أقرت المملكة العربية السعودية تعليم اللغة الصينية، مادة ضمن المقررات الدراسية للطلاب، وعقدت المؤسسات التعليمية ورش عمل واجتماعات لمناقشة خطوات تدريس اللغة الصينية، وفتح أقسام جديدة تستوعب المقبلين على دراستها أكاديمياً في المدارس والجامعات. وعلى صعيد المجتمع المحلي، تفاعل السعوديون مع الأمر عملياً، وبدأت تظهر مقاطع «فيديو» من بعض المدارس، كدليل ملموس على التفاعل والحماس للتجربة الجديدة.

يوضح رئيس «مركز ندوة المعرفة» الدكتور تركي بن عطية القرشي، أن إدراج اللغة الصينية في التعليم سيفتح مجالاً واسعاً ومختلفاً للتدريب وإعداد الدورات التدريبية في السعودية. وأضاف: «مجال التعليم يحظى باهتمام واسع من قبل القيادة، والتي حرصت على إدراج اللغة الصينية لمصلحة الطلبة، كونها مهمة، وتعلمها يعطي أفضلية لترجمة العلاقة بشكل أكبر مع الجانب الصيني، فتعلم اللغة الصينية في السعودية يفتح آفاقاً جديدة للتوازن بين واقع اليوم ومستقبل الشرق الواعد والمنتج للمعرفة». وأكد القرشي أن هذه الخطوة ستفتح أيضاً خطوطاً جديدة مع العالم، ومساحات للتعرف إلى هذه الثقافة، وتبادل العلوم والمعرفة، ونافذة لسوق اقتصادية عظيمة، لأن الصين من إحدى أقدم الحضارات بالعالم، وتحمل عمقاً تاريخياً وثقافياً، كما أنها أسرع اقتصادات العالم نمواً.

ليست معقدة
يؤكد المبتعث السعودي في الصين، الطالب معاذ البشير، أن اللغة الصينية سهلة في دراستها، ولديها أسرار يستطيع الطالب التعامل معها ببساطة بعد فهمها، موضحاً: «أدرس الطب في جامعة (خيبيه نورث) منذ أربعة أعوام، وحصلت أثناء دراستي على دبلوم في اللغة الصينية، وأتقنتها تحدثاً وكتابة، وتعتمد في تعلمها على معرفة الأشكال، وهي من اللغات القديمة في العالم، ولكنها سهلة النطق والحفظ». ويشير البشير إلى أن الصينيين يحبون لغتهم ويتمسكون بثقافتهم، ومن المواقف التي مر بها أنه في أكثر من مرة يجد بعض الصينيين يرفضون التحدث معه باللغة الإنجليزية، ويطلبون منه مخاطبتهم بالصينية.

الأمر الذي أعطاه دافعاً للتعلم والدراسة والمثابرة على حد وصفه، حتى أتقنها بعد تحليل رموزها وفكها، لافتاً إلى أن الصينية اليوم هي لغة علم وتقنية؛ نظراً إلى مركز الصين وثقلها الدولي في الاقتصاد والتجارة والصناعة.

تفاعل
بعد الإعلان عن إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية في السعودية، أشاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالقرار وتحدثوا عن إيجابياته، الأمر الذي دفع البعض إلى التغريد باللغة الصينية، في حين بادرت بعض الحسابات المتخصصة بتعليم اللغات بوضع جمل صينية وترجمتها إلى العربية. وكان من ضمن المتفاعلين، وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، الذي قال في تغريده له: «الدول المتقدمة تعتمد في تعليمها لغتين أو أكثر، بالإضافة إلى لغتها الأم، وحان الوقت من أجل إدراج اللغة الصينية في المناهج، ليكون التعليم مواكباً لتلك التوجهات، وتم اختيار اللغة الصينية من منطلق قوة الصين الاقتصادية وشراكتها الاستراتيجية مع المملكة». وأوضح أن الخطوة تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون والتواصل في المجالات كافة، وتعزيز التنوع الثقافي للطلاب في المملكة، واقتناص الفرص الواعدة بين الشعبين، وفتح آفاق دراسية جديدة أمام طلاب المراحل التعليمية بالمملكة، وبلوغ المستهدفات المستقبلية في التعليم على صعيد رؤية 2030.
كما جاء في تغريدة على مواقع التواصل الخاصة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: «جامعة الملك عبدالعزيز، كان لها السبق في توقيع اتفاقية لإنشاء مركز تبادل العلوم والثقافة الصينية لتعليم اللغة الصينية». فيما كشفت جامعة الطائف، عن مبادرة تعليم للغة الصينية بتغريدتها: «تكشف جامعة الطائف عن المبادرة لأخذ دورة اختيارية عامة في الجامعة». وغردت جامعة الملك سعود (أقدم الجامعات السعودية) بالصيني، وقالت: «ترحب جامعة الملك سعود، بالاتفاق على استخدام اللغة الصينية كمقرر تعليمي في مختلف المراحل التعليمية في المملكة العربية السعودية».