تعمل الرئيس التنفيذي للابتكار في «وكالة الإمارات للفضاء» شيخة المسكري على نشر الوعي في مجال الفضاء داخل الدولة وخارجها من خلال عملها في الوكالة، مؤمنة بقوة الإبداع وأهمية الابتكار في شتى المجالات، وهي جزء من فريق تأسيس الوكالة منذ 2014، ولها نحو 70 ألف متابع على مواقع «التواصل الاجتماعي»، ومنحتها منصة «تويتر» لقب رابع أكثر شخصية مؤثرة في التطبيق.

• ما أهم مشاريع الفضاء التي أطلقتها دولة الإمارات؟
يمكن اعتبار «البرنامج الوطني للفضاء» من أهم مشاريع الفضاء التي تُنفّذها الدولة، وهو خطة استراتيجية متكاملة الأبعاد لوضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في مجال الفضاء، وهي تشمل مجموعة من المشاريع، مثل مشروع المريخ الذي بدأ عام 2017، لمدة 100 عام لاستيطان المريخ، وتشمل هذه الخطة مشروع «إطلاق مسبار الأمل»، بهدف استكشاف كوكب المريخ الذي يمثل الوجهة المقبلة لدول العالم، وتُعد الإمارات واحدة من تسع دول فقط، وضعت برامج خاصة باكتشاف المريخ. وهناك أيضاً مشروع «مدينة المريخ العلمية»، وهي مدينة علمية كاملة تحتوي على متحف خاص بالفضاء ومجموعة مختبرات وأماكن تحاكي بيئة المريخ، إضافة إلى الكثير من المشاريع العلمية، مثل «خليفة سات» الذي تم إطلاقه مؤخراً، إضافة إلى «برنامج رواد الفضاء»، وهناك مشروع رحلات تجارية للفضاء، وقريباً يستطيع من يرغب في أن يذهب بنزهة إلى الفضاء، تحقيق حلمه بشراء تذكرة والاستمتاع برحلة عبر الفضاء لمدة 20 دقيقة، من دون أي شرط أو قيد.

رواد الفضاء
• إلى أي درجة يهتم برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» بتطوير منتسبيه؟
اختارت دولة الإمارات رائدَي فضاء إماراتيين هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي، بالتعاون مع (وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»)، من بين 4000 إماراتي وإماراتية تقدموا للاختبارات، ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى الفضاء الخارجي لتنفيذ مهام علمية، وتم اختيار 90 شخصاً مناسباً، وتقلص العدد إلى تسعة أشخاص، ثم وقع الاختيار على شخصين، هما سلطان النيادي وهزاع المنصوري، ومن أجمل المفارقات التي شاهدناها في المتقدمين، تقدُّم مجموعة من أفراد عائلة واحدة الأب والابن والجد، يرغبون في أن يكونوا من «رواد الفضاء».

• كيف تُقيمين إقبال المرأة على العمل في مجال الفضاء؟
المرأة موجودة بقوة في مجال الفضاء في دولة الإمارات، لا سيما أن المرأة العاملة في «وكالة الإمارات للفضاء»، تمثل 46% من إجمالي العاملين في الوكالة، وبلغت نسبة العنصر النسائي من إجمالي المتقدمين لبرنامج «رواد الفضاء» 34%.

مسبار الأمل
• ما الهدف من مشروع «مسبار الأمل»؟
هو مشروع إماراتي عربي استكشافي، يهدف إلى اكتشاف «كوكب المريخ»، الذي سوف يمثل الوجهة المقبلة لدول العالم كافة. والهدف من ذلك إيمان العلماء، بعد العديد من الدراسات الاستكشافية التي تمّت، بأن «كوكب المريخ» أقرب الكواكب تشابهاً مع «كوكب الأرض» من حيث البيئة والتضاريس، إلا أنه تعرّض لظاهرة تصحُّر أدت إلى جفافه، لذلك كان من الضروري دراسة المريخ كحالة استثنائية حتى نتفادى ما آل إليه الوضع الآن في «كوكب الأرض»، وسوف يدرس «مسبار الأمل» الغلاف الجوي ومدى تفاعل الغازات معه.

• ولماذا سُمّي بهذا الاسم؟
لأنه بارقة أمل لجميع الدول العربية في استرجاع أمجاد العرب وتفوقهم مرة أخرى، من خلال تسليط الضوء على الاكتشافات العلمية، وهذه الإضافة تعمل على الحفاظ على «كوكب الأرض» وحمايته.

• ماذا عن المبادرات التعليمية التي تطلقها «وكالة الإمارات للفضاء»؟
توفر الوكالة الكثير من المبادرات التعليمية من خلال البعثات التعليمية والمنح الدراسية، فضلاً عن البرامج التعليمية والتوعوية حول الفوائد الحقيقية، التي يمكن لبرامج الفضاء تحقيقها، بدءاً من دعم ومراقبة عمليات الإغاثة في حالات الكوارث وصولاً إلى إدارة المياه. أيضاً تنظم الوكالة المخيمات الدراسية خلال فترة الإجازة لطلبة المدارس، والجامعات والكثير من المسابقات والرحلات خارج الدولة.

استثمار
• ماذا أضاف الفضاء إلى البشرية عموماً؟ وإلى دولة الإمارات على وجه الخصوص؟
كل درهم يتم استثماره في مجال الفضاء يعود علينا بالربح أربعة أضعاف، لا سيما أننا في دولة الإمارات نواجه الكثير من التحديات، مثل شُحّ الماء والغذاء وتوفير الطاقة، فبيئة دولة الإمارات متشابهة كثيراً مع بيئة المريخ، وكل الدراسات التي تجريها الدولة للانتقال إلى المريخ تصب في نهاية المطاف لخدمة الدولة. أما بالنسبة إلى البشرية بشكل عام، فيوجد الكثير من الابتكارات التي نستخدمها على الأرض حالياً هي في الأصل ابتكارات فضائية، كالنظّارات المقاومة للخدش التي تم اختراعها في الفضاء، أيضاً كاميرات الهواتف النقالة التي هي في الأصل اختراع فضائي، لا سيما أن رواد الفضاء بحاجة إلى تصوير الأرض من الفضاء، وكان قديماً حجم الكاميرا كبيراً، فتم تقليصه إلى أن أصبحت مثل التي نستخدمها اليوم في الهواتف النقالة، إضافة إلى حليب البودرة، حيث إن الوزن يمثل مشكلة كبيرة في الفضاء، لذلك تم اختراع حليب البودرة تجنباً لزيادة الوزن، أيضاً تم اختراع البطانية الحرارية والكمبيوتر المحمول والسماعات اللاسلكية، فضلاً عن العوازل التي تُستخدم حالياً في بناء المنازل، وهي في الأصل كانت توضع في بطانة المركبة الفضائية لتعزل الحرارة والرطوبة عن «رواد الفضاء».

المريخ 2021
من المخطط أن يصل «مسبار الأمل» إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامُناً مع ذكرى مرور 50 عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي، يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم، إذ تشرف (وكالة الإمارات للفضاء) على المشروع وتُموّله بالكامل، في حين يطوّر (مركز محمد بن راشد للفضاء) المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.

اختيار هزاع وسلطان
حول اختيار رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، تقول شيخة المسكري: «عندما تحدثت مع هزاع وسلطان لأول مرة شعرت بالحماسة والسعادة في عيونهما، ولمست فيهما مشاعر الفخر، وعلى الرغم من الاختلاف المتباين في شخصية سلطان، التي تتسم بالهدوء، وهزاع، الذي يُظهر الحماسة والكثير من التساؤلات طوال الوقت، إلا أن كلاً منهما لديه شخصية يُكمل بها الآخر».

إقرأ المزيد:

برنامج رواد الفضاء يجذب 4022 إماراتياً