الشيخ محمد بن فيصل القاسمي أحد أفراد العائلة الحاكمة لإمارة الشارقة، والمؤسّس لمجموعة «أم.بي.إف» القابضة،  التي تُعد من أهم وكبرى الشركات متنوعة القطاعات في دولة الإمارات، يجمع بين شخصية رجل الأعمال الناجح والشخصية الفنية التي تحترف فنون «الخط العربي» والرسم، وتدعم المواهب الفنية. وفوق ذلك،  يمكن اعتباره «سفيراً» للأعمال والجهود الإنسانية، لهذا تم اختياره رئيساً فخرياً لـ«المركز التخصصي للأطفال ذوي الهمم»  في الشارقة، واختيار حرمه الشيخة روضة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم، نائباً للرئيس الفخري.

حول مهامه المتشعّبة وكل ما سبق, خصّنا بحوار أطلعنا فيه على جوانب خفيّة من شخصيته، والخطط والتوجهات المستقبلية لمركز «ذوي الهمم» ولمؤسسة الفن ومجموعة «أم.بي.إف».

• تُعتبر الإمارات من الدول التي تُولِي «أصحاب الهمم» اهتماماً لافتاً، وأنت من أكثر الداعمين لهذه الفئة، وجرى اختيارك مؤخراً من قِبل «المركز التخصصي للأطفال ذوي الهمم» في الشارقة، رئيساً فخريّاً له. ما خطة عملكم؟
لا نريد القيام بالأمور بشكل عشوائي، فلا بد أن ننظر بعُمق إلى هذا الموضوع، سنلقي نظرة على الأشياء القائمة في المركز التي بذل القائمون عليه جهودهم، وما أعرفه أنه يوجد حالياً أكثر من 300 طفل من «أصحاب الهمم»، سيتم تعويض ما ينقصهم وما يحتاجون إليه. وأيضاً ثمة جانبان تأهيليّان، الأول: الجانب المعرفي والثاني: الجانب الإدراكي، وسنضع آليات في تنمية الإدراك لدى الأطفال والأشخاص الموجودين هناك، ونُنمي قدراتهم ومعرفتهم، ونجعلهم جزءاً فعّالاً من المجتمع، فعندما يساعد المرء هؤلاء الناس، يستطيع فهم قُدراته هو نفسه وما يستطيع تقديمه أكثر. وبقدر ما ننمّي قُدرات الآخرين تنمو قدراتنا وإدراكاتنا ومعرفتنا في الأمور.

• هل تعتبر هذا الجهد جزءاً من تحملك لمسؤولياتك الاجتماعية وواجباتك الوطنية؟
بالطبع، نحن كأبناء الوطن ومؤسساته الحكومية والخاصة، نلعب دوراً مهماً في الارتقاء بدولة الإمارات إلى مصاف الدول العالمية، والحفاظ على مكتسباتها ومنجزاتها وتحقيق رؤية الإمارات 2021.

• ما شكل التغيير الذي ستُحدثونه في المركز؟
الفترة المقبلة ستشهد حدوث نقلة نوعية في خدمات المركز، وسيكون هناك توسع في نوعية الخدمات وأعداد المنتسبين للمركز، بما يضمن جعله مركزاً يُحتذى به في رعاية وتأهيل «أصحاب الهمم» على مستوى دولة الإمارات.

رؤى وخطط
• تملك مجموعة «أم.بي.إف»، رؤية اقتصادية وخططاً مستقبلية، فما روزنامة عملكم حالياً؟
لأول مرة أعلن، عبر «زهرة الخليج»، إنشاءنا «محفظة» لاستشراف المستقبل، وهذه المحفظة تتعاون مع الحكومة في القطاعات الاستراتيجية، وتضع معها أُطراً عملية للعمل عليها بدقة، والتشديد على التنمية المستدامة للشرق الأوسط، وهذا ما نعمل عليه حالياً.

• أوليتُم السنة الماضية مسائل الرعاية الصحية اهتماماً خاصاً. فما الإنجازات التي تحققت في هذا السياق؟
الرعاية الصحية تكاد تكون وصلت إلى الدور الذي يجعلها متوافرة إلى من يحتاج إليها، فلدينا مؤسسات صحية قائمة، كمستشفى الـ«جي.بي.آر»، وثمة خطط لإنشاء سبعة مستشفيات أخرى تسير على قدم وساق. كما وضعنا آليّات لقطاع الصحة يتم العمل وفقها، وبالفعل قطعنا شوطاً كبيراً فيما يخص القطاع الصحي، واليوم يأتي دور القطاعات الأخرى كقطاع التعليم.

• ما الذي ينقص «قطاع التعليم» في رأيك؟
تنقصنا جامعات تخصصية، فهنالك تخصصات غير موجودة في الإمارات، ولا ننسى أن هنالك أشخاصاً كثيرين يفضلون المجيء للعيش والدراسة والعمل في الدولة، من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة.

عشق لـ«الخط العربي»
• يُعرَف أنك مُغرم بفن «الخط العربي»، كيف بدأت باحتراف الموضوع؟
أعشق «الخط العربي» منذ الصغر، واحترفت فنونه عندما دعوت أحد الخطاطين المعروفين للتعلم على يده، وبعد ذلك عرضت لوحاتي في معارض عدة، وكان آخرها «ملتقى الخط العربي المعاصر» العام الفائت.

• ما الفكرة التي انطلقت منها في تأسيس «مؤسسة الفنون»؟
يزورنا العديد من الرسامين، وفي أحد الأيام جاءنا رسام من غزة، وكنت حينها مع الشيخة روضة، وقال لنا إنه قطع مسافات طويلة حتى يستطيع الوصول من بلده، وأطلعنا على أعماله، وفعلاً وجدنا أنه يتحلى بحس فني ودقة في التصميم. فقد صنع من «البراغي» و«المسامير» لوحة لافتة. وجاء في اليوم الثاني وصنع من الـScotch tape لوحة أخرى لافتة. ثمة مواهب كامنة في الشرق الأوسط لا أحد ينظر إليها، ولم تأخذ دورها، ونحن في مكان نستطيع فيه الوصول إلى الفنانين ودعمهم.

• أي الخطوط العربية تُفضلها على غيرها؟
أحب «الخط الديواني»، لأن الزخرفة فيه جميلة جداً ويروي قصة، ولا شك في أن «الثلث» و«الرقعة» خطان جميلان.

• ما المشروع الأول الذي ستقوم به «مؤسسة الفنون»؟
سنقوم بتنفيذ أكبر لوحة مصممة لشعار التسامح بمناسبة «عام التسامُح»، ونهدف إلى إبراز جمال الشعار بطريقة احترافية نوعية، وتشجيع المواهب ودخول «موسوعة غينيس» بأكبر شعار في العالم.

أقوى المؤسسات
يقول الشيخ محمد بن فيصل القاسمي إن زوجته، الشيخة روضة بنت مكتوم، تترأس قطاع الدعم المؤسسي في مجموعة «إم.بي.إف»، ويُسمّى Institution of Development، ويهدف إلى تطوير «إم.بي.إف»، ووضع الآليات المطلوبة لتكون من أقوى المؤسسات الدولية.

بروفايل
ولد الشيخ محمد بن فيصل بن خالد القاسمي في إمارة الشارقة، في الأول من نوفمبر 1985، والده الشيخ الدكتور فيصل بن خالد القاسمي، ووالدته الشيخة مهرة بنت ماجد القاسمي،  التي حصلت على جائزة أول مديرة مدرسة  من «مبادرة أوائل الإمارات»،  وزوجته الشيخة روضة بنت مكتوم بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولديهما أربعة أطفال.