للكاتب والصحافي عبد الله المغلوث، تاريخ في صحف ومجلات عربية عدة، وهو حائز على درجة الدكتوراه في الإعلام الرقمي من «جامعة سالفورد» في بريطانيا، وعلى الماجستير في تقنية المعلومات والإدارة من «جامعة كولورادو» في أميركا، والبكالوريوس في التسويق والإعلام من «جامعة ويبر ستيت»، في ولاية يوتاه الأميركية، كما نال (جائزة الأمير بندر بن سلطان للتفوق العلمي). يكتب حالياً مقالاً أسبوعياً في جريدة «الوطن» السعودية، يتحدث فيه عن مواضيع اجتماعية وثقافية.

بين التقليدي والرقمي
• هل لا تزال تمارس العمل الصحافي؟
نعم، فعلى الرغم من ارتباطي بالعمل الحكومي، إلا أنني أحاول أن أجد نافذة أعبّر من خلالها عن حياتي، وهو ما يتيحه لي المقال الأسبوعي الذي أكتبه في جريدة «الوطن» السعودية، كما أحرص على أن أصدر كتاباً كل عامين أو ثلاثة أعوم.

• هل تعتبر أن زمن الصحافة المكتوبة إلى اندثار في زمن «الديجيتال»؟
الصحف اليومية تواجه تحديات كبيرة، خاصة في العالم العربي. ونلاحظ أن صغارنا لا يتابعون «الصحافة الورقية»، لذا يتحتم علينا أن نستدرك التوجه ونستثمر فيه.

• وكأنك تميل إلى «الإعلام الرقمي»؟
صحيح، لأن الممارس في مجال الإعلام إذا لم يفهم الوسائل الجديدة فلن يصل إلى جمهور جديد، تماماً مثل الطبيب الممارس الذي عليه أن يتجدد كي لا يتجاوزه الزمن.. فالشخص المتميز في المهنتين يجب أن يحسن استخدام الأدوات الحديثة في مجاله، وإلا سيتجاوزه الزمن ويخسر.

الواقعية

• في رأيك، أي نوع من الكتابة الأقرب إلى القارئ؟
الكتابة التلقائية التي تسرد القصص والتجارب الواقعية بشكل سلس، هي الأقرب إلى القارئ. إنما تكمن مشكلتنا الحقيقية في التعالي على المتلقي.. فننسى أنه ذكي جداً، وأنه إذا رأى كتابة لا تشبهه يبتعد عنها.

• ماذا تقول في كتبك؟
أكتب القصص الواقعية، وأركز على التنمية البشرية والنهوض بالإنسان، بحيث يرى كل فرد من المجتمع نفسه في ما يقرأ.

في فلك السعادة
• هناك من يتهمك «بالتنظير على الناس»؟
الكتابة التنظيرية حق مشروع لأي كاتب، لكنني ببساطة أسرد قصة صغيرة بأسلوب ذكي وسلس، وشعاري: «اكتب بقلبك لا بأصابعك»، لإيماني بأن الكتابة بالقلب تنساب إلى الصدور، بينما الكتابة بالأصابع تذوب بين السطور. وأبحث دوماً عن الأمور التي ترسخ وتُعلم وأركز عليها، سواء اعتبرت تنظيراً أم غير ذلك.

• تدور في فلك السعادة والتفاؤل والأمل، فما الحكاية؟
أدور كثيراً في فلك السعادة والتفاؤل، إلا أنني لست مختلفاً عن الآخرين بل مثلهم، أعاني ولديّ أزماتي في الحياة. لقد كرّست أسلوب نقل خبراتي وتحدياتي الشخصية، سواء في العمل أم البيت أم الأصدقاء، بصدق ومن دون أي «رتوش» أو تجميل، إنما بكثير من التفاؤل والأمل وعلى مبدأ «ما ينجح معي ينجح مع غيري»، ومع الوقت أدركت أن مشكلتي هي مشكلة كثيرين غيري، وبالفعل الحل الذي نفع معي ينفع معهم أيضاً.

• ما النصائح الذهبية لندور مثلك في فلك السعادة؟
من المهم أن نهتم بالذكاء العاطفي، للأسف هو لا يُدرَّس أكاديمياً على غرار مادتي «الرياضيات» و«الأدب» وغيرهما من العلوم، على الرغم من أنه ركيزة أساسية في تعاملات الفرد الحياتية اليومية، ومن شأنه أن يجعل منه شخصية ناجحة ومتميزة، تُقرّبه من نفسه والآخرين. ومن النصائح المهمة أيضاً، الاجتهاد في ترك أثر طيب عند الناس المحيطين بنا، سواء في البيت أم العمل أم في أي مكان آخر، ويا ليتنا ندرك مدى تأثير الابتسامة الصغيرة أو الكلمة الطيبة في نفوس الآخرين، وكم هو جميل أن يذكرنا من افترقنا عنهم بالخير.

حلاوة المرارة
• ما الركائز التي تنطلق منها لتوجه الناس إلى معرفة كيفية مواجهة مصاعب الحياة اليومية؟
أنطلق من حقيقة الاستماع إليهم وهي فضيلة عظيمة جداً.. فأحياناً يكون نصف الحل في الاستماع إلى الآخر. وتتجلى المشكلة البشعة في ثقافتنا، حين يحاول أحدهم أن يشكو لنا همه، فنبادره بالقول: «لا تشكيلي أبكيلك»، بينما لو كنا نحبه بحق، لكان الأحرى بنا أن نستمع إليه.

• ماذا تقول في كتابك «حلاوة القهوة في مرارتها» الذي صدر مؤخراً؟
أقول فيه إن المرارة التي نتجرّعها سببها حلاوة الحياة. ويتضمن الكتاب مجموعة قصص عن تجارب شخصية، أعتبر فيها أن حياتنا كلها لو أسقطناها على فلسفة القهوة سنرتاح ونسعد. أؤمن بأن مرارة الحياة تنبت السعادة والبهجة، وليس شرطاً أن تكون المرارة سلبية.

لا مجال للمترددين
عن رأيه في التطورات الحاصلة في مختلف المجالات في السعودية، يختتم المغلوث: «هناك عمل دؤوب وأناس كثيرون لا يدركون أبعاده وتفاصيله، ولكنني أواكبه بحكم عملي في الإطار الحكومي، ورش عمل وتحديات يومية وطموحات عريضة. بتنا في تنافس وسباق محمومين، ونشعر بأن التغيير بيدنا لا بيد الآخرين ونتماهى مع العالم وتقدمه، فالقيادة شابة ومنفتحة وتريد التغيير؛ وهذا يحفزنا على العطاء.. فلا مجال للأشخاص المترددين بل أمامهم خيار واحد، ألا وهو المضي قدماً نحو رؤية واحدة وعمل واحد».