يعكف الفنان الكويتي يعقوب عبد الله على تصوير أكثر من عمل جديد، يقدم من خلال كل منها دوراً مختلفاً عن الآخر، فبعد ما يقارب عقدين من الزمان أصبحت ليعقوب القدرة على انتقاء الأفضل والأكثر تأثيراً من الناحية الدرامية. «زهرة الخليج» التقته في موقع تصوير أحد عمليه الجديدين.

• أنت بصدد تصوير مسلسل «غرس الود»، والاسم يعطي انطباعاً أنه عمل يتناول حقبة قديمة؟
نعم. المسلسل يمر بثلاث فترات زمنية، الستينات والسبعينات والثمانينات، بتقلبات الأحداث، وكيف كان يؤثر فينا العالم آنذاك، فالنكسة في الستينات والسبعينات وأحداث سوق المناخ، وتأثير كل هذا في أسرة غنية تعمل بالتجارة، والأب منصرف باهتمامه ناحية بناته، عكس الحال مع أبنائه بحجة أنهم رجال يتحملون مسؤولية أنفسهم.

• ما الذي يميز «غرس الود» عن غيره من المسلسلات التي تناولت الحقبة نفسها من قبل؟
الزاوية. فهناك من يتناول الحقب الزمنية من باب التوثيق أو لمجرد الإشارة إلى الفترة الزمنية، على عكس مسلسلنا، فكل فترة زمنية ولها تأثيراتها، فنرى كيف لعبت (نكسة 67) على نفسية الأب، وكيف كان لأحداث أخرى تأثيرها في المواطن الكويتي.

مع سعاد عبد الله
• ماذا عن عملك الثاني «أنا عندي نص»، مع النجمة سعاد عبد الله؟
أقدم في هذا المسلسل شخصية «خالد»، الذي يعاني تنمّر المجتمع بسبب جنسية والدته، وكذلك العنصرية من إخوته، وكيف يؤثر ذلك في حياته مع أهله وعند زواجه، وأيضاً عند التحاقه بوظيفة، وتسير الأحداث على هذا المنوال، وهو خط درامي إنساني تعانيه نسبة كبيرة من الناس، فالتنمر عملية تراكمية قادرة على تدمير الإنسان، وأم طلال هنا تقوم بدور أختي التي تقف إلى جانبي في هذه المحنة.

• هل هناك أعمال أخرى تصورها لرمضان؟
لديّ مسلسل «مُوضي قطعة من ذهب»، سيُعرض في رمضان على «قناة أبوظبي»، ويتحدث العمل عن علاقة الأسرة والزوج بزوجته وأولاده والصراعات والصعاب في سبيل تكوين أسرة. والعمل من بطولة داوود حسين، أسمهان توفيق، نور وآخرين، وهو من إخراج منير الزعبي، وأقدم من خلاله شخصية مُغايرة تماماً عن التي أقدمها في «أنا عندي نص».

• كيف عالجت نفسك من آفة الشهرة؟
الشهرة إدمان حالها حال المخدرات، وعالجت نفسي منها في وقت مبكر. فعندما قدمت مسلسل «جرح الزمن» الذي حققت من خلاله نجاحاً كبيراً، مكثت لمدة شهرين لا أظهر للناس أو الجمهور إلا للضرورة القصوى، وعلى الرغم من عُمري المبكر وقتها، لكنني خفت على نفسي من الشهرة، فأنا في الأصل رياضي، وكنت أرْقُب المشهورين من الرياضيين فلا تعجبني طريقتهم، والشهرة ضريبة وليست مكسباً، والفنان رهن الجمهور، لو بدرت منك تصرفات المغرور لانصرفوا عنك.

الـ«سوشيال ميديا»
• هناك اتهام بأن النجوم أصبحوا يفرضون أنفسهم على الناس من خلال الـ«سوشيال ميديا»، كيف ترد؟
نادراً ما أهتم بالتعليق على متاهات الـ«سوشيال ميديا»، فأنا على قناعة بأنني لو أصبحت متوافراً على مواقع التواصل، سأفقد مصداقيتي وبريقي في آنٍ واحد، خاصة أن المتابع سيُقارن بين شخصيتي على مواقع التواصل والدور الذي ألعبه، عندها سيشعر بعدم الاقتناع بي، وهناك من أصبحوا مرضى بمواقع التواصل والتحدث من خلالها في «المهم» و«التافه»، وهؤلاء الزمن أولى بهم.

• كيف تشعر لو فقدت يوماً بريق النجومية؟
هذه حال الدنيا، بطل يصعد يأخذ وقته، ليأتي آخر، وهكذا. وانحسار الشهرة عني أمر لا يضايقني إطلاقاً.

• كيف تُقيّم حالة الشد والجذب بين الفنانين على مواقع التواصل؟
تعلمت من الفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا أن الفن بيت، وما يحدث داخل هذا البيت يظل داخله. أما لو ظهرت من أي نافذة وتحدثت عما يحدث داخل بيتي فلن يحترمك أحد. بالتالي، لو أن هناك مشكلة لي مع فنان، لماذا لا أذهب إليه وأواجهه ونحل الأزمة معاً عوضاً عن أن نجنح إلى الفضائح عبر مواقع التواصل!

تقليد «الفاشينيستات»
• كيف ترى تهافُت بعض الفنانات على تقليد «الفاشينيستات»؟
في البدء، مشاهير الـ«سوشيال ميديا» هم مَن قلدوا الفنانين، لأن من كان لهم متابعون على مواقع التواصل هم الفنانون، لذلك تجد «الفاشينيستات» يلجأن إلى الـ«بروباجندا» والـ«شّو» ليتكلم الناس عنهن ويشتهرن لأنهن لا يملكن تلفزيوناً أو مسلسلاً أو نافذة يظهرن من خلالها للجمهور.

• هل تتابع مشاهير الـ«سوشيال ميديا»؟
لا. إنما قد أتابع أحدهم لأنه في الأصل صديق لي مثل سوار شعيب، الذي ظهرت معه كنوع من التشجيع في الموسم التمهيدي لبرنامجه.

• صرحت قبل فترة بأنك لن تضحي بوظيفتك من أجل الفن، ما السبب وراء هذا التصريح؟
قضيت في وظيفتي مدرس أطفال من «أصحاب الهمم»، ما يقارب الـ19 عاماً، وفي التمثيل ما يعادل المدة نفسها، فإذا ما انتهت مدة عملي الأساسي أكون قد أدّيت واجبي، لكن هذا العمل لا يتداخل مع عملي كممثل وكل منهما يتهم الآخر، والأمر هنا لا يتعلق بالوظيفة كوظيفة، لكنني أتعامل مع فئة تجعل الأمر فرض عين عليك أن تتحلى بالكثير من الإنسانية، وفي البدء كنت أذهب إليهم باعتباري ممثلاً ثم طلبوني للعمل معهم مدرساً، فأصبحت منهم وفيهم.

• أخيراً، بخصوص المسرح والسينما، ما جديدك؟
نحن في طور التحضيرات لعمل مسرحي للطفل، لا أستطيع الكشف عن تفاصيله الآن. كذلك هناك عمل سينمائي في القريب وغير مصرّح لي التحدث بشأنه.

«خلطات اللبن»
لدى الفنان يعقوب عبد الله هوايات غريبة، وعن هواية «خلطات اللبن»، يقول: «أحب أكل ما يُعجبني، وتعودت أن أشرب اللبن مع دقّوس وشطة وملح وليمون، وبطبيعتي لي مزاج خاص عندما أدخل المطبخ».
وعما إذا ما كان يفكر في تأسيس «بزنس» خاص يتعلق بتلك الهواية، يجيب: «لا. ولو أنني أرى أنه لا بد للفنان وغيره أن يؤمّن نفسه مالياً، وأن يوفر لنفسه مدخولاً يجعله هو وأولاده في مأمن من تقلبات الزمن».