كان معرض أبوظبي الأول للكتاب في عام 1981، وها نحن شهدنا معرض 2019 بعد مرور 38 سنة، وبينهما ما بينهما من مؤلفات وندوات ومحاضرات ومؤلفين وناشرين، وحوادث مرت على الأمة العربية، وحروب وأفراح، وقادة رحلوا، ورايات جديدة استلمت القيادة في دولها.
بين المعرضين تاريخ طويل، وأحداث يذكرها كل من عاصروا المعارض الأولى، كانت الفرحة كبيرة على الرغم من قلة دور النشر المشاركة، وعلى الرغم من قلة الضيوف والجوائز، وبساطة العرض والمعروض.
بدأ المعرض الأول في المجمع الثقافي وبعد سنتين انتقل إلى أرض المعارض، وحين قل الحضور في تلك السنة أعيد إلى المجمع في السنة اللاحقة، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن أرض المعارض كانت تعتبر مكاناً بعيداً في أبوظبي، إلى أن استقر في أرض المعارض بثوبها الجديد الذي نشهده الآن، في «مركز أبوظبي للمعارض».
بين المعرضين تغير اسم «المجمع الثقافي»، ليكون أكبر وأشمل حيث أصبحت «هيئة السياحة والثقافة»، وازداد عدد الناشرين بين المعرضين، وازداد بالطبع عدد الحضور، وأصبحت هناك جائزتان مرتبطتان بالمعرض، «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، و«جائزة البوكر للرواية»، مما أسهم بعدد المهتمين بالمعرض.
في المعرض الأول وما تلاه كانت إصدارات كتاب الإمارات، لا تتجاوز أصابع اليد، بينما في المعارض الأخيرة هناك العشرات من مؤلفات الشباب من الجنسين، حتى أضعنا العد، كنا نقرأ إصدارات الزملاء لأنها محدودة، ولأننا كنا نفرح بكل إصدار من أبناء الدولة، وأصبحنا لا نعرف الكتاب من الجنسين من كثرتهم.
من المعارض الأولى ما زلت أحتفظ ببعض الكتب، ولشغفي بالشعر تحديداً، فلم أقتنِ إلا دواوين شعرية، وفي مرحلة لاحقة بدأت باقتناء الروايات، وفي فترة الكتب التي تثير الكثير من الاختلاف في الرأي حولها، وفي فترة كان فيها الشيخ عبد الله بن زايد وزيراً للثقافة، قرر رفع الحظر عن الكتاب، وقال قولته الشهيرة: «الرقابة ذاتية فلا كتاب ممنوعاً في المعرض»، وكانت نقلة نوعية للكتب التي دخلت المعرض في تلك السنة.
بين معرضين للكتاب، آلاف الصور ترد على الخاطر، وآلاف المبدعين يقتحمون ذاكرتي هذه اللحظة، وآلاف العناوين التي مرت، وهناك كتب تباع منذ المعرض الأول وما زالت، تغير الأمزجة بين المعرضين، دخلت كتب الطبخ في فترة ما، ودخلت كتب المستنيرين في فترة أخرى، وأصبحت الرواية عماد بعض المعارض، وتطورت كتب الأطفال إلى الدرجة المثيرة، والكتب الأجنبية دخلت بقوة، حتى صار الكثير من الأجانب من رواد «معرض أبوظبي للكتاب».

شـعر

ودخلتُ مصرَ رأيتُ

قلتُ اختلفنا واعتذرتُ

خلفَ البابِ أغنيةً

ولم يكن صوتي

وما غنيتُ يا وطني

كما حملَ الغريبُ من البكاءْ

ولم يفق الغناءْ

هل دارتِ الأحزانُ دورتَها

للنهرِ حالتهُ ولي شأنُ انتظارِ العابرينَ

وأكملت الوصيةَ

مع المساءْ

أن أكون كما تشاءْ