يحتفل المسلمون حول العالم بحلول شهر رمضان المبارك، كل على طريقته، فلكل شعب عاداته وطقوسه، منها المتوارث ومنها الغريب! لكن معظمها مكلل بالاحتفالات، والصلاة، والالتقاء بالآخرين، سواء كانوا أحباء أو غرباء، وأهم ما يميز هذه العادات قواسم مشتركة، توحدها الرحمة والأخوة والفرح والتسامح.

الطواف بالمبخرة
في السعودية، اعتاد السعوديون، وقبيل صلاة العشاء والتراويح شرب الشاي الأحمر، على أن يتكفل أحد أفراد الأسرة بالطواف حول الحاضرين، حاملاً في يده مبخرة كتقليد موروث. أما بعد الصلاة فيجتمعون في بيت أحد أفراد العائلة، حتى موعد السحور، الذي في الغالب يتميز بوجود الخبز البلدي، السمن العربي، اللبن، الأرز والدجاج وغيرها من الأطباق الشعبية.

أطفال الفوانيس
من أبرز سمات الاحتفال بالشهر الكريم في فلسطين، خروج الأطفال إلى الشوارع، حاملين الفوانيس، ومرددين بعض الأغاني والأهازيج التراثية، كما يزور كبير العائلة أو من ينوب عنه أرحامه؛ ليقدم لهم الهدايا بعد الإفطار.


سيبانة رمضان
من طقوس رمضان في لبنان، ما يعرف بـ«سيبانة رمضان»، وهي عادة قديمة لا تزال مستمرة إلى اليوم، تخصص لنزهة على شاطئ مدينة بيروت، وتناول المأكولات والمشروبات والحلويات في اليوم الأخير من شهر شعبان، قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان، الذي يتميز بمسحراتي يجوب الشوارع في أوقات السحور، وهو يقرع على طبلة صغيرة، لإيقاظ الناس، قائلاً: «يا نايم وحّد الدايم، ويا ناس قوموا على سحوركم.. إجا رمضان يزوركم».


زينة
إن سرت في شوارع المدن المصرية، في أوقات المساء وحتى ساعات الصباح، ستلاحظ أن الزينة تحجب السماء والفوانيس المتلألئة قد ملأت شرفات المنازل. وأبرز طقوس الشهر الفضيل، «المسحراتي» وانتشار بائعي المشروبات الرمضانية المتوارثة (عرقسوس، تمر هندي، سوبيا)، كما تتحول الشوارع بعد الإفطار مباشرة إلى كرنفالات تحتفي بليالي الشهر الفضيل.


مهرجانات روحية
في تونس، يســــتقبل التونسيون رمضـــان بالأهازيج والمهرجانات الموسيقية الروحية، حيث تحيي فرق الموسيقى الصوفية سهرات ذكر في مساجد القرى والمدن، تقدم فيها أنماطاً موسيقية مختلفة.


الموسيقى الصوفية
تستقبل المغرب شهر رمضان، على أنغام الموسيقى الصوفية، التي تعد من ملامح الثقافة المغاربية. كما ينتشر الباعة المتجولون في الطرقات لبيع حساء الحريرة والشباكية (حلوى) والتمر والحليب والبغرير (تشبه البان كيك) والملوي (نوع من الخبز).


«شَعر رمضان»
في موريتانيا، يحرص الأهالي على قراءة القرآن الكريم كله في ليلة واحدة، ويعمد الرجال إلى حلق شعر رؤوسهم، قبل حلول الشهر بأيام حتى يتزامن نموه من جديد مع أيام الشهر المبارك ويسمى «شعر رمضان»، وتؤجل بعض الأسر زفاف أبنائها لأيام هذا الشهر تيمناً به وتفاؤلاً باستمرار العِشرة الزوجية للأسرة الجديدة.

خروف للإفطار
 في أوزبكستان، تحضر حفلات الإفطار الجماعي، ويلزم فيها ذبح خروف، على أن يقدم مع أرغفة خبز كبيرة الحجم تخبز في المنزل مع الزيت والحليب، بالإضافة إلى تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي الأسود.


زفاف الأطفال
في باكستان، يحتفلون بعرس جماعي للأطفال لا لتزويجهم، إنما احتفاء بصيامهم للمرة الأولى. ومن العادات الغريبة في هذا البلد، مسابقة «حرب البيض المسلوق» التي تستمر على مدار الشهر، وفيها يمسك أحد المتسابقين الشباب ببيضة مسلوقة، ويضرب بها الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، ليتأهل للمرحلة التالية.

إجازة للطلبة
في إندونيسيا، تقرع «البدوق» أو الطبول التقليدية إيذاناً بحلول الشهر الكريم، ويتأهّب الطلبة لإجازة الأسبوع الأول الإلزامية من الشهر، ويقضونها في الأنشطة الاجتماعية والدينية مثل الإفطارات الجماعية، والدروس الدينية وغيرها.