تطل الفنانة الأردنية صبا مبارك على جمهورها في شهر رمضان، ممثلةً ومنتجة منفذة، في مسلسل «عبور» من إنتاج شركة أبوظبي للإعلام. وقد اختير المخيم الإماراتي الأردني «مريجيب الفهود» شمال الأردن موقعاً للتصوير، لما يتوافر فيه من ظروف إنسانية مثالية للاجئين مقارنة بغيره من المخيمات، بحسب صبا، التي أشارت إلى أنه «أول مسلسل في المنطقة يصوّر كاملاً من داخل المخيم».

• تطلين من «عبور» على الجمهور الرمضاني هذا العام على قناة أبوظبي، هل جاء الأمر صدفة بعد فيلمك الأردني/‏‏‏ التركي: «مسافر: حلب - إسطنبول»، بأن يكون دورك يجسد مأساة جديدة للاجئين السوريين؟
بالتأكيد الأمر ليس بالصدفة، فأنا مهتمة منذ زمن بموضوع اللاجئين وقضية اللجوء، فكرة أن يفقد الإنسان وطنه مؤلمة بالنسبة إليّ، خاصة أن الدراما لا تلقي الضوء على تفاصيل حياتهم، وأي مستقبل مجهول ينتظرهم، كل هذه الأسباب مجتمعة تجعلني أهتم بتسليط الضوء على قدرتهم على ممارسة حياتهم.

• لماذا وقع الاختيار على مخيم مريجيب الفهود تحديداً؟
أولاً هو أول مسلسل في العالم يتم تصويره كاملاً داخل مخيّم للاجئين، ثانياً لقد اخترنا «مريجيب الفهود» المخيم الإماراتي الأردني الذي تديره الحكومة الأردنية مع الهلال الأحمر الإماراتي، لما يقدّمه من نموذج إيجابي مشرّف مقارنة بالمخيمات الأخرى، من ناحية الإمكانات الطبيّة وسهولة ممارسة العائلات الموجودة فيه لحياتهم اليومية بشكل متمكن.

• ماذا عن أجواء التصوير في المخيم، والأطفال اللاجئين الذين تلتقينهم كل يوم على مدار أيام التصوير؟
عدد كبير من الأطفال ولدوا في المخيّم، لا أعرف تماماً مدى إدراكهم لمشكلتهم، لكنهم كانوا يكبرون كل يوم في قلبي، وصرت أنظر إلى العالم على مدى شهرين متتاليين من التصوير من خلال عيونهم التي تملؤها الأسئلة والخوف والأمل.

أقرب الأعمال إلى القلب
• جسَّدت شخصية فتاة منتجة في مسلسل (زين)، باللهجة الأردنية وكان له صدى كبير حينما تم عرضه، ما أسرار نجاحه في رأيك؟ وكم مرة ذكرت أنه تتم دراسة عمل جزء ثانٍ له؟ وإلى أين وصل هذا المشروع؟
(زين) من أقرب الأعمال إلى قلبي، فهو يتحدث عن كواليس الإنتاج، وفيه تفاصيل كثيرة تشبه حياتي ومواقف عشتها، نجح المسلسل لاختلافه من ناحية الفكرة والمضمون، وما زلت بصدد إنتاج الجزء الثاني منه، حالياً أنهت الكاتبة ثريا حمدة كتابة 30 حلقة، وننتظر فقط بعض الموافقات على الإنتاج.

• تؤكدين دوماً أنك تهمك بالدرجة الأولى ثقافة الجمهور وأيضاً وجدانه، وأنّك مشروع فني، ولست فنانة، فماذا تقصدين بذلك؟
إنني لست ممثلة فحسب بل منتجة أيضاً، وقريباً مخرجة، أحرص على اختيار أدوار غير متشابهة، وبذل مجهود كبير في تقديمها بشكل مناسب وأسلوب مختلف، فتطور الأدوار التي تعرض على أي ممثل أمر طبيعي، ويرجع إلى عوامل عدة منها الخبرة وتطور تفكير الفنان نفسه؛ بسبب تراكم قراءاته واحتكاكه بمزيد من الثقافات أو القضايا، لذلك فأنا مشروع متكامل يسير نحو إيصال رسالة مؤثرة ومهمة للجمهور الذي يتابعني، تلامس قضاياه اليومية وهمومه، وتسلط الضوء عليها، وتطرح حلولاً لها.

•  كيف تسيرين في طريق أنت فيه ممثلة ومنتجة ومخرجة حتى تكوني متمكنة وعلى أرض صلبة؟
أسعى دائماً إلى تطوير أدائي وتثقيف نفسي، سواء على مستوى صناعة السينما أو المعارف الأخرى، ويلهمني الإبداع في عملي والإحساس بالشخصية التي أقدمها، والقراءة عن السينما العالمية.

«بنات عبدالرحمن»
• بعد نجاحات سينمائية كثيرة، نراك تعودين وتميلين إلى الدراما أكثر، ما السبب؟ وهل يعود ذلك إلى رداءة النصوص السينمائية مثلاً، أم أن الدراما تصل إلى عدد أكبر من الجمهور العربي؟
لا أنظر إلى العمل كونه سينمائياً أو دراما، فأنا أختار ما يعجبني أياً كان، وعلى الرغم من تحسن صناعة السينما في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، لكنها لا تحتمل التنازل في قبول أي دور، خاصة مع حصول الكثير من الأفلام العربية على جوائز عالمية مهمة، مثل (كفر ناحوم) لنادين لبكي، و(يوم الدين)، و(قضية 23)  لزياد الدويري، و(ذيب) لناجي أبو نوّار، وغيرها. وحالياً أنا بصدد تمثيل وإنتاج فيلم «بنات عبد الرحمن» للمخرج زيد أبو حمدان بعد نهاية شهر رمضان، ليكون جاهزاً للعرض بداية العام المقبل.

• هل تتابعين أعمال زملائك في دراما رمضان؟
على الرغم من ظروف التصوير وضيق الوقت، لكنني بالتأكيد أحبّ متابعة زملائي في الدراما الرمضانية، ويعجبني عدد كبير منهم وأنتظر أعمالهم.

• تختارين ظهورك في القنوات الفضائية بحرص، فعلى أي أساس يكون اختيارك عندما يكون لديك عمل جديد؟ شهرة البرنامج وعدد متابعيه، أم قدرة المذيع على المحاورة وثقافته؟ ومتى تعتذرين عن لقاء صحافي؟
أختار ظهوري وأدرسه، لأنني ضد ظهور الفنان بسبب وبلا سبب، وعندما يكون لديّ عمل أو مشروع أو رسالة إنسانية أريد أن يعرف جمهوري عنها، فأطلّ عليهم من خلال البرامج أو المجلات والصحف التي تحترم مهنتها، وماعدا ذلك أعتذر عن أي ظهور.

آية وعمّار
تقول الفنانة صبا مبارك، إن شقيقتها آية وابنها عمّار هما كل من تبقى لها بعد وفاة والدها ووالدتها، وتوضح: «هما جذوري التي تجعلني ثابتة. أعود للبيت دوماً لسبب، وليست الأمومة تفصيلاً بسيطاً، خاصة في حياة الفنانة، لقد أصبحت أنظر إلى كل ما أفعل بدقة متناهية ليكون عمّار فخوراً بي. وقد أجهدني كثيراً، في البداية، السعي إلى أن أوازن بين واجباتي تجاه ابني والتزاماتي المهنية، ولكن مع مرور الوقت أصبح الأمر أسهل».

صبا والـ«سوشيال ميديا»
عن ظهور الفنانة صبا على شبكات التواصل الاجتماعي وتواصلها مع المعجبين، تقول «هناك إدارة لتنظيم الحسابات الخاصة بي ونشر الأخبار وتغطية أعمالي الفنية والاجتماعية، لكن في كثير من الأحيان أتواصل بشكل شخصي مع المعجبين على صفحاتي، وأرد عليهم وأتفاعل معهم وأقرأ تعليقاتهم»، مضيفة: «أظهر من خلالها كما أنا، فأضع صوري الطبيعية، من فترة إلى أخرى بسجيتي وعفويتي التي أعيشها، على انستجرام، الأمر الذي خلق علاقة حقيقية مع كل من يتابعني، وهو أمر يؤثر فيَّ كثيراً».