تنتشر في الإمارات، وتحديداً مدينة العين ورأس الخيمة والفجيرة ينابيع المياه الاستشفائيّة، التي يقصدها المواطنون والمقيمون والسيّاح طلباً للاستجمام والاستشفاء، وإزالة التوتر والإرهاق والتخلص من صخب الحياة اليومية.

الشفاء من الأمراض
تقول أخصائية «الطب الصيني» نسيمة بكار إن «المياه الكبريتية ذات الرائحة المتميّزة، لها قدرة عالية في مساعدة الناس على الشفاء من الأمراض، حيث يكون عادةً رقمها الهيدروجيني منخفضاً، وتحتوي على عناصر مؤكسدة جداً، قاتلة للبكتيريا والطفيليّات، حيث يغمُر الإنسان جسمه فيها للتخلص من الأمراض الجلدية، خاصة الـ«أكزيما» و«حَبّ الشباب». وتضيف بكار: «تعالج المياه الكبريتية مشاكل الاكتئاب، وتُزيل القلق والتوتر بفعل مادة الزّنك الموجودة فيها، التي تعمل على تحفيز الـ«أنسولين» الذي يساعد مرضى السكري على ضبط كميات السكر في الدم، فضلاً عن علاج «التهابات المفاصل»، كما تساعد على بسط العضلات والقضاء على الشد العضلي وتشنّج العضلات، ولها أيضاً تأثير واضح في تحفيز الدورة الدموية في جسم الإنسان».

خطوط دفاع مناعية
تُعد ينابيع المياه الكبريتية أحد خطوط الدفاع المناعي، بحسب أخصائية أمراض المناعة، زينب الجباس، كونها تحتوي على الوسط القلوي العالي الذي يمنع نمو وتكاثر الكثير من الخلايا السرطانية. تضيف الجباس: «الخلية السرطانية تنمو وتترعرع وسط قليل من الأكسجين في خلايا جسم الإنسان، عندما يكون الوسط المحاط به «وسط حمضي»، وبمجرد تحويل هذا الوسط إلى «قلوي» من خلال غمس الجسم في المياه الكبريتية، تموت الخلايا السرطانية ولا تستطيع المقاومة، وتتحلل ويُقذف بها خارج جسم الإنسان، إضافة إلى أن الكالسيوم يمنع حالات نخر الأسنان وهشاشة العظام. ويعمل على خفض ضغط الدم المرتفع وتنظيم ضربات القلب، كما يُستفاد من هذه المياه لمقاومة الأورام، خاصة سرطان القولون».

«عين خت» و«الخاطري»
تُشير رئيسة قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري في «جامعة الإمارات»، نعيمة الحوسني، إلى أن مياه معظم العيون في دولة الإمارات ساخنة، وتعود نشأتها بشكل عام لحركة المياه الجوفية فوق صخور بركانية حديثة، أو مناطق تحتوي على غازات بركانية ساخنة، وتحتوي على مواد معدنية مختلفة، مشيرة إلى أن أشهر العيون الكبريتية في الدولة «عين خت»، الموجودة في إمارة رأس الخيمة. تُضيف الحوسني: «تتميز «عين خت» بقدرتها العالية على شفاء الكثير من الأمراض، وهي مكونة من ثلاثة ينابيع مياه تتفجر طوال العام، وتحيط بها الجبال الشاهقة ذات الألوان الجذابة، والبساتين والقلاع الأثرية والأماكن الترفيهية العائلية، فأصبحت مقصداً للزوار من مختلف الجنسيات». وتقع «عين خت» على بُعد 35 كيلومتراً جنوب رأس الخيمة، وتتميز مياهها الحارّة التي تتراوح حرارتها بين 39 و40 درجة مئوية، بقدرتها على الشفاء من أمراض كثيرة. وهناك أيضا «عين الخاطري» الكبريتية في منطقة أم عرج في الإمارة، والتي حظيت بإقبال كثيف من الناس طلباً للاستشفاء، وتحول المكان إلى مزار سياحي استشفائي خاصة للمرضى الذين يعانون من أمراض المفاصل وتقرحات الجلد.

«عين مضب» و«الغمور»
تشير الحوسني أيضاً إلى أماكن أخرى داخل الدولة للينابيع الكبريتية، وتقول: «تُعد (عين مضب) الكبريتية، التي تقع شمال إمارة الفجيرة، من أبرز العيون المائية المشهورة التي تقصدها العائلات، وتستحوذ على اهتمام آلاف الزوار والأسَر، وتنفرد بموقعها الطبيعي الجميل، إلى جانب جودة مياهها الكبريتية، وكانت أحد أهم المصادر المائية الخاصة برَيّ مزارع النخيل في منطقة مضب. وتضم «عين مضب» المئات من أشجار النخيل والسّدر، ومسبَحين بالمياه الكبريتية، أحدهما للرجال والآخر للنساء، كما تتميز المنطقة بالمناخ الجاف وانخفاض الحرارة نسبياً وتحيط بها الجبال الشاهقة والمناظر الخلابة، وهناك أيضاً (عين الغمور) التي تصل حرارة الماء فيها إلى 60 درجة مئوية، وتتميز برائحة الكبريت، وتقع على بُعد 20 كيلومتراً، جنوب مدينة الفجيرة في منطقة جبلية رائعة».

«العين الفايضة»
تقع شلالات «العين الفايضة» في منطقة «المبزَرَة الخضراء» في مدينة العين، جنوب العاصمة أبوظبي، عند سفح «جبل حفيت»، وتتميز بمياهها الكبريتية وحرارتها المرتفعة الغنية بالمعادن المفيدة، التي تساعد على الاستشفاء من الأمراض في حرارة المياه الكبريتية المرتفعة، ويقصد الشلالات الكثير من الزوار للعلاج، كونها تُسهم في الشفاء من أمرض «المفاصل» و«الروماتيزم»، شرط المكوث فيها لفترة طويلة نسبياً، نظراً إلى احتوائها على نسبة عالية من المعادن، وإلى ما توفّره من عناصر مُفيدة لجسم الإنسان، وتساعد أيضاً على الاستشفاء من الأمراض الجلدية.