في الـ29 من مارس الماضي افتقدت السينما إحدى أبرز مخرجيها وأشهر النساء اللاتي عملن في صناعة الأفلام، حينما توفيت المخرجة الدنماركية آغنيس فاردا عن عمر الـ90، بعد مسيرة حافلة بالإنجاز السينمائي في أكثر من 50 فيلماً ما بين الطويل والقصير، الروائي والوثائقي، ولأكثر من 60 سنة منذ عام 1955، لم تتوقف حتى آخر أعمالها العام الماضي حينما أخرجت حلقتين من مسلسل Varda by Agnes.
ومن اللافت أن بداياتها في الخمسينات والتي أسهمت في تكوين رؤيتها السينمائية، هي صداقتها القوية مع مخرجي الموجة الفرنسية وتعاونها معهم، حتى إن بعض النقاد يعتبرون فيلمها الشهير «كليو من 5 إلى 7» أحد نماذج هذه الموجة، إضافة إلى زواجها من المخرج الفرنسي الشهير جاك ديمي، والذي كان لوفاته أثر كبير في حياتها. وهنا نستعرض أبرز خمسة أفلام في مسيرتها:

La Pointe-Courte 1955
حيث يتم سرد قصتين، واحدة على نطاق واسع والأخرى على نطاق ضيّق، في قرية صيد فرنسية ساحلية ومع العديد من القصص الأخرى عن الصيادين في المدينة، الذين يقاتلون مجلس الصحة وإدارة مصايد الأسماك حول الحظر المفروض على صيد الأسماك، حيث تزعم السلطات أن مستويات البكتيريا العالية تشكل خطراً على البشر في استهلاك المأكولات البحرية التي يتم حصادها من هناك.  وتتعلق القصة الصغيرة بزوجين وإصلاح حالة زواجهما الذي استمر لأربع سنوات.

Cléo from 5 to 7 1962
فيلم الدراما الموسيقي الذي لفت الأنظار إليها بعدما شاركت في «مهرجان كان» وحصلت على إعجاب نقدي كبير.
حيث هناك 90 دقيقة مليئة بالهدوء والترقب، تبدأ حينما تقوم مغنية بإجراء لاختبار مرض السرطان، واللحظة التي تتلقى فيها النتائج، وزيارتها لمشعوذة تقرأ أوراق اللعب متأملة أن تخبرها بمستقبلها، ثم نتبعها إلى لقائها مع الأصدقاء والمحبين، وإلى البروفة ورحلتها إلى المحلات التجارية، قبل أن تقوم بنزهة مشؤومة في الحديقة.

Le Bonheur 1965
من أفضل أفلامها، في رأيي، والفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة «الدب الفضي» في «مهرجان برلين».
وفي إطار الدراما الرومانسية فرانسوا هو نجار شاب متزوج من تيريز، ولديهما طفلان صغيران كل شيء في حياته جميل ومثالي، وفي يوم من الأيام تنقلب حياته عندما يلتقي إميلي، حيث يقعان في الحب، لكنه لا يزال يحب زوجته ويريد أن يعيش معها سعيداً.

Vagabond 1985
من أشهر أفلامها، وفاز بـ«الأسد الذهبي» في «مهرجان فينسيا» كأفضل فيلم. خلال فصل الشتاء في جنوب فرنسا، تم العثور على جثة امرأة شابة متجمدة في حفرة، بحالة مزرية، ومن خلال ذكريات الماضي، نتتبع الأسابيع الأخيرة من حياتها، وكيف أنها عاشت متنقلة من مكان إلى آخر، ومرت بأشخاص عديدين في رحلتها، ولدى كل واحد منهم حكاية عن علاقتهم بها.

The beaches of Agnès 2008
يسرد رحلة المخرجة المبدعة إلى عالمها الرحب من الجانب المهني والخاص، لتُنتج فيلماً يؤرخ لها أعمالها الثرية ومسيرتها الحافلة، إلى جانب الاستعراض بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الأفلام المنزلية والمقابلات المعاصرة التي تألقت في كل مشهد فيها.