علقت دوريس داي التي توفيت الاثنين عن 97 عاماً في الأذهان بفضل أغنية "كي سيرا سيرا" الضاربة التي سمحت لها بالجمع بين محوري مسيرتها الفنية، أي الغناء والسينما، اللذين أتاحا لها الحصول على نجمتين على رصيف الفن في هوليوود.
فقد كانت الممثلة الشقراء في سن الثانية والثلاثين عندما منحها ألفرد هيتشكوك دور أم خطف جواسيس ابنها في فيلم "ذي مان هو نيو تو ماتش". وكان هذا الدور مصمماً خصيصاً لها إذ تؤدي في الفيلم دور مغنية شهيرة تغني "كي سيرا سيرا" بصوت عالٍ لتبلغ طفلها بقرب تحريره. والأغنية من تأليف جاي ليفنغستون وراي إيفانز وقد فازت بجائزة أوسكار أفضل أغنية أصلية.

وشاركت داي في حوالي أربعين فيلماً لكنها لم تفز بأي جائزة أوسكار رغم نجاحها الجماهيري الكبير. ولم تحظ بتقدير النقاد واكتفت بجائزة "غرامي" واحدة عن مسيرتها الموسيقية وفي جعبتها 650 أغنية. وتعتبر الناقدة السينمائية مولي هاسكل أن دوريس داي "هي أكثر ممثلة لم تأخذ حقها في هوليوود". وعلى الصعيد الشخصي لم تكن حياة دوريس داي المولودة في الثالث من أبريل 1922 في سينسيناتي (شمال) في عائلة من أصل ألماني، سهلة. فقد تطلّق والداها عندما كانت في الثالثة عشرة وانتقلت للعيش مع والدتها التي دفعتها إلى الفن. وبعد حادث سير خطر تخلت عن الرقص وكرست وقتها للغناء.


وبدأت مسيرتها مطلع الأربعينات. وغنت ضمن فرقة ليس براون الواسعة وقد أدت معه أغنية "سنتيمانتل جورني" التي استحالت نشيدا لعودة الجنود إلى ديارهم إثر الانتصار في 1945. وكانت يومها قد تطلّقت من زوجها الأول. وتزوجت ثلاث مرات بعد ذلك.


وطوال مسيرتها، حرصت دوريس داي على الدفاع عن صورتها كامرأة أميركية محافظة، إذ رفضت في 1967 أداء دور السيدة روبنسون في "ذي غرادويت" بحجة أن الدور جريء. وقالت خلال مقابلة: "أحب أن أفرح وأستمتع خلال التصوير. أحب ارتداء ملابس جميلة والظهور بمظهر جميل. أحب أن أبتسم وأرى الناس مبتسمين. هذا جل ما أريده".


ومنذ توقفها عن تصوير الأفلام، كرّست دوريس داي معظم وقتها لرعاية الحيوانات التي كانت تستقبلها في فندقها في كارمل بولاية كاليفورنيا. وفي 2004، منحها الرئيس جورج بوش الابن "ميدالية الحرية" أبرز مكافأة مدنية أميركية، تقديراً لهذه الممثلة التي "أفرحت قلوب الأميركيين مع إثراء ثقافتنا".