في الـ14 من مايو الجاري، ينطلق المهرجان السينمائي الأول في دورته الـ72 والذي كان قد بدأ من عام 1946 في مدينة كان الفرنسية، حيث سنشهد هذه السنة عودة الكثير من المخرجين المتميزين والمنتظرين من أنحاء العالم عبر مشاركتهم في المسابقة الرسمية، وإن كان أغلبهم ممن دأب على المشاركة المستمرة في هذا المهرجان العتيق وحقق السعفة الذهبية مسبقاً لأكثر من مرة، مثل البلجيكيين الإخوة داردن جين بيير ولوك، الذين سبق لهم الفوز بالسعفة الذهبية عام 1999 عبر فيلم Rosetta، ثم عام 2005 عبر فيلم L›enfant، إضافة لفوزهم بجوائز أخرى عبر سنوات، مثل أفضل نص أو جائزة لجنة التحكيم الكبرى، بينما سيشاركان هذا العام بفيلم Young Ahmed، حول مراهق بلجيكي من أصل عربي يخطط لقتل معلمه بعدما تبنى أفكاراً متطرفة بفعل تفسيره الخاطئ للقرآن.

عودة ألمودفار
أيضاً لدينا هذا العام مخرج آخر كان قد ربح سعفتين ذهبيتين، هو البريطاني كين لوش الذي فاز مسبقاً عام 2006 عبر فيلم The Wind that Shakes the Barley، ثم شارك بعد 10 سنوات 2016 عبر فيلم I, Daniel Blake، حيث سيشارك هذا العام بفيلم Sorry We Missed You، وهو دراما حول سائق توصيل وعائلته يكافحون وسط ظروف اقتصادية سيئة والأزمة المالية عام 2008 من أجل حياة أفضل في إنجلترا. كما يشهد المهرجان عودة المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودفار والذي شارك أكثر من مرة، لكنه لم يحصل سوى على جائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو، بينما يعقد آماله في الحصول على السعفة من خلال فيلمه الجديد Pain & Glory بعد توقف ثلاث سنوات، حيث يقدم في هذا الفيلم ما يشبه السيرة الذاتية عن حياته هو كإنسان ومخرج.

المسابقة الرسمية
كما تشهد المسابقة الرسمية هذا العام مشاركة ابن «مهرجان كان» إكزافيه دولان الذي بدأ المشاركة منذ عام 2009 وهو في سن الـ20 فقط محققاً نجاحاً لافتاً عبر فيلمه I Killed My Mother قبل أن يتمكن لاحقاً من الحصول على جائزة لجنة التحكيم مناصفة مع المخرج الكبير غودار عبر فيلم Mommy عام 2014 ثم جائزة لجنة التحكيم الكبرى عام 2016 بفيلم It's Only the End of the World وها هو هذا العام يطمح إلى السعفة الذهبية بفيلمه الجديد Matthias & Maxime.
كما تشهد هذه الدورة عودة المخرج الفلسطيني الرائع إيليا سليمان الذي لفت الأنظار إليه في دورة عام 2002 حينما حقق جائزة لجنة التحكيم بفيلمه الشهير «يد إلهية». وبعد انقطاع لـ10 سنوات يعود إيليا للإخراج عبر دورة هذا العام بفيلم الدراما الكوميدية It Must Be Heaven وحول فلسطين كما هي عادته من خلال سفره لأكثر من مكان، حيث يجد التشابه الكبير بين الناس وغير المتوقع بشكل كوميدي.

جيم جارموش
ومن كوريا الجنوبية يشارك وللمرة الخامسة في «مهرجان كان» المخرج بونق جون هوو، الذي على الرغم من عدم تحقيقه أي جائزة إلا أنه اكتسب شهرة جيدة من خلال أفلامه، مثل تحفة الغموض والتشويق والجريمة عام 2003 Memories of Murder، حيث يشاركه هذا العام بفيلمه الجديد Parasite حول مجموعة من العاطلين تعمل في تنسيق حدائق الأثرياء والعناية بها إلى أن يتورط في حدث غير متوقع.
ومن أميركا سنشاهد المخرج المتميز جيم جارموش، وأبرز المشاركين، حيث سبقت له المشاركة بـ10أفلام خلال 25 عاماً، منذ عام 1984 مع فيلمه الثاني Stranger Than Paradise لكنه لم يحصل خلال هذه المشاركات على السعفة الذهبية، على الرغم من حصوله على جوائز أخرى مهمة مثل جائزة لجنة التحكيم الكبرى والكاميرا الذهبية. ولا يبدو مرشحاً قوياً هذه الدورة أيضاً بفيلمه الجديد الكوميدي الساخر والفانتازي المرعب The Dead Don't Die حول مدينة هادئة عليها أن تواجه حشد الزومبي الأموات الذين خرجوا من قبورهم. كما يعود المخرج الشهير تيرينس ماليك للمشاركة الثالثة في «مهرجان كان» بعد أن فاز بمشاركته الأولى عام 1978 كأفضل مخرج عبر فيلم Days of Heaven، ثم فاز بالسعفة الذهبية عام 2011 في مشاركته الثانية عبر فيلم The Tree of Life، وها هو الآن يشارك للمرة الثالثة بفيلمه الجديد A Hidden Life حول مزارع نمساوي يرفض القتال من أجل النازية في الحرب العالمية الثانية.

حضور متنوع
كما تشهد هذه الدورة مشاركة الإيطالي مركو بيلوشيو وللمرة التاسعة عبر فيلمه الجديد The Traitor عن الحياة الحقيقية لتوماسو بوسشتا أول مخبر عن المافيا في صقلية 1980، والصيني دياو يي نان الفائز بالدب الذهبي في برلين 2014 عن فيلمه Black Coal, Thin Ice، حيث يشارك في كان للمرة الثانية فقط بفيلم دراما جريمة أيضاً The Wild Goose Lake،
كما سنرى المخرج الروماني الرائع كورنيليو برومبيو، حيث سبق له المشاركة أربع مرات فاز منها بالكاميرا الذهبية ثم الفيبرسي عبر أبرز أفلامه كان عام 2009 Police, Adjective، بينما يشارك هذا العام بفيلمه الأخير The Whistlers الكوميدي. والبرازيلي كليبر ميندونكا فيلهو الذي شارك للمرة الأولى عام 2016 بفيلمه الرائع Aquarius وها هو الآن يشارك بفيلم دراما غموض وخيال علمي باسم Bacurau، إضافة إلى الفرنسية سيلين سيسياما التي شاركت مرتين مسبقاً  وتشارك الآن للمرة الثالثة عبر رابع أفلامها Portrait of a Lady on Fire.