كم هو مختلف ومدهش أن نشاهد فستاناً يستوحي تصميمه من روايات ذائعة الصيت والانتشار لكاتبات عربيات وعالميات، علينا أن نتذكر أجواء السرد والتاريخ والشخصيات، ونتوقع تشكيلات في الخطوط والألوان، وكيف سيكون الثوب المشتقّ من عالم الكاتبة الصينية يونغ تشانغ، وروايتها الفذة «بجعات برية»؟ هل تأتي البجعة إلى القماش، مثلما غادرت الماء، وشكّلت عالماً روائياً من تاريخ وبشر وأمكنة؟
زهرة الخليج كانت لها الفرصة أن تكون داعماً إعلامياً حصرياً لعرض أزياء «حياكة الرواية» وهي فكرة مغايرة عن عروض الأزياء المعتادة، ابتكرتها أسماء صديق المطوع، المعروفة بنشاطها ومثابرتها في العمل الثقافي، من خلال ملتقاها الأدبي الشهير. شاركت به زهرة الخليج في إطار مشروعها المعرفي والترفيهي. ولمزيد من تحفيز النساء إلى القراءة، ومنح الأزياء لغة تعبيرية جديدة.

وهو العرض الذي حظي باهتمام زائري معرض الكتاب في أبوظبي في يومه الأخير، إذ أضفى على المشهد الجمالي بعداً فنياً، يتصل بالخيال الروائي، وبعوامل السرد في أعمال 23 كاتبة شهيرة.
فلا أجمل من أن نشاهد ثوباً بملامح صوفية، تم استيحاء تصميمه من «قواعد العشق الأربعون» لإليف شفق، ومن المثير للفضول أن نرى الحلول التصميمية لألوان الأزياء وتطريزها في العصر الفرعوني، محاكاةً مع رواية «كليوباترا حياة» للكاتبة الأميركية ستايسي شيف.
«حياكة الرواية» تطل على الماضي، بما يتخيله الحاضر، تذهب إلى ثقافات بعيدة، وتقترب من أرواح النساء فيها، وتحث فضول النساء والرجال على قراءة أعمال تغوص عميقاً في واقعها وبيئاتها المحلية، وأحداثها السياسية، وتحولاتها الثقافية والاجتماعية.

ضوء

الأزياء ليست مجرد ثياب يرتديها البشر. إنها تعبيرهم عن كيف يعيشون ويفكرون ويحبون، إنها ميراث الذاكرة، وحنينها إلى الصورة، وهي هذه المرة صورة من قماش، ولون، ولمسة فنية.

إقرأ المزيد :

علي الشرقاوي.. «شديت بك راسي»