• بائع عسل يسأل بائع خل: ما بال الناس يشترون منك ويتركونني؟ فأجابه: «أنا أبيع الخل بلسان من عسل، وأنت تبيع العسل بلسان من خل!». معنى الكلام «امتلك الناس بأخلاقك»، فما بالك عزيزي الفنان ونحن في رمضان، شهر حفظ اللسان أيضاً. لكنْ للأسف، الكثيرون من أهل الفن يجدون في الشهر الفضيل متعة وموسماً لبيع «لغو الكلام» والمتاجرة بأخبارهم الخاصة، ويقبضون ثمن ذلك نقداً من البرامج الحوارية. مثلاً، استمعنا لأصالة في برنامج «عايشة» وهي تهاجم أنغام وتتهمها بأنها «خرّابة بيوت»، وتؤكد مقاطعتها إياها على «الانستجرام»، وتكشف أن علاقتها بنجل زوجها طارق العريان من ارتباطه السابق ليست على ما يُرام. أما المغنية شمس، فشبّهت أحلام عندما سُئلت عن خلافها معها أنها «مثل خالتي أم زكي»، ووصفت المرأة بالشيطان، وأعلنت عن زواجها وكشفت جرأة ملابس الفنانات في المناسبات الخاصة. وها هي غادة عبد الرازق تعترف بأنها تزوجت (11 مرّة)، بينما أعلنت الراقصة دينا أنها طلقت (تسع مرات)، وذكرت سيرين عبد النور أن ابنتها تعرضت للتحرش، وأعلنت الفنانة بثينة الرئيسي عن حملها.. وهكذا.
بالتالي، ومن وجهة نظري، فإن مُقدّمي البرامج الحوارية في رمضان، أمثال: «عايشة»، «شيخ الحارة»، «توأم روحي»، «مجموعة إنسان» و...، يتحملون مسؤولية توريط الفنانين في «لغو الكلام»، كونهم اختاروا في طرحهم الخفايا والمشاكل، معتمدين في أسئلتهم سياسة «دَسّ السُّم في العسل». والفنانون بطبعهم جاهزون كي يتزحلقوا بـ«قشر الموز»، كذلك الجمهور والمشاهدون، على الرغم من أنه لا أحد منهم يدّعي حُبه النميمة، مع هذا يستمتع بها الجميع. فمتى يُدرك إعلامنا وإعلاميونا دورهم الحقيقي في رمضان، وأن هذا الشهر للبناء لا الهدم، وللثواب لا العقاب؟
• بعد مُشاهدتي كذا حلقة من برنامج «عايشة»، أهمس في أذن مُقدمته الإعلامية التونسية عائشة عثمان: «إذا أردتِ أن تستمري وتنجحي، فلتحاولي أن تكوني أنت ولا تُقلدي وفاء الكيلاني». فكم هو مؤسف حقاً أن تكون الساعة ماركة، والاكسسوار ماركة، والأزياء ماركات، والشخصية وطريقة التقديم.. تقليد!
• بعد ثماني سنوات من الغياب عن سوريا، كان خلالها الاشتياق داخلي إلى الوطن يفوق أضعاف عدد السنين وبُعد المسافة، أعادني للشام عدد من الأعمال الدرامية التي تصور هناك وتُعرض في رمضان على «قناة أبوظبي» المتألقة دوماً. فشكراً للعزيزة رئيسة التحرير بشاير المطيري، التي أسندت إليّ مهمة تغطية هذه المسلسلات وإجراء لقاءات مع أبطالها، وبذلك عُدت لحبيبتي سوريا واطمأننتُ عن قرب أنها أخذت تتعافى. وشكراً للمخرج المنتج إياد الخزوز، الذي سهّل أي عوائق، وتعاون وطاقمه فنياً لإنجاز مهمتي. كذلك الشكر للفنانة الراقية شكران مرتجى، التي استقبلتني عند وصولي بـ«باقة ورد» حجمها يُشبه قلبها الكبير، مُرحّبة بعودتي لدمشق بعد غياب.. وعلى الرغم من امتناني لها، لكن سعادتي الحقيقية تكمُن في أنها رسّخت داخلي مفهوماً، مفاده «شكران ليست فقط نجمة معجونة فناً.. بل صديقة أصيلة في زمن يتباهى فيه فنانون آخرون بمقولة: «أنا.. ومِن بَعدي الطوفان».