هناك من يقولون إن الصيام يفيد القلب، وهناك من يجزمون بوقع الصيام السلبي على مرضى القلب. فمن يصدق مريض القلب؟ يصوم أم يأخذ في الاعتبار جملة معايير لا بد منها، لـيُتممُ فروضه الدينية، ويبقى قلبه يدق بانتظام؟

يفترض بالأشخاص الذين يعانون مشاكل في القلب، اتخاذ احتياطات إضافية في شهر الصيام، وسؤال طبيب القلب عن الجرعة والوقت اللازمين من أجل تجنب أي مضاعفات. لا تأثير سلبياً للصيام في مرضى القلب ذوي الحالات المستقرة، الذين لا يعانون أعراضاً مثل الآلام في الصدر، أو ضيق في التنفس. بالعكس، الصيام يفيد هؤلاء. لكن، يقع تحت التأثير السلبي مرضى القلب الذين يعانون آلام الصدر المتكررة، ومن يعانون قصوراً في القلب، أو التعب المزمن أو نقص الطاقة وضيق التنفس، والذين يحتاجون إلى جرعات متكررة من الأدوية المدرة للبول. ويُنصح بعدم الصيام، أو أقله، باستشارة طبيب القلب الذي يتابع حالة المريض الذي عانى نوبة قلبية خلال الأسابيع الستة التي سبقت شهر رمضان. ويُنصح بعدم صيام المرضى الذين خضعوا لجراحة القلب المفتوح خلال الشهرين الماضيين، ومن يواجهون تضيقاً في صمام القلب الأبهري، ومن يعانون تخثر الدم.
يُطلب من هؤلاء تناول الطعام في حصص صغيرة، وتجنب الأطعمة المثقلة بالدهون والأملاح، وعدم استهلاك كمية كبيرة من المياه أو العصائر في آن واحد، لأن هذا قد يسبب لهم ضيق التنفس. وفي حال أخذوا قرار الصيام يفترض أن يتناولوا أربع وجبات صغيرة بين الفطور والسحور، بدل وجبتين كبيرتين والقيام بتمارين رياضية أو المشي مدة 30 دقيقة.

الطبيب هو الحكم
تعانون قصوراً في القلب ويلح في بالكم سؤال: هل الصيام في حالتنا آمن؟
الطبيب المعالج له وحده الكلمة الفصل في كل حالة على حدة، لكن، في الحالات المستقرة يمكن أن يكون الصيام آمناً للمرضى الذين يعانون قصوراً في القلب. هذه المعلومة صدرت عن المؤتمر السنوي الـ29 لجمعية القلب السعودية. وفي تفاصيل دراسة جرت على 249 مريضاً من ثلاث عيادات لقصور القلب، شاركوا في صيام رمضان العام الماضي، تبيّن أن 91% منهم لم يواجهوا أي تغييرات أو أعراض، في حين تفاقمت سلباً حالات 8% منهم فقط لا غير، تبيّن لاحقاً أن هؤلاء لم يلتزموا بالنصائح الممنوحة، لهم والقيود المفروضة عليهم، بالنسبة إلى كمية السوائل والأملاح المسموح بها، ولم يلتزموا أيضاً بتناول الدواء. الالتزام بالنصائح ضروري جداً. لكن، حجة من لم يلتزموا هو مشاركتهم الإفطار مع أصدقاء لم يراعوا خلال إعداد الطعام حالتهم الصحية الاستثنائية، التي تتطلب ملحاً أقل مما يؤثر سلباً في مرضى قصور القلب. إضافة إلى هذا، هناك مرضى قلب يتوقفون عن أخذ الأدوية المدرة للبول خشية أن يشعروا بالعطش والجفاف أثناء ساعات الصيام، وهذا يؤثر أيضاً سلباً.

نعم أم لا
هذا يعني أن صيام من يعانون قصوراً في القلب ممكن شرط الالتزام بالنصائح الطبية وعدم تخطي أي جرعات أدوية، ويمكن سؤال طبيب القلب هنا عن جرعة يومية واحدة بدل الجرعتين المعتادتين. هذا النوع من البدائل متاح لمعظم أدوية قصور القلب.
الأشخاص الذين خضعوا أخيراً لجراحات في القلب هم أيضاً، كما سبق وقلنا، محكومون باعتبارات طبية محددة. هنا، في هذا الإطار، يصر أطباء القلب على أنه يجب أن يتجنب الصيام من خضعوا لعملية جراحية في القلب في الآونة الأخيرة، ومن تعرضوا لأزمة قلبية، أو يتناولون مضادات تخثر الدم، أو أي أدوية لنبض القلب غير المنتظم.
سؤال آخر يتبادر إلى أذهان كثير من مرضى القلب: ماذا نفعل في حال شعرنا بالدوار أو بتوعك أثناء الصيام؟
سارعوا إذا شعرتم بسوء ما، ولم يهدأ هذا الشعور خلال 20 دقيقة، إلى إبلاغ طبيب القلب، واطلبوا الإسعاف فوراً إذا شعرتم بالحمى أو بعدم القدرة على التنفس أو الإغماء.

فوائد الصيام
يتحدث أطباء القلب عن فوائد الصيام الآمن للقلب، بمعنى أن من يتبع نظاماً غذائياً للصيام من حين إلى آخر يُقلل من خطر إصابته بأمراض القلب. وصيام رمضان قد يساعد كثيراً في هذا الاتجاه. لأن الصيام المنتظم، يسهم في الطريقة التي يستقبل بها الجسم الكوليستيرول والسكر، مما يؤدي إلى تقليل نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليستيرول الضار. كما أن الصيام المتقطع يخفض من خطر زيادة الوزن، وتطور مرض السكري، وكلاهما من عوامل الخطر على مرضى القلب.