وهذا أثّر في الفن الجيد، ولم يعد الجمهور يهتم بالخيال والمشاعر النبيلة والناحية التثقيفية والشاعرية.

أبناء الجيل
• مَن أبناء جيلك الذين استمروا ولا يزال الجمهور يتابعهم؟
ماجدة الرومي، وقد عملنا معاً أيام الحرب اللبنانية، وهناك جوليا وراغب علامة وجورج وسوف.

• لكن هؤلاء لم يغيبوا عن الساحة، بينما ابتعدت أنت؟
أنا لم أغب، وأشارك في مهرجانات. كثير من الفنانين عملوا مع شركات عربية، وأغلب هذه الشركات تهمها الأشياء السريعة ونوع واحد من الفن، وليس لديّ إمكانات لأنتج أعمالاً كبيرة بنفسي.

• إلى من تستندين أنت؟
استندت إلى من أعمل معهم، إلى الرحابنة وعملت مع وجدي شيا، وأحياناً أنتج لنفسي أعمالاً صغيرة. عملت مع جورج جبارة وأملك أغنيات قديمة لم أستثمرها بعد، وهناك أغنيات كثيرة في أرشيفي أنوي تقديمها بتوزيع جديد، عندي أغنيات لوديع الصافي منذ أوائل الثمانينات. أتصدّقين أن أياً من الملحنين لم يستطع أن يعطيني أغنيات بجمال الأغنيات التي أملكها؟ هي أغنيات قدمتها وأنا في عمر الـ16، للفنانين وديع الصافي ووجدي شيا وملحم بركات، أنوي تجديدها مع الإبقاء على الجملة الموسيقية الجيدة لكن بإيقاعات جديدة، واليوم أصبح صوتي أكثر نضوجاً، وأملك أغنيات رومانسية رائعة لم تُنشر بعد.

• لعبت في بداياتك دور البطولة في مسرحية «وادي شمسين» مكان الفنانة الكبيرة صباح، ألم تخافي أن تتم مقارنتك بها وأنت في أول الطريق؟
كانت أيام حرب وكانت قد بدأت بالمسرحية، وعندما توقفت لأسباب قسريّة، ارتبطت بعمل آخر، فطلب مني إلياس الرحباني أن ألعب دورها، وكان يناسب عمري أكثر، قبلت بسرعة ولم أخف. وأدّيت أغنيات كانت قد غنتها صباح في المسرحية، وبينها: «صبّوا فوقك النار»، «رقّصني دخلك يا حبيبي»، «وعدوني ونطروني» و«مجدك باقي مهما الريح». لهذا تجدون هذه الأغنيات اليوم بصوتي وبصوتها، كما غنيت أغنيات خاصة بي، مثل «يا سارق مني مكاتيبي»، «اشتقنالك يا بيروت» و«من قلب الدمار» هي مسرحية لا تموت.
 
مسرح
• حين تسترجعين تلك المحطات، هل تتمنين لو أمكنك إعادة بعض حساباتك؟
لا أندم على شيء وأعتبر أنني أخذت حقي. وأغنياتي تُعلم في المدارس والـ«كونسرفتوار الوطني». لقد أخذت حقي وارتبط اسمي بأسماء كبار وأغنياتي تتناقلها الأجيال، لكني أتمنى لو أنني أدركت أن المسرح لن يدوم ونزلت قليلاً عن «عرشي الذهبي»، وغنيت في أماكن عامة أكثر من المسرح.

الجمهور العربي
تقول الفنانة باسكال صقر إنها وصلت إلى الجمهور العربي بأغانيها اللبنانية، مضيفة: «جمهوري العربي كبير ووصلت إليه عبر غنائي باللهجة اللبنانية فقط، وأنا مقتنعة جداً بأن الوصول إليه كما فعلت السيدة فيروز باللهجة الأمّ مُمكناً. فيروز كسَحَت الشرق بأغنياتها وعرّفت الناس إلى لبنان وحضارته، وأنا لن أحيد عن هذه القناعة، كما أني لم أؤدِّ أي أغنية مصرية، علماً أن الغناء باللهجة المصرية سهل على الفنان اللبناني، لكن غناء الفنان المصري باللهجة اللبنانية صعب جداً، وأنا هنا أتحدث تقنياً».