أهازيج وفوانيس وطرق ملونة بقلوب فرحة، مظاهر لا يكتمل المشهد الرمضاني في البحرين إلا بها، إذ يستقبل أهلها الشهر الفضيل بحفاوة كبيرة وموائد عامرة، جلسنا على إحداها مع عقيلة السفير البحريني في أبوظبي الشيخة ابتسام النعيمي، لنتعرف إلى أهم الطقوس والعادات التي تميز الشهر الكريم في البحرين.

* كيف يستقبل الشارع البحريني الشهر الفضيل وما المظاهر التي تميزه؟ 
تتزين الشوارع بلوحات التهنئة، وتتزين الطرقات بالأنوار الملونة والفوانيس، وتكثر الزيارات بين الناس، خصوصاً في «الفرجان» مهنئين بعضهم بالشهر الكريم، ويردد الأطفال وفرق شبابية وشعبية، بعضاً من الأهازيج والأغاني الشعبية مع الطبول مثل «حياك الله يا رمضان  يابو القرع والبيديان».
العادات تكاد تكون واحدة بين مملكة البحرين ودولة الإمارات؛ بحكم التقارب الجغرافي، فهنالك تشابه كبير في العادات والتقاليد في الاحتفاء بالشهر، ويكون التركيز أكثر على ممارسة العبادات، والاحتفاء بليالي الشهر الفضيل في أجواء روحانية. وفي البحرين ينتظر الناس، بفارغ الصبر، ليلة النصف من رمضان؛ ليحتفوا بـ«القرقاعون»، وهي أشبه باحتفاء الأهل بالإمارات بـ«حق الليلة» في ليلة النصف من شعبان.
أطبخ بنفسي

* كيف تمضين الأيام الأولى من شهر رمضان عادة؟
رمضان شهر يجمع العائلة على مائدة واحدة، لذا نحرص في الأيام التي تخلو من الارتباطات الرسمية أن نجتمع معاً كعائلة، وخاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل.

* ما الأطباق المفضلة عند الشعب البحريني، والتي يحرص كل بيت على  أن تكون ضمن المائدة الرمضانية؟
عند الإفطار نحرص على وجود التمر والسمبوسة والمقليات واللبن والعصائر، وكذلك الأطباق الرئيسية كالثريد والهريس وأنواع الرز الأبيض (الشيلاني)، أو المحمر مع سمك الصافي والكباب والخنفروش والبلاليط.

* ماذا عن مائدتك الرمضانية؟ هل تفضلين أطباقاً معينة؟
أحب التقيد بالأطباق الرمضانية البحرينية التقليدية، كالثريد والهريس والجريش والمضروبة واللقيمات والكباب والخنفروش والساقو والخبيص والبثيث والمهلبيات والجيلي، وأعشق التفنن بالتقديم وتحضير الحلويات العالمية في هذا الشهر.

* هل تطبخين طعام أسرتك بنفسك أم تعتمدين على آخرين؟ 
أحب الطبخ بشكل عام، لكن طقوس شهر رمضان تجعلني أكثر إقبالاً على الطبخ بنفسي.

* ما الطبق الذي تستمتعين بإعداده؟
أحرص على تحضير جميع الأطباق، بدءاً من المقبلات، وكذلك الأطباق الرئيسية، ولكنني أستمتع كثيراً عند تحضيري للحلويات، فأتفنن وأبدع بتقديمي لها.

تقاليد وذكريات

* كونك زوجة دبلوماسي، ما أهم التقاليد البحرينية الرمضانية التي تحرصين على اصطحابها معك وتعريف الآخرين بها؟
هذه المرة الأولى التي أقضي فيها شهر رمضان خارج مملكة البحرين، بعيدة عن الأهل والأصحاب، لكنني أنوي قضاءها بين عائلتي وعقيلات السفراء، لتوطيد العلاقات أكثر، وتعريف الآخرين بثقافتنا، فشهر رمضان محبة وعادات خيِّرة.

* ما أهم ذكرياتك المرتبطة برمضان والتي لا تزال راسخة في ذاكرتك؟
مواقف استقبال شهر رمضان، واحتفالات القرقاعون، ووداع الشهر، لا تزال في ذاكرتي منذ أن كنت طفلة، ولا أستطيع نسيانها.

*  إلى أي مدى تحرصين على تعريف الشعوب الأخرى بالعادات والتقاليد الرمضانية البحرينية؟
أفتخر وأسعد عند رؤيتي للأطباق البحرينية على موائد الآخرين، فإعدادهم لها دليل على محبتهم وقبولهم لها.

قيم التسامح

تشير عقيلة سفير مملكة البحرين في دولة الإمارات، الشيخة ابتسام النعيمي، بمودة إلى قيم التسامح المشتركة بين الدولتين، وتضيف: «بلا شك نعتز بعمق ومتانة العلاقات التاريخية الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، فنحن ننتهج النهج نفسه ونحمل قيماً واحدة تدعو كلها إلى التسامح والمحبة والعطاء».