تعود سيدة الأعمال ومدربة الحياة والمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، هالة كاظم، بذاكرتها لطقوس شهر رمضان في زمن الطفولة، قائلة: «أكثر ما أذكره من الشهر الفضيل، هو اللعب في (الفريج) مع صديقاتي، وتجمع العائلة، وبداية صيامي وأنا في العاشرة من عمري، حين كنت أصوم قليلاً ثم أفطر حين أعطش بسبب حر الصيف، وأشرب الماء لأعود وأكمل صيامي، من دون أن أخبر أحداً بذلك، إلى أن اعتدت صيام اليوم كله».

تقليد اعتدناه
لا ترى كاظم أن تقليد لمة العائلة تغير اليوم عن الأمس، وتقول: «ما زال رمضان يجمع الأحباء والأهل ويهدئ من نمط الحياة السريع، حيث تصبح الوجبة الرئيسية في المساء، بحضور أفراد العائلة، وهو تقليد اعتدناه، وبرمجنا خططنا اليومية لتتناسب معه، وفي الحقيقة، بات الشهر الفضيل بمثابة مناسبة طيبة لأرى أولادي أكثر مما أراهم في الأيام العادية».

بين الأمس واليوم
لا تخفي كاظم حنينها في كل رمضان إلى طبخ والدتها الراحلة، وتضيف: «أسلوب حياة الناس تبدل ومعه تبدلت العلاقات الاجتماعية، حتى إن علاقتنا بأولادنا لا تشبه في جوهرها العلاقة التي كانت تربطنا بأهلنا، فسابقاً كانت العائلة كبيرة ويعيش أفرادها كلهم تحت سقف واحد، واليوم يعيش كل فرد من العائلة في بيت وحده ويحيا حياة مستقلة، والمرأة باتت تعمل مثل الرجل، ولا يمكن المقارنة بين رمضان اليوم والأمس، في ظل حياة سريعة ومتطلبات كثيرة».

الثريد والسمبوسة
تؤكد كاظم أنها متعودة على الاستيقاظ عند الفجر في الشهر المبارك، وتغادر البيت إلى عملها باكراً، ولا تشعر بضغط كبير في العمل، مضيفة: «أعود للبيت لأطهو الطعام، وأحب ذلك خلال أيام رمضان، ولديّ حلقات مخصصة لأطباق رمضانية أعدها على قناتي على (يوتيوب)، وأحاول كل عام أن أعد أطباقاً جديدة ومتنوعة». أما المأكولات التي تفضل وجودها على مائدة الإفطار الرمضانية، فهي الثريد والسمبوسة.

الصوم الحقيقي
تفضل كاظم التعبد في الشهر الكريم في غرفتها حيث الهدوء والسكينة، موضحة: «نادراً ما ألبي دعوات للخروج في رمضان إلى إفطار أو سحور، وفي الغالب أنام باكراً لأنني أستيقظ باكراً، لأتناول قبل صلاة الفجر تمرة وأشرب الماء». وتقول: «يجب على الناس ألا يصوموا عن الطعام فقط، بل عن إطلاق الأحكام على الآخرين، وعليهم ترك «النكد» ونبذ السلبية في التعامل مع الناس، وعدم افتعال المشكلات معهم، وهذا هو الصوم الحقيقي».