قبل عام تقريباً، لفتت شابتان من لبنان الأنظار إليهما خلال «أسبوع باريس للموضة»، في واجهة تزينت بمجوهرات، استوقفت الحضور، والآن تعقدان اتفاقات مع شركات عالمية للمجوهرات.
ديما وتانيا نوبر، تمشيان عكس تيار عمريهما، لتحافظا على مهنة ورثتاها أباً عن جد، فاقتلعتا الغربة التي عاشتاها لسنوات طوال بمجوهرات صيغت يدوياً، لتجعلا من إبداعهما صلة وصل للأرض والهوية، بحسب ما عبرت ديما نوبر.

* ديما تقودين أنت وشقيقتك تانيا مهنة عائلتك الشهيرة بصياغة المجوهرات، فكيف انتقل الأمر إليكما؟
بدأت عائلة نوبر في صناعة المجوهرات منذ عام 1891، وكانت انطلاقتها في بيروت، وبعد الحرب الأهلية في لبنان، انتقل والدي إلى لندن وفتح «أتيليه» وورشة لصناعة المجوهرات، وفي عام 1996 عاد أبي إلى لبنان ليستمر في ورشته ومتجره حتى 2005، لننتقل مرة أخرى إلى لندن. أما في عام 2011 فكانت شرارة الانطلاقة باستقلاليتنا، حيث قررنا الانتقال مرة أخرى إلى لبنان، ولكن هذه المرة نحمل فكرتنا الخاصة، وهي أن تكون الورشة مكشوفة للناس خلف الواجهة الزجاجية، ليرى الزبون كيف تصاغ قطعته أمام عينه، مع حرية أن يضع لمسته عليها والشكل الذي يريده، وحتى أن يختار قطعاً من مجموعاتنا ويختار التعديل الذي يناسبه.
* وكيف تعلمتما المهنة؟
والدي هو المعلم الأول لنا، فمنذ طفولتنا كنا نشاهد كيف يصاغ الذهب أمامنا، وسافرنا كثيراً إلى معارض مجوهرات، لتكون طفولتنا عبارة عن صور متلاحقة تبوح بسحر المعادن النفيسة وألق الأحجار الكريمة، كما يعود الفضل لوالدي الذي ساندنا في بداية مشروعنا.

إبداع
* عشتما في الغربة أغلب سنوات حياتكما، هل أثر كل هذا في إبداعكما؟
التأكيد الحرب أبعدتنا عن بلدنا في أجمل مرحلة من حياة الإنسان، ولكن هذا انعكس إيجابيا، فتمسكنا بأصولنا أكثر، وأصبحت قطع المجوهرات هي صلة الوصل التي نعبر فيها عن حنينا لهويتنا، وحولنا الغربة إلى تصاميم مجوهرات تحلق عالمياً.
* وماذا عن إلهامكما وأسلوبكما الخاص؟
ملهمتنا الأولى هي المرأة، سواء كانت الأم أم الجدة أم الحبيبة، كما أننا نستلهم من أسفارنا كثيراً، فهناك مثلاً قطع استلهمناها من رحلاتنا إلى أفريقيا والمكسيك، والإمارات . أما الأسلوب فقاعدتنا الأساسية هي أن تكون القطع مناسبة لجميع الأوقات والمناسبات، فإذا أردنا أن نصمم قلادة مثلاً، يهمنا أن تكون مناسبة للإطلالات اليومية وفي الوقت نفسه يمكن التألق بها في السهرات.

طباعة ثلاثية
* هل تؤثر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في اتجاهكما القائم في صناعة المجوهرات يدوياً؟
بالطبع، فجيل الشباب يبتعد تدريجياً عن هذه المهنة، والقليل منهم يتقنونها بشكل جيد، حيث نرى أن الذي يمارس هذه المهنة هم في العادة من كبار السن، ولكن الناس وعشاق المجوهرات ما زالوا يدركون قيمة هذه الصنعة وأهمية المجوهرات المشغولة يدوياً، لأن فيها روح الصائغ وإلهامه.
* شاركتما العام الفائت في «أسبوع باريس للموضة» كيف تقيمين هذه التجربة؟
أردنا أن نضع بصمتينا ونثبت أقدامنا أولاً في البلاد العربية، ثم ننتقل إلى العالمية، وفي باريس عرضنا تصاميم مجموعة Amulets of Light و Cosmic Love التي لاقت إعجاباً من قبل عشاق المجوهرات والمصممين، والجميع من دون مبالغة حثونا على مواصلة هذا العمل، والعرض فتح لنا آفاقاً وتعاقدات مع شركات وجهات عالمية مثل  Elodie K وJust One Eye.
* ما أحدث الصيحات في عالم المجوهرات؟
السلاسل الطبقات، ومجوهرات بالأحجار الملونة، القرط الواحد، الأقراط المتعددة، الخواتم الضخمة.
* ماذا عن طموحيكما؟
نحلم بأن تظل هذه المهنة مستمرة، وبأن يتعلم الشبان والشابات سرها، ويجربوا متعتها، وأن يزيد عدد الحرفيين في مشغلنا، حيث يوجد في المشغل حوالي 35 حرفياً من جميع الأجيال، فالكبار يعلمون جيل الشباب وهكذا، كما أننا نمنح الفرص للشباب الذين يرغبون في تعلم المهنة والعمل بها.