وصفت مكتبة «قصر مافرا الوطني» في البرتغال بأنها أكبر مكتبة في العالم، تم بناؤها على أساس فنون عصر «الباروك» و«الروكوكو» الفن الذي يحتفي باللوحات الفنية والمجسمات الضخمة والحوائط  المزركشة، ولا تكتفي هذه المكتبة بطراز معمارها العريق والفريد، وإنما تحوي أيضاً كنوزاً من الكتب والمجلدات لا تقدر بثمن.

تقع المكتبة ضمن صرح عملاق يضم ديراً وكنيسة، ويعرف بـ«قصر مافرا» على بعد 28 كيلومتراً من مدينة لشبونة في البرتغال، وهو أكثر من مجرد قصر كلاسيكي إذ يعد أضخم وأبذخ المباني التي شيدت في أوروبا في القرن الـ18، وقد تم تصنيف القصر على أنه نصب تذكاري وطني في عام 1910، وكان أيضاً مرشحاً ليكون عجيبة من عجائب البرتغال السبع.

نذر
تعود قصة بناء القصر والمكتبة، إلى أن ملك البرتغال «جون الخامس» قد نذر، إن أنجبت له زوجته، الملكة «آن»، ذرية فإنه سيبني كاتدرائية عظيمة، عندما ولدت الأميرة «باربرا براغانسا»، والتي أصبحت ملكة إسبانيا لاحقاً، شرع في بناء ما وعد به. واستمرت أعمال البناء والتشييد في هذه المكتبة من سنة 1717 وحتى 1771، وتعد من أهم المكتبات في تلك الحقبة. صممها المهندس الألماني «جواو فريدريكو».

روعة التصميم
تعد المكتبة تحفة «باروكية» وأبرز معالم القصر لروعة أبنيتها وتصاميمها، وبمجرد النظر إلى الأرضية الجميلة، سوف يستقبلك الرخام الملون ببذخ، وأرفف الكتب الخشبية التي لا نهاية لها، إذ يبلغ طول الأرضية 90 متراً وعرضها 9.5 متر وارتفاعها 13 متراً،  وتحتوي خزائن الكتب الخشبية المصممة على طراز «روكوكو» على مجموعة ثمينة ونادرة منها.

أغلفه ذهبية
تضم المكتبة  أكثر من 40 ألف كتاب في أغلفة جلدية مزخرفة بالذهب، يعود أصلها إلى القرنين الـ14 والـ19. من بين المجلدات الأكثر شهرة المحفوظة داخل المكتبة (نورنبيرغ كرونيكل عام 1493- 1595)، وتُخزن في المكتبة كذلك نسخة من ثلاث لغات من «الكتاب المقدس» من عام 1514، في حين تُعتبر النسخة الأولى من «اللوسياد» للشاعر والكاتب البرتغالي لويس دي كامويس (1572) الموجودة على رفوفها بمثابة ثروة وطنية، وتحظى بتقدير كبير. وتوجد في المكتبة مجموعة قيِّمة من الكتب الممنوعة التي نجت من الحرق والمصادرة، خلال فترة محاكم التفتيش. وظلت مفتوحة للباحثين أو المؤرخين منذ فترات طويلة .

حراسة
ليس من المستغرب في مكتبة قصر مافرا أن يُسمح للجمهور بتصفح أي من الكتب القيمة، ولكن ما يثير التعجب حقاً هو إدراك زائرها أنها موطن ومستعمرة للخفافيش، حيث يستغلها القائمون على المكتبة في دوريات ليلية للقضاء على الحشرات والآفات التي تضر بالكتب والمحافظة عليها  بطرق طبيعية.