• يستر الله عَزّ وجَلّ عباده في الدنيا، لكن الكثيرين من أهل الفن للأسف يأبون ذلك، فما إن دخل علينا الشهر الفضيل حتى فضح عدد من النجوم أنفسهم، وأخذوا ينشرون غسيلهم وغيرهم في برامج حوارية شعارها «ضرب نار وخروج الأسرار»، تستضيف الفنانين في حوارات لا مفرّ من الإجابة فيها، يقبض فيها الضيوف، وبينهم: رانيا يوسف، أصالة، أنغام، دينا، ماجد المصري، راغب علامة، وغيرهم، حفنة من الدولارات، والنتيجة كشف المستور في الشهر الفضيل.
• تقول القصة إن أحد الولاة كان يتجول ذات يوم في السوق القديمة مُتنكراً في زي تاجر، وأثناء تجواله وقع بصره على «دكان» قديم ليس فيه شيء يُغري بالشراء. وكان فيها رجل طاعن في السن، ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار. اقترب الوالي من الرجل المسن وسأله: ماذا عندك مما يُباع؟ فأجاب الرجل: عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق. وهنا ابتسم الوالي، معلقاً: هل أنت جاد فيما تقول؟ فأجاب الرجل: بضاعتي لا تُقدر بثمن، أما بضائع السوق فإن لها ثمناً مُحدداً لا تتعداه. دُهش الوالي وهو يرى هذه الثقة، ثم قال: لكني لا أرى في «دكانك» شيئاً للبيع! فقال الرجل: «أنا أبيع الحكمة وقد بعتُ منها الكثير.. ولم يَبقَ معي سوى لوحتين». فقال الوالي: وهل تكسب من هذه التجارة؟ فرد الرجل: «نعم.. أربح كثيراً، فلوحاتي غالية الثمن جداً». هنا تقدم الوالي إلى إحدى اللوحات ومسح عنها الغبار، فإذا مكتوب فيها «فكر قبل أن تعمل».. تأمّل الوالي العبارة، ثم سأل الرجل: بكم تبيع هذه اللوحة؟ فأجابه الرجل بهدوء: بـ(10 آلاف دينار)، ولا نقاش في الثمن. هنا اعتقد الوالي أن الرجل مختل في عقله، مع هذا حاول أن يفاوضه، والرجل يرفض. فقرر الوالي الانصراف، وبينما كان الوالي يتجول في السوق.. فكّر، لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباهُ المروءة، فتذكر تلك الحكمة «فكّر قبل أن تعمل».. فتراجع عمّا كان ينوي القيام به، وأخذ يفكر، وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة، ومن هنا وجد نفسه يُهرول بحثاً عن «دكان» العجوز في لهفة، ولـمّـا وصل إليه قال للرجل: «لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده»، هنا قال له العجوز: «بعتُك هذه اللوحة بشرط أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك، وأكثر الأماكن في البيت وحتى الأدوات التي تحتاج إليها عند الضرورة».. فوافق الوالي، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن عديدة داخل القصر وحتى على بعض ملابسه أدواته. وتوالت الأيام وتبعتها الشهور، فإذا بقائد الجيش يخطط لقتل الوالي كي يتسلم الولاية، واتفق مع حلاق الوالي الخاص على ذلك، ولـمّـا توجه الحلاق إلى قصر الوالي كان مكتوباً على البوابة «فكر قبل أن تعمل».. فازداد ارتباكاً ودَخَلهُ الخوف عندما وجد العبارة ذاتها في كل مكان وما إن التقى الوالي حتى سقط أرضاً لينقلب بذلك «السحر على الساحر». ومختصر الحكاية، عزيزي الفنان إذا كانت عبارة «فكر قبل أن تفعل» حَمَت الوالي وقتلت المجرم، فاستبدلها بعبارة «فكر قبل أن تتكلم» كي تحمي نفسك وتقتل الشيطان بداخلك.. وكل رمضان والجميع بخير.